البشير .. ” كفاية ” .. لن أترشح لرئاسة الجمهورية مرة أخرى !!

[JUSTIFY]أكَّد الرئيس عمر البشير أنَّ موقفه من عدم الترشُّح للانتخابات الرئاسية المقبلة ثابت، وأشار إلى مداولات داخل المؤتمر الوطني لكيفية تقديم مرشحهم في منصب الرئاسة، وأضاف: لديهم الوقت الكافي لترتيب أوضاعهم. وقال: «كفاية… نحن أمضينا كم وعشرين سنة وهي أكثر من كافية في ظروف السودان، والناس يريدون دماء جديدة ودفعة جديدة كي تواصل المسيرة». وقال البشير في حوار مع «الشرق» القطرية يُنشر بالتزامن مع «الإنتباهة» اليوم إن المؤتمر القادم للوطني منوط به تسمية رئيس للحزب، وزاد أن مسمَّى رئيس المؤتمر الوطني قطعًا سيكون مرشحه للرئاسة.
من ناحية ثانية برّأ الرئيس المجموعة الانقلابية الأخيرة من أي ارتباط بجهة خارجية، وقال إنها عناصر سودانيَّة، وأشار لبدء المحاكمة العسكرية لهم بجلسة إجرائيَّة، وزاد: نحن ننتظر نتيجة المحاكمة.
إلى ذلك أوضح البشير أن الشكوك ستظل موجودة فيما يتعلق بفك ارتباط حكومة الجنوب بقطاع الشمال، بيد أنه أشار إلى أن الحل يبقى في قيام آليات بين الطرفين بمشاركة الجهات المراقبة وهي الاتحاد الإفريقي والقوات المشتركة الموجودة الآن للتحقُّق من الشكاوى أو الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، وقيام آليات يساعد على أن يكون الاتفاق حقيقيًا ولا يكون شكليًا.

أعرب الرئيس السودان عمر حسن الشير عن تفاؤله بانعقاد القمة العربية في الدوحة مؤكدًا ثقته بأنها ستدفع بالعمل العربي إلى الأمام وتوحد الرؤى حول مجمل القضايا العربية بما عُرف عن قطر من دور في حل الكثير من القضايا سواء في لبنان أو السودان.
وأكد في حوار لـ«الشرق» ضمن حوارات القمة العربية تطلُّع السودان إلى دعم القادة العرب ليعينوا على تجاوز الآثار الاقتصادية لانفصال الجنوب لافتًا إلى وجود مشكلات للسودان مع مؤسسات التمويل الدولية وأن الخرطوم وجدت البديل في مؤسسات وصناديق التمويل العربية، منوهًا بدعم قطر للاقتصاد السوداني عبر العديد من المشروعات التي تنفذها في ربوع السودان.
وأشاد بالاستعدادات التي تقوم بها الدوحة لاستضافة مؤتمر المانحين لإقليم دارفور في أبريل المقبل منوهًا بالخطوات التي اتخذتها الخرطوم والدوحة لإنجاح استضافة المؤتمر وتشجيع المانحين على تقديم المساعدات لإعمار دارفور إنفاذًا لاتفاق السلام الموقَّع في الدوحة بين الحكومة السودانية والحركات المعارضة. وأشار إلى الأهميَّة السياسيَّة لقمة الدوحة حيث تتصدَّى للوضع في سورية معربًا عن أمله في الخروج بقرارات تساعد على وضع حد لمعاناة الشعب السوري الشقيق مؤكدًا أن المستفيد الوحيد من استمرار التوازن العسكري بين الأطراف في سورية هم أعداء الشعب.

وأعرب عن أمله في استقرار العلاقات مع جنوب السودان في ضوء الاتفاقيات التي جرى توقيعها بين البلدين محذرًا من التأثيرات التي يقوم بها أعداء السودان خاصة إسرائيل في توتير علاقات الجارين حيث يثير أي تطور إيجابي في علاقاتهما أعداء السودان.
وأكد الرئيس البشير حرص السودان على تعزيز علاقاته مع مصر وكشف في هذا الصدد عن خطط لتنمية المناطق الحدودية مع مصر مؤكدًا أن ذلك من شأنه أن يُؤهل لبناء عناصر وحدة حقيقية داخل الأمة العربية. وفيما يلي نص الحوار..

فخامة الرئيس، الدوحة تشهد بعد أيام انعقاد القمة العربية، كيف ترون انعقادها، وتحديدًا في هذا الظرف الذي تمر به الأمة العربية؟ حقيقة أصبحنًا نسمي الدوحة «دوحة العرب»، وللدوحة نكهتها الخاصة الآن ولها موقع خاص بصورة كبيرة جدًا. عندما تم الاتفاق على حل القضية اللبنانية، كانت هذه إشارة قوية جدًا على دور الدوحة في تقديم الحلول الايجابية للقضايا العربية أينما كانت، وأيضًا برز دورها هذا أيضًا في الربيع العربي. وقطعًا فإن العالم العربي شهد ولا يزال يشهد تحولات كبيرة، فهناك الكثير جدًا من الحراك في العالم العربي يحتاج قطعًا من القادة العرب أن يجلسوا لمواجهة الوضع العربي الحالي، دون تدخل في الشأن الداخلي للدول، لكننا محتاجون لمناقشة هذه القضايا لأنها في النهاية قضايا أمة وتؤثر على الاستقرار العربي. ما يدور الآن في دول الربيع العربي من حراك سياسي وغيره وما يحدث الآن في سوريا وما يحدث الآن في العراق كلها قضايا تحتِّم على أن القادة ينظرون في هذه القضايا وأن نحاول أن ندعم بعضنا البعض للخروج بحلول تحقق الأمن والاستقرار والطمأنينة للمواطن العربي أينما كان. هناك مسيرة من القمم العربية، لكن كيف يمكن لهذه القمم تحديدًا أن تعزز من العمل العربي؟ قطعًا أن أي لقاء للقمة العربية فيه تعزيز لمسيرة العمل العربي ومجرد انعقاد القمة العربية في دورات منتظمة هو من المطالب والأماني التي تحققت. والتشاؤم مستمر بلا شك على مستويات مختلفة، كالمندوبين في الدول العربية ووزراء الخارجية، أما على مستوى القمة فيكون القرار قطعا أكثر قوة وأكثر تأثيرًا على الوضع العربي. نحن نتمنى أن تدفع هذه القمة بالعمل العربي إلى الأمام وأن توحد الرؤى حول مجمل القضايا في العالم العربي سواء في قضية فلسطين والحراك فيها، أو ما يحدث في دول الربيع العربي أو ما يحدث في سوريا الآن. تحديدًا فيما يتعلق بالسودان، ربما هي واحدة من أكثر الدول التي هي بحاجة إلى موقف عربي داعم، ما هو المؤمل سودانيًا من قمة الدوحة فيما يتعلق بقضايا السودان؟ نحن نقدر جدًا لإخواننا في قطر وقوفهم إلى جانب السودان في قضايا واضحة جدًا، كالوقوف معنا في قضية دارفور واتفاقية الدوحة، والآن محاولة إلحاق آخرين باتفاقية الدوحة. وتطبيق اتفاقية الدوحة يتحدث عن قيام صندوق لإعمار دارفور، وهنالك مؤتمر للمانحين سوف تستضيفه الدوحة في أبريل المقبل، ونحن نتوقع أن المانحين الأساسيين هم العرب وليس غيرهم، فقد عودنا الآخرون على إعطائنا وعودًا لا تُصرف في أي مصرف، لكن إخواننا العرب هم الذين عودونا أنهم حقًا هم الذين يقفون المواقف الأصيلة. ونتوقع أن تكون هذه القمة إن شاء الله دعمًا لعملية السلام والاستقرار والتنمية في دارفور. وقطعًا نحن بعد تطبيق اتفاقية السلام ونتائج الاستفتاء وانفصال الجنوب، تأثر الاقتصاد السوداني بصورة كبيرة جدًا بفقده لموارد البترول الموجودة في جنوب السودان، وفي هذا المجال أيضًا نحن يجب أن نقدم التحية والشكر لإخواننا في قطر الذين وقفوا معنا موقفًا قويًا جدًا في دعم الاقتصاد السوداني في هذه المرحلة، ونتوقع أيضًا إن شاء الله أن تقدم القمة للسودان ما يعينه على تجاوز الآثار الاقتصادية السالبة التي جاءت نتيجة لانفصال الجنوب. أيضًا الدعم السياسي، نحن مواجهون الآن في المنظمات الدولية والإقليمية بكثير من الاتهامات الباطلة فنحتاج للموقف العربي والسند العربي الذي ساعدنا كثير جدا في السابق في تجاوز الكثير من العقبات التي واجهتنا مثلاً في الأمم المتحدة أو في مجلس الأمن من قبل. هل أنتم راضون عن المواقف العربية تجاه السودان في دعم قضاياكم، محليًا وحتى خارجيًا؟ نحن حقيقة راضون تمام الرضا حيث نجد حقيقة الدعم والسند من إخواننا العرب، وأنا سأعطيك نموذجًا مثلاً مشروعاتنا الكبرى كلها في السودان، نحن عندنا مشكلة مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وكل مؤسسات التمويل العالمية والغربية عندها موقف من تمويل السودان، نحن حقيقة وجدنا البديل في الصناديق العربية في الدول العربية في دعم المشروعات التي هي معروفة للعيان مثل سد مروي وبقية المشروعات الكبرى. أيضًا كما ذكرت نحن وجدنا حقيقة الدعم من إخواننا في قطر وبعض الدول العربية الأخرى حقيقة أيضًا وجدنا منها دعمًا وسندًا قويًا جدًا في دعم الاقتصاد السوداني في هذه المرحلة، أما الدعم السياسي فهو بلا حدود. طبعًا يعرف فخامتكم أن أحد أبرز ما هو مطروح على قمة الدوحة ما يتعلق بسوريا والثورة السورية، ما هو المطلوب عربيًا لدعم هذه الثورة، خاصة أنها الآن بلغت عامها الثاني وستدخل عامها الثالث الآن؟ نحن أصبحنا الآن متخوفين على سوريا ونخشى من أن هناك الكثير من الجهود غير المخلصة التي تتمنى استمرار الصراع في سوريا وتعمل على دعم التوازن العسكري داخل سوريا. نحن قطعًا مع الشعب السوري في أن ينال حقوقه كاملة في الحرية والديمقراطية وحفظ كرامة الشعب واستقراره، لكن تطاول الأزمة هو حقيقة خسارة لسوريا وليس للنظام، نحن لا نتحدث عن النظام الحاكم في سوريا لكن نتحدث عن سوريا. فكل الذي نتمناه هو إنهاء هذه القضية بأسرع ما تيسر حتى نجنب سوريا المزيد من الدمار والخراب والقتل، كلنا نشاهد الآن في الفضائيات ما يحدث في سوريا. وكما ذكرت انت بعد مرور عامين لا وجود لبوادر واضحة جدًا في الأفق لحل أو لحسم هذه القضية فهي قطعًا تحتاج أن يجلس الإخوة القادة العرب ويتفاكروا في كيفية الخروج بحل يُخرج سوريا من أزمتها ومشكلاتها. في الاجتماع الوزاري الأخير العربي تم الاتفاق على عدد من القضايا، ما يتعلق بترك المجال للدول العربية لتسليح المعارضة للدفاع عن الشعب، وما يتعلق أيضًا بمنح الائتلاف الوطني مقعد سوريا في القمة العربية، كيف تنظر إلى هذه الخطوات؟ هل يمكن أن تسرّع بإنهاء الأزمة؟ هذا جانب، الوقوف إلى جانب الثورة والشعب في سوريا ودعمه سياسياً وعسكريًا وماديًا، لكن لا ننسى أيضًا أنه يوجد أطراف أخرى تنظر إلى دعم النظام أيضًا سياسيًا وعسكريًا وماديًا، فكما قلت وذكرت فإن حفظ التوازن العسكري داخل سوريا وأن يكون متعادلاً فإن هذا يعطي استمرارية الصراع التي ليست في مصلحة المواطن السوري ولا في سوريا الدولة ولا في سوريا الوطن والمستفيد الوحيد هم أعداء سوريا وأعداء الأمة العربية وأعداء الشعب السوري في حالة استمرار التوازن العسكري داخل سوريا. فخامة الرئيس، الدول العربية اتفقت على ان تقوم بتسليم سفارات النظام إلى الائتلاف الوطني، هناك من أقدم وهناك إلى الآن من لم يتخذ هذه الخطوة. هل لدى السودان توجُّه لمنح الائتلاف سفارة بالخرطوم؟
Exit mobile version