سِر عصبية رايس فى مجلس الأمن ..!

[JUSTIFY]مع تصاعد أنباء عن إحتمال انتقال المندوبة الأمريكية فى مجلس الأمن الدولي ” سوزان رايس ” لتسلم حقيبة مستشارة الأمن القومي لإدارة أوباما، تعويضاً لها -كما قيل- عن فقدانها الدراماتيكي لمنصب وزيرة الخارجية الذي فقدته كنتيجة منطقية لإفتقار الدبلوماسية الشرسة للمقومات الدبلوماسية المطلوبة. فإن رايس بدت على جانب كبير جداً من العصبية والشراسة حيال بيان مجلس الأمن الذى كان مقرراً أن يشيد بما تم بين جوبا والخرطوم مؤخراً.

رايس قادت سجالاً دبلوماسياً عدّه العديد من المراقبين معركة فى غير معترك أرادت من خلالها البحث عن وسيلة ما لإلقاء قدر من اللوم على السودان فلم يكن يروق لها صدور استحسان دولي يكون السودان طرفاً فيه! كما كانت رايس تود انتهاز السانحة ليشمل البيان الدولي على حث الخرطوم على التفاوض مع قطاع الشمال.

وتشير مصادر دبلوماسية فى نيويورك أن رايس زادت عصبيتها فى الفترة الأخيرة بشأن السودان بعدما تبعثرت خططها الرامية الى تسلم مجلس الأمن للملف السوداني الجنوبي محولاً من مجلس السلم الإفريقي وقد تم حشو جرحها بالملح حين ورد الى مجلس الأمن بدلاً عن الملف السوداني الجنوبي تقرير لجنة العقوبات ضد السودان والذي حوى إدانة – وليس فقط مجرد تهمة – بحق دولة جنوب السودان بشأن استضافتها لقواعد عسكرية لحركات دارفورية مسلحة تقاتل الخرطوم، ثم ما لبثت أن إزداد الجرح إلتهاباً حين حدثت انفراجة فى الخلاف السوداني الجنوبي يتيح للسودان التخلص من الورقة الجنوبية المتثملة في ارتباط جوبا بقطاع الشمال!

لقد كان من الطبيعي للغاية أن تثور أعصاب السيدة رايس وهي ترى البناء يتصدع من حولها وفي الوقت نفسه لن تمهلها الأقدار لرؤية نهاية القصة، وهي تحت قبة المجلس ولن يتسنّى لها إطلاق لسانها فى جلسة محضورة للنيل من السودان بعد أن يتقرر إمساكها بحقيبة مستشارة الأمن القومي. وربما اعتقد البعض أن حال رايس إذا انتقلت الى حقيبة مستشارة الأمن القوي سوف يكون أفضل وتصبح أكثر شراسة أو تختط نهج سابقتها كوندا ليزا رايس على أيام بوش الابن، ولكن الفارق الجوهري هنا، أن السيدة رايس سيكون عليها العمل فى ظل وزير يتولى الخارجية عُرف بقدراته وصرامته بحيث لن يترك للسيدة السمراء مساحة مفيدة تتحرك فيها فالتداخل بين الخارجية ومستشارية الأمن القومي -تاريخياً- تدور حوله العديد من القصص والحكاية من أيام الداهية المعروف هنري كيسنجر، ولكن الأمر يعتمد بصفة أساسية على قوة الوزير وقدراته وإجادته للعب وبالطبع لا وجه للمقارنة ما بين رايس وقدراتها ووزير الخارجية جون كيري! وهو ما يجعل من مهمة رايس أصعب من مجرد صعبة .

من جهة أخرى فإن رايس لم تخلص بعد من الشعور بالخيبة جراء فقدانها منصب الخارجية وهو ما يجعل لقبولها أيّ منصب آخر بخلافه مصدراً لتعاستها وموضعاً لعراك محتمل بينها وبين جهات عدة تتقاطع معها اختصاصاتها.وعلى ذلك فإن الأسابيع القليلة القادمة ستكون ذات أثر فعال على مجمل الأوضاع بين السودان وجنوب السودان وستظل رايس هى العامل المشترك فى الأمر.

سودان سفاري

[/JUSTIFY]
Exit mobile version