وأرواح عارية ليست قصة شرد فيها خيال الكاتب بعيدا وحلق في فضاءات أخرى بل تعمق في أغوار المجتمع وغاص باحثا ومنقبا عن القضايا والمشاكل الاجتماعية التي نعيشها وتتعرى الأرواح عندما تبقى المخدرات ناقوس الخطر الذي يدق نذيرا ووعيدا بانهيار أمة وتتعرى الأرواح عندما تكون هجرة الأبناء إلى بلاد (الخواجات) بغرض الدراسة تتحول دون شعور بذلك لتصبح هاجسا وتخوفا يطالب العلماء برفضها وعدم السماح لهم بالهجرة حتى لا يكونوا طعما سهلا وسببا في انتشار المخدرات وغيرها من المخططات التي تستهدف الشباب.
وتتعرى الأرواح عندما تصبح مسؤولية الفرد مسؤولية حكومة عندما يكون التقصير فعل أب وأم لا يحسنون تربية الأبناء وعندما يخرجون للشارع ويخوضون في الخطيئة بكل أنواعها ففساد الأخلاق أو المخدرات أو الاغتصاب خطيئة وعندما يقع الفعل والكارثة نصرخ أين الحكومة ما الذي يحدث ويفوت علينا أننا حكومة البيت التي ارتكبت أكبر خطأ في شعبها الأبناء عندها يكون الاحتفال بعيد الأم شيء أشبه بالحدوتة المعادة التي لا تحرك ساكنا لسامعها
وأرواح عارية عندما تتبرج القيم وتنتهي الأشياء المثالية التي تستحق الاحتفاء بها فخطر المخدرات على مجتمعنا ليس مجرد مافيا ترتدي زياً أسود يغطي ضمائرها ويعمي عيونها ولا في تلك العربة (البوكس) التي ضبطت محملة بآلاف القناديل المميتة بولاية النيل الأبيض الخطر ليس في من هو البائع الخطر بل يكمن في من المشتري.
وهذا سؤال له ألف إجابة فالبائع قد يكون شخص واحد لكن زبائنه قد يكونون آلاف من الشباب فحتى لا يتعرى المجتمع روحا وأخلاقا وقيما… يجب أن تكون محاربة هذه الظاهرة ليست مسؤولية تيم من المباحث أو عشرة من أفراد الشرطة أو إمام مسجد يخطب يوم الجمعة عن خطر المخدرات كلهم مسؤولون لكن مسؤوليتنا نحن أكبر تجاههم فعندما نحسن التربية وعندما نشد حبلها ونجعل عودها مستقيما وعندما نشدد المراقبة في وقتها وفي زمنها و(نخاوي) أبناءنا ونسمع مشاكلهم وهمومهم ونعمل على حلها عندها لا نتحاج الوقوف حياءً أمام المتحري في مراكز الشرطة نمعن النظر في الأرض والمتهم ابننا الذي نعول عليه وعلى شبابه ونعقد العزم على مستقبله نجاحا وفخرا ونباهي فالبيوت مدارس أحسنوا التعليم فيها وإن دعا الأمر امنحوهم دروسا خصوصية حتى يكونوا نجباء أخلاق وتربية .
طيف أخير:
إليك أمي … المرأة التضحية … في عيد الأم ….. أمنحك عمري وأسألك الرضى!!!.
صحيفة المشهد الآن
صباح محمد الحسن