يحكي عم حسبو «نجار معاشي»، كان يعمل في مصلحة حكومية والآن يقوم باصلاحات في المنزل نظير مبلغ زهيد بغرض تمضية وقت الفراغ، يحكي عن زملائه من النجارين في الثمانينيات حيث كان كل واحد يأخذ من خشب الحكومة لدكان نجارته الخاص فيوفر ثمنًا كبيرًا ويربح وحتى ادوات النجارة التي يستخدمونها في العمل ياخذونها داخل جوالاتهم ليعملوا بها هناك دون شراء ادوات مكلفة بل يستخدمون مكان العمل لعقد صفقات عمل في المنزل ولا يعتبر سلوكهم سرقة فهي اشياء تجلبها الحكومة بكثرة وقد تتعرض للتلف اثناء التخزين !
تحكي «ن» عن فراشة المكتب التي تستبيح اشياء الضيافة في مصلحتهم فتجد السكر والشاي وحتى الأواني تختفى وتطالب باخرى جديدة وتستعمل ثلاجة المكتب لتخزين أشيائها الخاصة خصوصًا في رمضان وتتعاطف «ن» معها باعتبارها سيدة بسيطة لا تملك حتى ثلاجة فلا عتب عليها في قليل من السكر والشاي !
في محطة السكة حديد تجد معظم المنازل محاطة بفلنكات السكة حديد في شكل سور خارجي يحكي عن استباحة خردة السكة حديد التي يمكن ان تباع ليعمل بها صيانة جديدة ولكنها اضحت تؤدي دورًا ليس لها .
لوكان رب البيت بالدف ضارب فشيمة اهل البيت هي الرقص! بدأت «س» موظفة حكومية حديثها معنا وهي حانقة، وتابعت: لماذا نحاسب موظفًا بسيطًا على اخذ الفتات ومدير المصلحة بنى منزله من اسمنت وطوب المبنى الجديد للمؤسسة، فالنصف يذهب هناك والباقي لمنزله الذي اكتمل في غضون شهور بسيطة دون ان يرهق ميزانيته بسلفيات وديون اسوة بنا فبعد هذا لماذا احاسب موظفًا اخذ جوال اسمنت ليرمم غرفة !
طباخ المؤسسة يحمل كيساً كبيراً الى منزله نهاية اليوم من مطبخ المؤسسة، هكذا حدثنا سائق حافلة في مؤسسة حكومية عن سلوك الطباخ والمحاسب المشترك، وهو يستنكر كيف يطعمون ابناءهم حرامًا هذا السبب في كون معظم ابناء هذا الزمن فاسدين ومجرمين فالسحت يذهب من حيث أتى !
حتى في المدارس انتشرت هذه الظواهر فتجد المعلمين يأخذون من كتب المدرسة لأبنائهم ويحرمون منها غيرهم، تقول «س» مديرة: أعاني من هذه الظاهرة جدًا واتحسر على التلاميذ الآخرين الذين ليس لهم وجيع!
صحيفة الإنتباهة
سارة شرف الدين