يقول عبدالماجد منصور عبدالماجد نائب رئيس لجنة الفكر والحوار « نشأت الفكرة في ظل تراكم لمبادرات إصلاحية انتهاء بمذكرة الالف اخ وهي مذكرة إصلاحية ثم تطور العمل الإصلاحي في اتجاه المبادرة، حقيقة ما يجمع المجاهدين انهم التقوا في مناطق العمليات والقتال ونشأت بينهم علاقة أخوية، ورغم المشكلات والخلافات ظلوا جسما واحدا وظل التواصل بينهم موجودا، في الفترة الأخيرة كإحساس منهم بالمشكلات والتحديات التي توجه البلد والحركة الإسلامية اثروا ان يكونوا اكثر ايجابية باعتبارهم جزءا من الحركة الإسلامية، الفعالية بدأت بنشاط اجتماعي عبر صفحة في الفيس بوك وتنادى الناس في ان يلتقوا في لقاء كبير، وقد حصل في شهر شعبان من العام الماضي، عندما التقوا في قاعة بشركة النيل الكبري للبترول، كان لقاء كبير حضره حوالي 700 شخص من خلال اللقاء اتفقوا عن ان يعينوا جهة تمثلهم، وسموا ذلك بالمنصة وانتشرت المجموعة وبدأت تنظم لقاءات كبيرة حتى بلغت حوالي 20 لقاء تفاوتت أرقام حضورها بين 600 الى 700، في ذات الوقت تكونت اللجنة الفكرية للمبادرة كلجنة فرعية وقامت بدور لتوثيق كل الأفكار التي قيلت وذهبت أكثر في إنشاء منابر للمنتديات مع عدد من المفكرين والخبرا ء داخل الأجهزة الحكومية وخارجها والتقت بعدد من الشخصيات، وتم تجميع كل البرامج، وخرجت بشيء اسموه الروح العامة للمبادرة وهي النقاط الاكثر شمولية وبعدها ذهبنا اكثر تفصيلا لعقد المحاور، عبر 5 الى 15 شخصا، شارك في النشاط النوعي حوالي 700 شخص، بعدها عملت ديباجة المبادرة وهي مختصر لكل المحتوي بالإضافة الى المحاور، من بينها محور يخص الحركة الإسلامية، ومالآتها في المستقبل من وحدة او اصلاح، والورقة هي مجهود وملخص لما تم التوصل اليه وهي بدرجة كبيرة تعبر عن الرأي العام للمجاهدين في الإصلاح قد يختلف معها شخص او اثنان، اهم ما فيها انها ظلت مفتوحة وتقبل مزيدا من الأفكار والتحديث والعمل، هذا تم في غضون 6 أشهر، كان فيها نشاط كبير جدا بلغ عدد المشاركين فيه حوالي 6 آلاف مجاهد.
ويضيف د.محمد مجذوب امين لجنة الفكر والحوار بنداء الإصلاح والنهضة بقوله « الشكر موصول للصحافة وهي صحيفة رائدة في السودان، حتى من حيث قيمتها النوعية من بين الصحف الموجودة» المبادرة اتجهت نحو البحث عن المشتركات العامة التي دارت ما بين نخب المجاهدين في السودان ككل، وانتهت الى مجموعة المشتركات، دارت الفكرة حول ضرورة ان يكون هناك توجه للإصلاح جوهرها هو الدعوة إلى الإصلاح، ولابد ان يكون هناك توجه حقيقي في البلد، التبويب العام للورقة تدور حول مستويين: العام الوطن ككل السودان والخاص للحركة الإسلامية» أمنت الورقة على ضرورة ان تكون الآلية هي الحوار والعمل السلمي ونبذ العنف، وفي مقابل هذا يجب أن يكون الإصلاح عميقا ولا يكون إصلاحا ذا طبيعة جزئية ، ولابد من بلورة مشروع عام بشأن الإصلاح في أحوال البلد ككل، بعدها تم تبويب لهذه المفاهيم، ابتداء من الإصلاح الفكري، باعتبار انه يمثل الدعامة الأساسية للإصلاح، لأنه يقوم بإصلاح بنية الفكر، وطبيعة التفكير، انتهت المناقشات إلى ضرورة الشروع في نوع من الإصلاح الفكري، بمكوناته كلها، سواء متعلقة بالمرجعيات، وهي بالنسبة لنا هي المرجعيات الإسلامية «القرآن السنة» ومن بعدها المتعلقة بطبيعة التفكير، ثم الإصلاح الثقافي باعتبار انه في كثير من الأحيان يتم تشخيص مشكلات السودان باعتبار انها سياسية، وظلت هذه طريقة التشخيص الملازمة للازمة، لكن المناقشة انتهت الى ان الإصلاح السياسي لا يمكن ان يكون بمعزل عن الإصلاح الفكري والاجتماعي والثقافي، وبالتالي لابد من شمول الحلول، ثم الإصلاح الاقتصادي والعدالة الاجتماعية، من توزيع الثروة والعدالة والبطالة، ثم انتهت الى الإصلاح في ملف الامن القومي، الإصلاح في القانون وضمان توازن السلطات داخل الدولة، المشترك بين هذه كلها هي الدعوة للإصلاح، وان تكون هناك إرادة تحمي هذا التوجه وتدفع به، وهي فوق ذلك ليست نصا مغلقا بقدر ما هي بداية لمناقشات اكثر عمقا لهذه الموضوعات نفسها وتكون الفكرة الأساسية هي الانفتاح على كل المجتمع، وان يقوم على الحوار كما ينتهي في المستقبل اذا قدر الله الى شراكات.
ويقول على عثمان نائب أمين الإعلام «أولا نشأة المبادرة كانت انطلاقا من الواقع المأزوم في البيت الإسلامي، انفصال الجنوب والحركة الإسلامية، وطموح المبادرة كان وحدة الإسلاميين وتجاوز الصراع، الفصيل الأساسي الذي قام بالمبادرة هو فصيل المجاهدين، بعدها تمددت المبادرة وذهبت إلى أعمق من ذلك، وطرحت حلولا لكل القضايا في السودان بدلا من قضايا الإسلاميين المحدودة، هناك نقطتان، المبادرة تقوم على الحوار وتتخذ من المرجعية الإسلامية أساسا لكل المبادرات، نحن لدينا دعوة للناس ليس بالضرورة أن نكون المصلحين ، لكننا نطلق دعوة الإصلاح وننشرها للناس عبر مختلف الوسائل، وهي مثل دعوات إصلاح أخري، كالأفغاني و حسن البنا ومحمد عبده، وهذه الدعوات كانت الأساس الذي قامت به دولة الحركة الإسلامية في السودان ودولة الإخوان في مصر.
* لديكم خطوات للقاء عدد من القيادات ، إلى اين وصلتم في ذلك ومن هم الذين التقيتم بهم؟
يقول د.مجذوب : التقت المبادرة بطيف واسع من السياسيين والمفكرين والقيادات منهم الامين العام للحركة الاسلامية الزبير احمد الحسن، وناقشت معه فكرة الإصلاح ووجدت الفكرة صدي طيبا في نفسه، ثم د.غازي صلاح الدين ، د.تجاني عبدالقادر، د.حسن الترابي، د.صلاح الدين الزين، وفي اتجاه موازٍ التقت، بالصادق المهدي ، بروفيسور عبدالله على إبراهيم، تجمع قوى الأحزاب الوطنية في عطبرة ونهر النيل و بورتسودان، والقوى السياسية في مدني والقوى السياسية في الخرطوم، لكن اللقاءات ليست قاصرة على النخب السياسية والفكرية، حيث كانت هناك لقاءات مع شيوخ القبائل وقوى المجتمع الاخرى.
* ما هي محصلة اللقاءات مع القوى السياسية والنخب تلك؟
د.مجذوب يجيب قائلا : من حيث المبدأ من الطبيعي ان تصلهم الأوراق، قبل اللقاء، وكان هذا ما حدث بالنسبة للمهدي الذي اطلع على الورقة و امن على اهمية الأفكار التي وردت فيها وقال بأنها أفكار عميقة وجادة ومسؤولة وانه لأول مرة يلتقي مع فصيل من فصائل الإسلاميين ليس معني بتبرير ما حدث وانما بالتفكير في المستقبل، وطرحت المجموعة عليه من خلال الورقة فكرة الشراكة، وتكونت لجنة مشتركة خمسة من كل جانب لبلورة الرؤي المشتركة، لتكون هي نوع من الشراكات العامة، نتوقع منهم مداخلات في ملفات اخرى غير الملف السياسي، كما وافق بروفيسور عبدالله علي ابراهيم ان يكون جزء من النشاط العام للمبادرة، على العموم كل من ذهبنا اليه لم نجده رافضا لمثل هذه الاعمال والأفكار، هذه تعيد الثقة مرة اخرى بين هذه القوى وتفتح الباب امام النقاش، ومن الواضح ان مشكلة السودان ليست حديثة وانما لها مراحل.
* المشروع الذي طرحتموه يعتبر مشروعا كبيرا ويحتاج الى نفس طويل لانه يشمل الإصلاح في جوانب الحياة كافة فما هو المدى الزمني لتحقيق ذلك وهل لديكم هذا النفس الطويل للوصول إلى الغاية التي حددتموها ؟
د.مجذوب يجيب : من حيث المبدأ المبادرة طرحت سنتين للإصلاح.
* لكن انتم طرحتم اصلاحلا فكريا وثقافيا وتعليميا واصلاحا اجتماعيا وطرحتم ايضا اصلاحا ونهضة وهذا يحتاج ربما الى عقود؟
عبدالماجد منصور يجيب قائلا: من الاسم ظاهر ان الموضوع يحتاج الى وقت طويل.
* لكن الناس تحتاج إلى إصلاح آني؟
د.مجذوب يجيب بقوله : بحسب الموضوعات المطروحة هناك موضوعات في المدى القريب والعاجل والقصير وتجري عملية إعادة فرز ، حول الموضوعات.
* ومتي يتم الفرز؟
يقول د.مجذوب : الآن يجري في اطار اللجنة الفكرية والحوارات، ويتم ذلك على ثلاث حزم طويلة ومتوسطة وقصيرة الآجل، وعلى سبيل المثال فيما يتعلق بقصير الأجل هناك مبادرة اسمها المبادرة الدستورية حول ضرورة إجراء حوار دستوري عاجل، ، يدور جوهر هذه الفكرة على انه دائما الدساتير تتم من قبل النخب الحاكمة، وكثير منها لا يجد الإجماع والتوافق، فالمبادرة تطرح بحيث تكون جمعية وطنية منتخبة في مدي السنتين القادمين متزامنة مع الانتخابات القادمة وان تتولي الجمعية التأسيسية صياغة مشروع الدستور، المبادرة لا تري ان هذا الدستور يجب ان يمر بواسطة لجنة قومية كما يطرح المؤتمر الوطني ولا عن طريق مؤتمر دستوري كما تري المعارضة، لان في كلا الحالتين هناك نخبة تحاول ان تمرر الدستور من خلال ما تري، وهذه الفكرة يمكن ان تكون بابا للتوافق على الإصلاح، فيما يتعلق بالقوانين السياسية، تتم هذه القوانين من خلال الاستفتاء العام، و هذا من المشاريع العاجلة في المبادرة، المستوى الآخر من القضايا على سبيل المثال الاقتصادي هو عاجل ولكن الحلول لا يمكن ان تتم بين ليلة وضحاها وكذلك مشروع التعليم وغيرها ندرك مواطن الخلل في هذه البنية وكيف يؤثر على الإنسان وتكوينه، لكن بطبيعتها تحتاج إلى علماء ومختصين والمبادرة معنية من خلال المناقشات على هذا الموضوع.
* هناك اتهام لكم بأنكم بدأتم بمحاولة لإصلاح بيت الحركة الإسلامية، ولكنكم عجزتم عن الإصلاح داخل الإسلاميين، سواء عبر تخويفكم او عبر ضغوطات بعد رفض لفكرة المبادرة التي كانت مذكرة الالف اخ نواتها وبالتالي اتجهتم إلى الإصلاح العام؟
على عثمان يجيب : لا ليس صحيحا أننا عجزنا عن إصلاح البيت الداخلي وبعدها بحثنا عن إصلاح بيوت الآخرين، المبادرة قامت لانهاء صراع الإسلاميين، لكن عندما جلس الناس قالوا بدل الحوار في بيت الإسلاميين، القضية الكلية هي إصلاح السودان باكمله ، نحن نريد ان نصلح الداخل والخارج وهو تطور في الوعي والمبادرة.
يضيف عبدالماجد منصور قائلا : في الواقع العملي ، مبادرة الإلف اخ كانت حراكا داخل أجهزة المؤتمر الوطني، وانا ذكرتها في سياق تراكمي، وليس انها تطور لمبادرة السائحون، لان مبادرة السائحون تختلف من ناحية الشكل والتركيب عن مذكرة الألف اخ، الناحية الثانية مسألة اننا تعرضنا لضغوط في موضوع الإسلاميين واتجهنا الى القضايا العامة، وقائع الحال تقول عكس ذلك، حقيقة تعرضنا لضغوط أكثر بعد ما خرجنا خارج إطار الحركة الإسلامية والناس تمنوا لو اننا وقفنا عند وضعنا الداخلي، لان نقاشنا مع القوى السياسية أعطى مؤشرا بأننا حاجة جديدة، بالرغم من اننا أكدنا بأننا تيار ينادي بالإصلاح، يتحاور مع الجميع.
* ما هي طبيعة الضغوط التي تعرضتم لها؟
عبدالماجد يجيب: الضغوط بمعني أنها خوف بان هذا الجسم بدأ يتمدد أكثر، لكنها ليست ضغوط مباشرة لكن هناك بعض المضايقات حدثت في بعض الولايات، لكنها لم تخرج من إطارها الضيق..
يضيف ابوبكر محمد يوسف امين الاعلام والناطق الرسمي باسم المجموعة قائلا : بغض النظر عن المدى الزمني للمبادرة، حراكنا هذا حصلت فيه مراجعات حقيقية ، ليس التفافا او قفزا على المراحل، من ضمنها سقفنا الأول كان الحركة الإسلامية ، لكن في إطار المراجعات والحوارات والورش بين عموم الإسلاميين وغالبيتهم رأوا بانه لابد ان يحصل انفتاح، على الآخرين باعتبار وجود إشكالية لا يستطيع احد ان يغض النظر عنها وهذا لا يجعلنا نهمل طموحاتنا الأساسية، نحن نعي تماما لسنا مجموعة من الدراويش مع احترامنا للدراويش، لدينا فهم كبير، لم نفرط في إصلاح الحركة والخط متواصل، مع انفتاح حقيقي على الآخرين.
يقول د.مجذوب : طبيعة الموضوعات نفسها لا تنفصل عن بعضها البعض، والمبادرة تقوم على ملفين الحركة والوطن، وهناك تقاطعات كبيرة بين الطرفين، بالتالي هناك تشابه بين الملفين الاثنين، فلا يمكن ان نتحدث عن إصلاح الحركة بعيدا عن إصلاح البلد، على الأقل باعتبار ان تيار الحركة هو مهم و موضوعية مناقشة هذه الملفات ترتضي ان تكون اشمل، كلا الملفين أساسيين، يتم مناقشتها بالتوازي ويتم التعاطي معهم.
صحيفة الصحافة