الهندي عز الدين : أنا بحب “أديس أبابا”.. وبكره إسرائيل!!

بموجب مصفوفة تنفيذ اتفاقيات التعاون بين السودان والجنوب، فإن استئناف ضخ النفط (الجنوبي) عبر أراضي وموانئ جمهورية السودان سيتم خلال (أسبوعين) فقط.
{ وهذا يعني أن ضخ النفط سيسبق إجراءات (فك الارتباط) بين الجنوب ومتمردي (قطاع الشمال)!! لأن (فك الارتباط) يستغرق أكثر من أسبوعين بالمصفوفة أو بدون المصفوفة.
{ إذن، هذا ما كنا نطالب به وننادي منذ نحو (عام) كامل، ففي شهر “رمضان” الفائت وداخل مباني وزارة الدفاع، وعقب عودة الفريق أول “عبد الرحيم محمد حسين” من “أديس أبابا” وخلال مؤتمر صحفي مسائي بثته الفضائيات السودانية على الهواء مباشرة، قلت لوزير الدفاع: (من الأفضل أن توافقوا على استئناف ضخ نفط الجنوب ثم تتفقوا لاحقاً على تفاصيل الترتيبات الأمنية وفك الارتباط).
{ رفض وزير الدفاع الفكرة من حيث المبدأ، ثم توالت تصريحات قيادات الدولة من أعلاها إلى أدناها وعلى مدار العام الفائت و(ربع) العام الحالي ترفض وبشدة ضخ النفط قبل (فك الارتباط)!!
{ والآن.. سيتم ضخ النفط – إن شاء الله – قبل (فك الارتباط)، حتى وإن كانت هناك ضمانات والتزامات موثقة بالوساطة الأفريقية بتنفيذ مطلوبات فك الارتباط بين الجيش الشعبي (الجنوبي) والجيش الشعبي (الشمالي) أو (السوداني).
{ عملياً، ضيعت حكومتنا على خزينتها وعلى شعبها الفقير إيرادات بمئات الملايين من الدولارات بسبب (ركبان الرأس) والادعاء الكذوب بذكاء خارق واستثنائي!!
{ قلنا لهم مراراً وتكراراً في هذه المساحة وعبر الفضائيات المختلفة: اغرقوا (الجنوبيين) في مصالحهم مع (الشمال)، افتحوا الحدود للسلع والمواد الغذائية بالقيمة وبالجمارك والضرائب، لتعزيز علاقات شعبين هما في الأصل شعب واحد، عندها ستموت بمرور الوقت (حكاية قطاع الشمال)، لكنهم وقفوا في (العقبة).. (إما الترتيبات الأمنية أو فلتذهب إيرادات النفط إلى الجحيم)!!
{ الآن.. وبعد نحو عام.. عادوا إلى ما قلنا.. النفط قبل اكتمال الترتيبات الأمنية وفك الارتباط..
{ وما هذه (المصفوفة) إلاّ مجرد (أقصوصة) لتبرير رحلة المفاوضات الأخيرة.
{ فقد كان الأفضل أن يخرج علينا الرئيس “البشير” عبر تلفزيون “محمد حاتم سليمان”، بعد عدة تنويهات بصوت الجهير.. الشهير “عمر الجزلي” قائلاً: (بعد قليل يخاطبكم السيد رئيس الجمهورية في خطاب هام).
{ وفي الخطاب يعلن “البشير” مبشراً جماهيره في (الشمال) و(الجنوب) بأنه قرر الموافقة على فتح الحدود مع الجنوب، واستئناف ضخ النفط اعتباراً من يوم (كذا) شهر (كذا).. آملاً أن تستجيب حكومة الأخ الكريم “سلفاكير ميارديت” لهذه المبادرة.
{ بعد ساعات، سيدلي الناطق الرسمي باسم الخارجية الأمريكية، والمتحدث باسم مفوضية الاتحاد الأوربي، والناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة – غصباً عنهم وفوق رقابهم – مشيدين بمبادرة الرئيس السوداني.
{ لكننا نحب السفر ونهوى (المفاوضات) ونعشق المصفوفات.
{ ونموت في (دبابيب) “أمبيكي”!!
{ وكأني بالمطرب الشعبي المصري يغني لوفدنا الميمون: (وأنا بحب أديس أبابا.. وبكره إسرائيل.. وبكره إسرائيل.. ايييه… ايييه).

صحيفة المجهر السياسي

Exit mobile version