ومن المعروف ان زعماءنا يلقون علينا خطبا جسيمة كلها ثاني اوكسيد الكربون لأنهم يحسبون اننا أغبياء لا نفهم بالإشارة، وربما يطيلون علينا إطلالاتهم التلفزيونية المطولة خوفا من ان ننساهم وننسى ان الأمطار تنزل ببركاتهم، ويفوت عليهم ان الإفراط في الثرثرة يجعل الواحد منهم مثل الدمية فيربي، التي اخترعها الامريكان ليتسلى بها الصغار وهذه الدمية العجيبة التي انتهى مجدها كانت تتكلم لغة اسمها فيربيش كلها ألغاز: دودا كاتمارا شيكا بيكا دمدم بونغ دونغ وشيئا فشيئا تتكلم الانجليزية، ولا تصمت الا بعد ان يغلبها النعاس وذات مرة كانت تلك الدمية اللعينة الى جانبي عندما طلبتني أمي – رحمها الله – على الهاتف وبعد التحية المطولة على الطريقة السودانية: أحوالك.. وأحوال العيال وأم العيال وجيران العيال وابو العيال.. هل تأكل جيدا؟ هل لا تزال تنام تحت المكيف من دون غطاء؟ ويبدو ان صوت فيربي تناهى إليها لأنها سألتني فجأة: يا ولد يا عاق هل انجبتم طفلا جديدا ولم تخبروني بأمره؟ شكرتها على حسن ظنها بي وذكّرتها بان الدوام لله وان صلاحيتي الإنجابية انتهت، فانتهرتني: امشي يا مستهبل هل تحسبني طرشاء وعمياء ولا اعرف ما يدور بينك وبين نبيلة عبيد؟ صارحني يا سفروت!! عندما تبدأ أمي مثل تلك المهاترات لم تكن هناك جدوى من الجدال معها، فاكتفيت بأن قلت لها ان الذي يثرثر الى جانبي هي ليليان على التلفزيون، وهكذا جئت أكحلها فعميتها لانها انفجرت مجددا: تتفرج على ليليان يا قليل الحياء وانت تزعم في ما تكتب انك لا تحبها؟ ماذا لو باستك امام عيالك؟ قلت لها: يا مامي (وكانت هذه تستفزها جداً) انا فعلا لا احب ليليان ولكن حديثها أهون على قلبي من خطب قادتنا البتراء ومعلقاتهم النثرية الجاهلية، هل تذكرين كيف كانت خطب رئيسنا السابق جعفر نميري تسبب لي الغازات؟ [EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]
المعلقات التجهيلية
ومن المعروف ان زعماءنا يلقون علينا خطبا جسيمة كلها ثاني اوكسيد الكربون لأنهم يحسبون اننا أغبياء لا نفهم بالإشارة، وربما يطيلون علينا إطلالاتهم التلفزيونية المطولة خوفا من ان ننساهم وننسى ان الأمطار تنزل ببركاتهم، ويفوت عليهم ان الإفراط في الثرثرة يجعل الواحد منهم مثل الدمية فيربي، التي اخترعها الامريكان ليتسلى بها الصغار وهذه الدمية العجيبة التي انتهى مجدها كانت تتكلم لغة اسمها فيربيش كلها ألغاز: دودا كاتمارا شيكا بيكا دمدم بونغ دونغ وشيئا فشيئا تتكلم الانجليزية، ولا تصمت الا بعد ان يغلبها النعاس وذات مرة كانت تلك الدمية اللعينة الى جانبي عندما طلبتني أمي – رحمها الله – على الهاتف وبعد التحية المطولة على الطريقة السودانية: أحوالك.. وأحوال العيال وأم العيال وجيران العيال وابو العيال.. هل تأكل جيدا؟ هل لا تزال تنام تحت المكيف من دون غطاء؟ ويبدو ان صوت فيربي تناهى إليها لأنها سألتني فجأة: يا ولد يا عاق هل انجبتم طفلا جديدا ولم تخبروني بأمره؟ شكرتها على حسن ظنها بي وذكّرتها بان الدوام لله وان صلاحيتي الإنجابية انتهت، فانتهرتني: امشي يا مستهبل هل تحسبني طرشاء وعمياء ولا اعرف ما يدور بينك وبين نبيلة عبيد؟ صارحني يا سفروت!! عندما تبدأ أمي مثل تلك المهاترات لم تكن هناك جدوى من الجدال معها، فاكتفيت بأن قلت لها ان الذي يثرثر الى جانبي هي ليليان على التلفزيون، وهكذا جئت أكحلها فعميتها لانها انفجرت مجددا: تتفرج على ليليان يا قليل الحياء وانت تزعم في ما تكتب انك لا تحبها؟ ماذا لو باستك امام عيالك؟ قلت لها: يا مامي (وكانت هذه تستفزها جداً) انا فعلا لا احب ليليان ولكن حديثها أهون على قلبي من خطب قادتنا البتراء ومعلقاتهم النثرية الجاهلية، هل تذكرين كيف كانت خطب رئيسنا السابق جعفر نميري تسبب لي الغازات؟ [EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]