زأر الأرجنتيني ميسي بقوة كأسد جريح بعد إنتقاد البعض له بسبب إنخفاض مستواه في اللقاءات الأخيرة وأحرز هدفين رائعين .. وتخلص برشلونة من دوامة السقوط التي لاحقته وثأر من غريمه الإيطالي بعد أن إستعاد معظم نجومه مستواهم المعهود .،
سيطر البارسا على مجريات المباراة بسبب تفوق خط منتصفه ، وخاصة الداهية إنييستا الذي تلاعب بلاعبي الفريق الإيطالي ، بينما إعتمد ميلان على طريقة الكاتيناتشيو الدفاعية مع محاولات هجومية من خلال الهجمات المرتدة ، وأحرز ثلاثية الفريق الكتالوني ميسي هدفين (د5 و د39 ) وفيا (د55 ) والبا ( 90+ 2)
رورا مدرب برشلونة دخل المباراة وهو يعلم أهميتها للخروج بالفريق من أزمة النتائج الأخيرة ، ولمواصلة المشوار الأوروبي فلعب بطريقته المعتادة 4-3-3 ولكنه أجرى بعض التغييرات في تشكيلته ، حيث دفع بفيا من البداية إلى جانب بيدرو وميسي كما لعب بتشافي في المنتصف بعد شفائه .
ولم تختلف طريقة أليجري المدير الفني لميلان عن منافسه أو عن اللقاء السابق بين الفريقين رغم النتيجة الإيجابية التي حققها في لقاء الذهاب ، حيث لعب بطريقة 4-3-3 مع إختلاف في الأسماء حيث دفع بالمهاجم مباي نيانج بدلا من باتزيني ، ولعب ستيفان شعراوي بواتينج في المنطقة الأمامية .
خيمت ثنائية سان سيرو التي أحرزها ميلان في لقاء الذهاب على بداية المباراة حيث لم يسمح لاعبو البارسا بفترة جس النبض ، وهاجموا من اللحظات الأولى معتمدين على تناقل الكرة بسرعة في محاولة لخلخلة دفاع ميلان بينما لجأ الفريق الإيطالي للتكتل في المناطق الخلفية ، والإعتماد على الهجمات المرتدة من خلال سرعة شعراوي وبواتينج .
إنتظر ميسي حتى الدقيقة الخامسة ليعلن أنه قد يبتعد عن هوايته قليلا ، ولكنه لا يتنازل عنها كثيرا حيث قاد هجمة للفريق الكتالوني ، ووصلت له الكرة على حدود منطقة جزاء الروسونيري ، سددها بقدمه اليسرى لتسكن الزاوية اليمنى العليا للحارس أبياتي الذي إكتفى بمشاهدتها ليتقدم الفريق الكتالوني مبكرا بهدف من طراز البرغوث الأرجنتيني .
بالغ لاعبو ميلان في الحذر الدفاعي عقب الهدف ، وهو ما أتاح الفرصة للبارسا بمواصلة الهجوم والسيطرة بينما إعتمد الروسونيري على الهجمات المرتدة مستغلا المنطقة الخالية بين خطي الوسط والدفاع نظرا لإنضمام لاعبو منتصف البارسا للهجوم من أجل الضغط على الدفاعات الإيطالية .. وجاءت الفرصة الاولى لميلان عندما إستغل شعراوي سرعته وتلقى بينية إنفرد على أثرها ولكنه سدد كرة ضعيفة في يد فالديز .
أراد النادي الكتالوني إحراز هدف ثاني سريعا فضغط بقوة مستغلا مهارة لاعبيه وإرتدت تسديدة إنييستا من يد أبياتي والعارضة ليكملها ميسي برأسه في الشباك من الخارج وينجح الحارس الإيطالي في إنقاذ تسديدة أخرى من تشافي وحولها لركنية .
عاب أداء برشلونة إعتماده في فترات كثيرة على اللعب من الجانبين وخاصة الجانب الأيسر من خلال إنطلاقات ألفيس ولكن عرضياته لم تنجح مع دفاع الميلان الذي يجيد التعامل مع هذه الكرات .. بينما عاب إستراتيجية أليجري المدير الفني للروسونيري وجود 10 لاعبين في المناطق الخلفية والإعتماد على الهجمات المرتدة فقط ولم ينظم الفريق الإيطالي أي هجمات منظمة .
عانى دفاع برشلونة من تقدم خط منتصفه ومن خطأدفاعي في الدقيقة 38 إنفرد نيانج مهاجم ميلان وسدد بمهارة ولكن القائم الأيمن تعاطف مع جماهير البارسا وأناب عن الحارس فالديز في تصديه للكرة .. وبعدها بدقيقة إنطلق المكوك الكتالوني إنييستا بالكرة من المنتصف ومررها للمبدع ميسي الذي سددها بيسراه لتسكن الزاوية اليسرى للحارس أبياتي محرزا الهدف الثاني للبارسا .. وحاول ميلان تعديل النتيجة في الوقت المتبقي ولكن صافرة الحكم إنطلقت لتنهي الشوط الأول بثنائية لبرشلونة .
فرضت نتيجة الشوط الأول على إليجري المدير الفني للميلان أن يغير طريقته حيث طالب من لاعبيه ضرورة الهجوم وعدم الإستسلام للتمركز الدفاعي ولكنه لم يجر أي تغيير ليصنع الفارق الذي يساعده على تنفيذ إستراتيجيته .. بينما لم يشهد بداية الشوط الثاني أي تغيير في التشكيل الكتالوني أو طريقة اللعب مما يعني إقتناع رورا بأداء فريقه في الشوط الأول .
إستغل لاعبو البلوجرانا هجوم منافسهم لتصبح هناك مساحات خالية إنطلق فيها ميسي ورفاقه وفي القيقة 55 يمرر تشافي بينية لفيا الذي تواجد في مركز متميز داخل منطقة جزاء ميلان وسدد كرة لولبية بيسراه لتغرد باللغة الكتالونية في الزاوية اليمنى لأبياتي حارس الروسونيري محرزا الهدف الثالث .
تدخل اليجري مدرب ميلان سريعا في محاولة لإنقاذ فريقه بإحراز هدف يضمن له الصعود فأجرى تغييرين في الدقيقة 60 حيث دفع بروبينيو ومونتاري بدلا من أمبروسيني ونيانج لتنشيط الهجوم وتحسن الأداء الهجومي للروسونيري الذي تخلى عن طريقة الكاتيناتشيو الدفاعية وإندفع نجومه للهجوم ولكن الدفاع الكتالوني وقف بالمرصاد لهذه الهجمات .
لم يقف رورا مدرب برشلونة مشاهدا للتغييرات التي طرأت على المستطيل الأخضر فدفع بسانشيز بدلا من فيا لتنشيط الهجوم المجهد مرة أخرى كما دفع ببويول بدلا من ماسكيرانو للإستفادة من خبرته في الجزء الأخير من اللقاء ثم دفع بأدريانو بدلا من بيدرو لإحداث الكثافة العددية في منطقة المنتصف ، ورغم محاولات الميلان التي حملت بعض الخطورة في الدقائق الأخيرة إلا أن برشلونة لم يكتف بذلك بل إستطاع ألبا أن يحرز الهدف الرابع في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلا من الضائع ويمر الوقت سريعا لينتهي اللقاء بفوز البارسا برباعية نظيفة وصعوده لدور الثمانية بدوري أبطال أوروبا .