{ الآن.. تلوِّح “جوبا” للخرطوم بمنديل أبيض، وتؤكد رغبتها في السلام والاستقرار وضخ النفط!!
{ لكن (قطاع الشمال) – المتمردين في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق – لا يعجبهم مثل هذه البشارات، ولا تسرهم رؤية (المناديل البيضاء)، ولهذا فإنهم يحاولون إثبات الوجود (بالفرفرة) في منطقة “سركم” أقصى جنوب النيل الأزرق. وكأني بالفريق “عقار” يردد الآن في سره كما كان يفعل في العلن، متحسراً على عودة “أبو شوتال” والتوقيع على (مصفوفة أديس): (أنا عندي جيش والبشير عندو جيش.. والبشير رئيس.. وأنا رئيس)!!
{ وقد يكون (تاكتيكاً) أن توقع “جوبا” على (المصفوفات)، بالتزامن مع رفع وتيرة العمليات العسكرية لـ (قطاع الشمال)، بالتبادل مع فصائل (الجبهة الثورية) في دارفور!! والهدف هو أن تعقب مفاوضات (القطاع) مصفوفات الجنوب.. ومن (صف) لي (صف).. و(مصفوفة) لي (مصفوفة).. حتتواصل (الحدوتة)!!
– 2 –
{ أتابع أحياناً برامج غير سياسية على شاشات القنوات العربية، وألاحظ بأسف أن معظم البرامج أصبحت متشابهة ومكررة، ففكرة برنامج (Arab Idol) الذي يتبارى خلاله عشرات الشباب العربي من الجنسين على أداء الأغنيات، نسخة مطورة بمزيد من الإبهار لبرنامج (نجوم الغد) السوداني الذي تبثه منذ سنوات طويلة قناة النيل الأزرق.. الفرق في إمكانيات أستوديوهات (MBC)، ونجومية أعضاء لجنة التحكيم، حيث تضم لجنة الأخيرة الفنانة (الإماراتية) “أحلام” والفنان (اللبناني) “راغب علامة” وموسيقى (مصري) اسمه “حسن الشافعي” وأضيفت إليهم مؤخراً الفنانة (اللبنانية) “نانسي عجرم”، بينما يمثل أستاذ الأجيال مدير الإذاعة الأسبق “محمد سليمان” (جراب الحاوي) أشهر أعضاء لجنة الحكم السودانية في برنامج (نجوم الغد)، برفقة أساتذة شباب من كلية الموسيقى والدراما، مع أنني – وللأمانة والتاريخ – أعتقد جازماً أن لجنتنا أفضل من لجنتهم من ناحية (معرفة) و(مهنية).. ناس “أحلام” و”راغب علامة” ديل (سماحة مكياج) ساكت والباقي ضحك.. رأسهم فاضي وشعرهم (مستحمي).
{ ومثل (آراب آيدول)، مع تعديلات طفيفة، تبث قنوات أخرى برامج مشابهة مثل برنامج (Arab Got Talent) تبثه ذات القناة (MBC) بمشاركة الفنانة (اللبنانية) الشهيرة “نجوى كرم” في لجنة التحكيم.
{ أفلس (العرب) حتى في برامج (المنوعات) مثلما فشلوا في الصناعات، لا سيارات ولا طائرات، ولا غواصات، وفشلوا أيضاً في (الثورات)!!
{ عندما أشاهد (نجوم الغد) السوداني أشعر بأن السودانيين صاروا جميعاً (فنانين)!! أما عندما أدخل مواقع مناضلي (الكي بورد) فأشعر بأن (قيامة الإنقاذ) قامت!! وعندما أتابع الفضائيات العربية أتيقن بأن غالبية (العرب) (رقاصين) و(طبالين)، مع الاعتذار للفيلم العربي: (الراقصة والطبال).
{ واتفرج يا شيخنا “القرضاوي”.. وبرضو حتصلي بالجماعة في (التحرير)!!
صحيفة المجهر السياسي