شركة عارف الكويتية وشركة الفيحاء امتلكتا حوالى «70%» من أسهم سودانير بعد الخصخصة، وبحسب مصدر رفيع فى سودانير فإن هناك سماسرة متورطون في البيع وقبضوا نصيبهم فى تلك الصفقة وبدون مستندات أو أدلة.
نتائج اللجنة وزير النقل والطرق والجسور الدكتور أحمد بابكر نهار أكد أن لجنة التحقيق فى فقدان خط هيثرو وصلت إلى نتائج دامغة تدين جهات معروفة هي مجلس الإدارة السابق والإدارة التنفيذية السابقة، وتعهد نهار عقب لقائه رئيس الجمهورية أخيراً باتخاذ الإجراءات التي تكفل حقوق الخطوط الجوية السودانية ومحاسبة الذين تسببوا فى فقدان الخط وفقاً لتوجيهات رئيس الجمهورية عمر البشير الذي طالب هو الآخر بمحاسبة الضالعين في فقدان الخط وإعادته وإعادة قيمته. إذاً ما زالت الحقيقة غائبة وما زال لغز الخط قائماً «فوزير النقل أفاد بأن شركة عارف الكويتية المالك لأعلى أسهم في الخطوط نفت مسؤوليتها عن تلك الصفقة، أما مدير الخطوط فقد اكتفى بقوله «الخط لم يبع وإنما تم استبداله بمواعيد نزول الطائرات وطائرات الخطوط الجوية السودانية بمطار هيثرو بلندن» في الوقت نفسه أكدت اللجنة أن الخط حالياً تملكه شركة (b m i). أهمية خط هيثرو الإستراتيجية الجدل الكثيف الذي أحاط بتلك القضية أبرز سؤالاً عن الأهمية التي يمثلها هذا الخط الذي كشف أكبر أوجه الفساد فى شكرة سودانير الوطنية، فيعتبر خط هيثرو من أعرق الخطوط ويليه فى الأهمية خط القاهرة ثم «الخرطوم ــ جدة»، وكانت تلك الخطوط تشكل عصب الحياة لشركة الخطوط الجوية السودانية، وزادت أهمية ذلك الخط عندما تم فتح خطوط روما وباريس وأمستردام، وكان خط هيثرو يعمل مباشرة بين «الخرطوم ـ لندن»، وكانت الخطوط الجوية السودانية تعمل بطريق «الخرطوم ــ القاهرة ــ روما ــ لندن»، وبذلك تشكل رابطاً بين الخرطوم ومختلف دول أوروبا التى يزورها آلاف السودانيين، وحتى ذلك الوقت يعتبر خط هيثرو من أفضل خطوط الطيران العاملة فى الشرق الأوسط إذ يؤمن رحلاته لأكثر من «180» وجهة لأكثر من «90» دولة بالعالم، وظل يحقق أرباحاً كبيرة عندما كان يعمل وفق إدارة ممتازة، كما كان نقطة ارتكاز إستراتيجية، وببيع الخط فقد السودان نشاطه الاقتصادي.وبحسب مصادررفيعة فإن خط هيثرو قد تم بيعه لإحدى الشركات البريطانية بواسطة مجموعة عارف، خط هيثرو الذي يربط الخرطوم بالعاصمة البريطانية لندن يعتبر من أقدم وأهم الخطوط المربحة للخطوط الجوية السودانية، والحصول على مثل هذا الخط في حد ذاته اعتراف له دلالاته الاقتصادية، وهو منحة من ملكة بريطانيا للسودان في عام 1947م بوصفه امتيازاً خاصاً للخطوط السودانية، وبالتالي فإن الخط كان إستراتيجياً وخطاً أحمر، غير أن الشركاء فرطوا فيه بالبيع في الفترة التي تسلمت فيها شركة عارف إدارة سودانير، واعتبر الكثير من المراقبين خروج الخط أحد أسباب التراجع.
صحيفة الإنتباهة
هنادي عبد اللطيف