وقد اتَّضح أن الغابات في إفريقيا اتخذت من بداية الاستعمار في كل دولة تاريخاً يوثق لانطلاقها وإرساء سياساتها.. وكان بالطبع على رأس الدول الإفريقية دولة السودان التي بدأ تاريخ غاباتها مع الغزو الإنجليزي، وإثيوبيا مع الغزو الإيطالي وكينيا مع البريطاني، وهكذا بقية دول إفريقيا الفرانكفورنية. وكان من الواضح أن كل دول الاستعمار وفي كل دول إفريقيا كانت تبحث عن الموارد الطبيعية وعلى رأسها موارد الأخشاب والغابات لبناء خطوط للسكك الحديدية أو لتصدير الخشب الخام أو الصمغ العربي.
ولهذا فقد كانت السياسات الاستعمارية تعمل على أن تكون الدولة أو الحكومة هي المالكة للموارد الغابية وللأراضي.. ومن بعد ذهاب الاستعمار كانت إدارات الغابات في كل الدول الإفريقية دون استثناء تعمل على أن تكون «حارسة» لموارد الغابات تذود عنها وتحرسها وتمنع الآخرين من الاقتراب والتصوير أو حتى من مجرد التفكير في الاستثمار في هذا المجال.. وبالطبع كان ذلك مما أدى إلى أن تهيمن حكومات الدول الإفريقية على هذا القطاع وينزوي دور القطاع الخاص ومشاركته وتتقلص ملكيته واستغلاله للأراضي المتاحة لفترات طويلة حتى الآن.. وقد انعقد المنتدى الإفريقي للغابات الأسبوع الماضي «7 ــ 9» مارس الجاري بكلمنجارو في تنزانيا ومثَّل السودان فيه د. عبدالعظيم ميرغني المدير العام للغابات والذي تم انتخابه نائباً لرئيس المجلس الحاكم.
ولا بد من الإشارة إلى أن المنتدى الإفريقي ومجلسه الحاكم لديه سكرتارية دائمة في نيروبي ويتكون من أعضاء يمثلون مناطق إفريقيا الخمس وهي شمال وشرق وغرب وجنوب ووسط إفريقيا. وقد تطورت أعمال المنتدى الذي ظل ناشطاً لمدة ستة أعوام ماضية وتصاعدت عضويته حتى تجاوزت ألف عضو وتصاعدت ميزانية المجلس الحاكم لتصل إلى سبعة ملايين دولار خلال ثلاثة أعوام.
{ كسرة:
طبعاً يا جماعة «تاااااني» سوف تبدأ قصة «اللت والعجن» والمصفوفات ــ صف فوق وصف تحت وصف يمين وصف شمال.. وهلمّ جرّا.. وسوف نسمع في الأيام القادمة ــ القريبة جداً ــ أن الأغذية والأدوية والجازولين وكل شيء يمكن أن تمر إلى الجنوبيين.. وبعد أن يجد البترول «تاع الجنوبيين» طريقه إلى التصدير في الأنابيب «تاعتنا» سوف يقوم الجنوبيون بشراء الدبابات والدوشكات والأسلحة المدمرة من ذات قيمة البترول الذي سوف نرحله لهم وسوف يضربوننا على رؤوسنا ويدمرون مشروعاتنا..
طيب هذا كله كوم وهناك شيء آخر اسمه التجارة مع الجنوبيين كوم تاني.. وسوف «يطلع لينا» مجموعة من «ناسنا» ليقولوا إنهم يريدون المتاجرة مع الجنوبيين. وليعلم الجميع والحاضر يكلم الغائب أن الجنوبيين لا يعرفون في التجارة ولا يفهمون فيها ولا يدركون «الواو الضكر» في تفاصيلها.. وهؤلاءالناس إلى الآن ما زالوا يعتقدون أنهم متمردون علينا ولم يدخل في رؤوسهم ولن يدخل أنهم دولة مستقلة.. ولهذا فإن كل من تاجر مع الجنوبيين يجب أن يفهم أنه سوف «يتلحس» ويفقد ما عنده. وإذا كان لا بد من المتاجرة والتصدير للناس ديل فلا بد أن يتم ذلك بواسطة جهاز مصرفي وشبكة من البنوك ويتم التصدير بفتح اعتمادات مستندية غير قابلة للإلغاء وحالة الدفع فوراً ومعتمدة ومضمونة ومعزَّزة من بنك درجة وأولى. وأن يكون الدفع باليورو حتى لا يتآمروا عليكم مع النظام المصرفي الأمريكي.. ولعلَّ الكثيرين لاحظوا أن مندوب أمريكا في مجلس الأمن كان يصر على الإسراع بتنفيذ اتفاقيات التجارة والتبادل.. ونحن نقول يا جماعة على مهلكم ــ والفورة ألف ــ فلا تجارة ولا تبادل ولا تصدير قبل استكمال إجراءات الصيرفة والتحاويل المعتمدة.
صحيفة الإنتباهة