وفي ذات السياق قال : بالنسبة للأعمال المسرحية فهنالك ما يسمى بالمكتب الفني الذي يعني بقرأة النصوص بعدها يقوم المخرج باختيار فني الديكور فيما يروج المسرح القومي للمسرحية إعلامياً ومن ثم يمنح الممثلين مستحقاتهم المالية ولكن هذا النظام لا وجود له الآن . فالسستم الأول الذي وضعه الفكي عبدالرحمن هو النظام الصحيح و الذي لا بديل عنه .. فأول ما تخلوا عن هذا النظام أصبحت المسألة فاشلة وبالتالي أصبح المسرح طارد وبعض المسحيات أصبحت ضحلة لانها غير نابعة من مشاعر واحلام وآمال والآم الجماهير واطلق عليها المسرحيات الخائفة .. (خايفين من شنو ما عارف) فالمفروض أن تقدم المسرحيات من واقع انتقاد المجتمع والحكومة علماً بأنه لا يوجد أحد يسألهم. ولكنهم يخافون خاصة عندما يقطع الجمهور تذاكر المسرحية و يجدها لا تعبر عنه التعبير الصحيح ولا الأداء المرجو كما أنه يشعر بالاستعجال في الاخراج إلى جانب كتابة النص المسرحي . وطرح النكتة فالممثل يلجأ إلى الظهور في عدد من الإعلانات مثلاً الترويج للسجائر والتبغ وشركات الإتصالات والعصيدة والبطيخ ..الخ أي أنه يطل على المتلقي في كل شيء .. فكيف لممثل يظهر بهذه الكثافة أن يضحك الجمهور.
وأضاف : وليت الامر يتوقف في الأشياء التي عددتها فهو إلى جانب ما تطرقت له مسبقاً تجده يشارك مثلاً في ثلاث مسرحيات وراء بعضها البعض .. فكيف يكون ممثلاً كوميدياً ..فالكوميديا في الأساس عملة نادرة .. لذلك اكتفيت بـ(يوميات سائق تاكسي ) في السنة مرة حيث أنتج خلالها ثلاثون حلقة استطعت أن أجلب بها عناصر جديدة من المستمعين مازالوا يستمعون لهذا البرنامج عبر أثير الإذاعة السودانية .
واسترسل قائلا : اقدم بعض البرامج الإذاعية كبرنامج (حياتنا) وإلى آخره ..ولكن في المسرح أقدم أعمالي من خلال طالبات جامعة الاحفاد التي طرحت في ظلها مسرحية (فنتازيا قيس وليلى)
قادت للإشادة باداء طالبات الدارما بجامعة الاحفاد وهن جميعاً تلميذاتي اللواتي أدربهن وإلى جانب أنني أكتب نصوص مسرحية للأطفال منذ ثلاثين عاماً واشهرها (أبو قرشين ) وغيرها ولكنني رغماً عن ذلك أرثي لحال المسرح السوداني الذي التزم قادته منازلهم كالأساتذة مكي سناده وعبدالواحد عبدالله واحمد إسماعيل وجكنون واحمد عبدالكريم ومحمد خلف الله وعثمان أحمد حمد . كل المسرحين الكبار الذين يفترض أن يكونوا قادة الحركة المسرحية غائبين عن المشهد الذي يتطلب تواصلهم حتى لا تكون هنالك هوة بين الأجيال المتعاقبة على الحركة المسرحية في البلاد .. لماذا؟ لأنهم يشعرون بأن الاجواء السائدة الآن ليست كالأجواء السابقة التي كانت تتاح في إطارها الفرصة لهم لانتاج الاعمال مسرحية .
استطرد: شباب الحركة المسرحية الحالي مجاهد مجاهدة شديدة لأنهم تخرجوا من المعاهد الكبيرة ككليات الدراما جامعة السودان وجامعة النيلين وغيرها .. فهؤلاء الشباب تخرجوا من الكليات المتخصصة في الدراما ولم يجدوا ملاذاً سوى بيت الدراميين .. ومع هذا وذاك يحاولون النحت علي الصخر ولكن لا يجدون الأيادي التي تأخذ بهم فأنا كمسرحي ساهمت في اخراج العديد من المسرحيين كفرقة الأصدقاء المسرحية التي خرجت تلامذتي علي سبيل المثال الطيب الشعراوي بالإضافة إلى فائزة عمسيب ..فمن الذي يساهم في اخراج مسرحيين من أجل الأمساك بالراية من بعد الأجيال المتعاقبة على الحركة المسرحية ..فهم جميعاً يتلمسون الطريق إلا أنهم يفتقدون للقيادة .. وعندما اشاهد مسرحية من المسرحيات اشعر أنها تستجدي الجمهور وحينما تستجدي المسرحية الجمهور لا يعود لها مرة أخرى فأنت تقنع المتلقي بما تقدم من اراء وافكار فانا كلما التقيت بالناس في الشارع العام يطلبون إنتاج مسرحيات حول الغلاء والعطالة وصعوبة الحياة.. وما ذهبوا إليه كان يفترض أن يجدوه في المسرح حتى يخفف عنهم.
وفي رده على سؤال حول مقص الرقيب بالمسرح؟ قال : لا يوجد أي رقيب على الأعمال المسرحية ولكن لا يوجد فهم للحياة الاجتماعية .. ما يؤكد أن الفكر الثقافي الذي يحمله رواد الحركة المسرحية لايوجد لدى الشباب القائم عليها اليوم .. وهذا يعود إلى عدم المجايلة ..فلو كان استفادوا من خبرة الكبار لما حدث هذا الشرخ .. علماً بأننا نستفيد من الشباب في بعض الأفكار عندما يمثلون معنا بعض المسرحيات .. الأمر الذي لاوجود له في الوقت الحاضر.. فالكثير من هؤلاء الشباب لم يشاهدوا عملاً مسرحاً للاستاذ مكي سناده .
وحول الإنتاج المسرحي والمعوقات التي تواجهه؟ قال : الإنتاج يلعب دوراً ريادياً . إلا أننا تعودنا على مسرح تنتجه الدولة وأحياناً كنا ننتج لانفسنا بانفسنا إلا أنه كان لدينا جمهور يغطي التكاليف ولكن الجمهور الآن انفض عن المسرح .. وبالمقابل تواجهنا إشكاليه جذب الجمهور ولكي نحل هذه الإشكالية ينبغي على الدولة أن تبحث عن الممثلين الذين لديهم جماهير .. فإلى الآن لا يعرف في الحركة المسرحية والثقافية والفكرية من هو الممثل الذي يمتلك جمهوراً ..فقط هنالك تخبط حول هذه الحقيقة .. فبعض الممثلين يعرضون أنفسهم بإعتبار أنهم معروفين و لديهم جماهير في حين أنهم ممثلين بلا جمهور .. والدليل أن أعمالهم توضع أمام اللجنة وتمر للاعتبارات التي أشرت لها .. فنحن كرواد في الحركة المسرحية إلى الآن أعمالنا خالدة في وجدان الشعب السوداني .. فمن لا يتذكر (الناس العملو قروش) و(في انتظار البترول ) و (حصان البياحة ) وغيرها ومن لا يعرف أعمال مكي سناده وإبراهيم حجازي وغيرهما ورغماً عن ذلك لايستفاد منهم .. فأنت حينما لاتستفيد من هذه الخبرات لا تسطيع التواصل .
في رأيك الخاص ومن وحي التجربة من هو الجمهور الحقيقي للمسرح ؟ رد قائلاً : المسرح الأصيل جمهوره الأباء.. فالأباء هم من شاهدوا المسرح القوى جداً كالمك نمر وغيرها من المسرحيات في سبعينيات القرن الماضي .. ولكن الأبناء الآن الموجودين في الحوش المسرحي ولكنهم لم يشاهدوا الأعمال المسرحية الممتازة في الحركة المسرحية وبالمقابل عندما تذهب الأسر للمسرح ويشاهدون الأعمال المسرحية الضحلة .. لا يتشجعون على المواصلة .. والملاحظ أن معظم الأعمال المسرحية تستجدي الجمهور للضحك بالإضافة إلى أن بعض الإشارات لا أخلاقية وتهدف إلي جذب الجمهور ولكن بالعكس فالشعب السوداني شعب محافظ جداً .. فإذا شعر الأب أن هذا العرض المسرحي أو ذاك يخجله أمام أسرته لا يعود له مرة أخرى وإذا قابل من يعرفهم ويودون دخول المسرحية ينصحهم بعدم الدخول..فالناس تبحث عن العروض المسرحية التي تعبر عن مشاكلها اليومية وحياتها ومستقبلها وتاريخها وإذا وجدوا هذه العناصر في أي عمل مسرحي فتأكد أنهم سيعودون إلى هذا الفن فالهدف من المسرح نقد مفاسد الحياة وتطهير النفس البشرية والترفيه والتسلية.
وعاد إلى المسرحيات التي يقدمها الشباب اليوم قائلاً: أغلب هذه المسرحيات فاقدة للعناصر المهمة جداَ والتي تطرقت لها مسبقا.. مع التأكيد أن الدولة لا ترفض النقد بالعكس فالمسرح مرآة للدولة نفسها فالصحف تكتب عن الفساد والمحسوبية فلماذا لا يعبرون عنه في المسرح ؟ فأنت إذا دخلت المسرح لا تجد هذه الانتقادات المكتوبة في صحف مضمنة في النصوص المسرحية المعروضة علي المتلقي فالتعبير الذي نشاهده عبر المسرح تعبيراً من الخيالات والتهويمات العجيبة جداً التي يعيش فيها البعض من شباب الحركة المسرحية الممزوجة بافكارهم والتي تضحكهم هم أو العبارات الجاذبة لهم .. وهذا فهم خاطي فالمسرحية يجب أن تعجب الأب والأم في المرتبة الأولى ومن ثم يأتي الأبناء والأسرة في المرتبة الثانية .. وهم يمثلون الدعاية الأولى للمسرحية .. فأنت في امكانك أن تروج ترويجاً ضخماً جداً ولكن ما ان تشاهد المسرحية إلا وتقول في اليوم التالي هذه المسرحية ليست بقدر الحجم الذي روجت به .. واول ما تقول ذلك .. تكون قد انتهيت منها فلا الاعلانات ولاخلافها يمكن أن تعيد الثقة في مشاهدة المسرحية فالإعلان الشعبي أقوى ضف إلى ذلك إذا خرج الجمهور من المسرحية من الفصل الأول فأنت أيضاً انتهيت وهذا الشيء يحدث كثيراً .. فالكثير من المسرحيات لا يتجاوز عدد جمهورها الـ (40) شخصاً في الفصل الأول.. أما في الفصل الثاني تجد هذا الجمهور أصبح (20) شخصاً .. وبهذه الطريقة تراكمت لدى الناس هذه الفكرة السالبة.
ورسم خارطة طريق للمسرح قائلاً : المسرح تعبير عن مشاعر الناس و أحلامهم .. فهم يرغبون في مشاهدة تاريخهم وجغرافيتهم ومأكلهم ومشربهم وسكرهم وشايهم وحلتهم التي في المنزل فكل هذه الأشياء لابد من أن يجدوها في المسرح وفي حال عدم توفرها يتجاوزونه دون أدني شك .
فيما حيا الاستاذ مبارك البلال المدير العام ومستشار التحرير لصحيفة الدار الاستاذ محمد شريف على الذي كان برفقته الدكتور عبدالقادر سالم الأمين العام وطرح سؤالين للممثل الكبير محمد شريف على النحو التالي: في بداية ثورة الانقاذ الوطني هل تم اعتقالك بسبب كلمة في مسريحة إذا كانت الإجابة بنعم فماهي الأسباب . أما سؤالي الثاني فمن الملاحظ أن الفرق الكوميدية انتشرت بصورة خطيرة جداً معتمدة على النكات الإباحية واللااخلاقية التي أصبحت تشكل البديل للمسرح في الآونة الأخيرة فما هو رايك فيها بصراحة وهل هي مفيدة للحركة المسرحية والمجتمع وهل الناس تريد أن تضحك أم أن النكتة يجب أن يكون لديها مضمون؟
فرد قائلاً: بالنسبة للسؤال الأول فقد أعدت شجناً وذكريات طيبة فبالرغم من أن الإنسان عندما يعتقل يكون في حالة من البؤس الشديد ولكن الاعتقال فيما بعد يصبح ذكريات طيبة ولطيفة .. لم أكن أحسبك تتابعني من خلال ذلك الأعتقال الذي مضت عليه سنوات طويلة والحمد لله لا احمل في نفسي ضغينة بل اعتبر أنه اتيحت لي تجربة جميلة جداً أن اجلس إلى أناس كثر ما كان ليّ بهم علاقات إلا من خلال هذا الاعتقال والحقيقة أنني تفاجأت باسباب الاعتقال فقد كنت اعمل في مسرحية تحمل عنوان (دماء الجن الكلكي) بمسرح أمبده الأهلي وصادف إنتاج هذه المسرحية أن هنالك أزمة في (الزيت) .. زيت الطعام وكان ان تعرضت لها للدرجة التي استدعت الجمهور إلى متابعتي وهو يضحك ضحكاً شديداً والبعض منهم كان يأتي إلىّ عقب انتهاء العرض ويؤكدون رغبتهم في دخول المسرحية للمرة الثانية لأننا كنا نتداعي فنيا.. وما ان مرت أيام الا وتم استدعائي وكلما اسأل عن الأسباب لا اجد اجابة ولكن في مرة من المرات اشاروا الى بقولهم: (زيت.. زيت) ومن هنا فهمت لماذا تم اعتقالي جزئياً.. وكنت في ذلك الوقت امتلك عربة (تاكسي) حيث يتم اعتقالي من الصباح الى المساء وفي احدي هذه الايام اتصلت على زوجتي وقالت لي: لا يوجد أي شيء في المنزل.. فقلت لها: شوفي ليك عدس قضي بيهو اليوم.. واثناء جلوسي تحت الشجرة كنت سارح ليس للاعتقال ولكن كنت افكر في أكل ابنائي.. المهم الساعة الثامنة اخلي سبيلي وكان ان قدت عربتي (التاكسي) وتحركت في طريقي متضرعاً لله بالدعاء ان أجد (مشوار) من الخرطوم الى ام درمان نسبة الى ان وقود العربة لا يتحمل اي مشوار خلاف ذلك ولكن لم اجد ما اصبو اليه في السوق العربي والى ان وصلت المقرن التي اوقفني فيها ثلاثة شبان.. فقلت بيني ونفسي يارب يمشوا بالموردة لأنهم لو كان يودون الذهاب بشارع الاربعين قد ينفذ الوقود وكان ان ركبوا وتحركت بهم فما كان الا وفاجأوني بقولهم: ياعم امشي بنا بشارع الاربعين فقلت: مشكلة أنا ضعت خلاص.. وكان ان مضيت بهم الى ان وصلنا محطة سنادة التي دس فيها احدهم يده في جيبه واستخرج مبلغا ماليا كبيرا ودفع به الىّ وكنت أنا في تلك الاثناء مستغرباً جدا فكنت أقول له يازول فكان يقول لي: ياعم اسكت.. وعندما اعطاني سبع وريقات فئة الخمسمائة قال له مرافقه: زيدو.. زيدو.. فما كان منه الا وزادني اربع وريقات من نفس الفئة ومن هناك توجهت للسوق وقمت بشراء كل المستلزمات المنزلية.. وكان ان قالت لي زوجتي: أنت مشيت معتقل ولا مشيت عشان يدوك حافز ورغما عن ذلك عدت في اليوم التالي تحت الشجرة.. المهم انهم بعد مضي خمسة عشرة يوما قالوا لي لا تأتي الى هنا مرة ثانية ومن ساعتها فارقت الجلوس تحت الشجرة ولم احمل داخل نفسي ضغينة فقط شعرت انها تجربة جميلة وبعد مرور عشرين عاما من ذلك الاعتقال تم تكريمي من طرف جهاز الأمن والمخابرات الوطني في افتتاح استاد ود نوباوي كواحد من ابناء ام درمان واهدوني مبلغا ماليا معقولا تكريما لما قدمت.
اما في رده على الشق الثاني من السؤال فقال: اولا الفرقة الكوميدية بها بعض الشباب الموهوبين وأنا اعرف الإنسان الموهوب في مجال الكوميديا والدراما وممكن ان يكونوا مسرحين ممتازين جدا بل البعض منهم عندما يمثلون يؤدون بصورة معقولة جدا.. لكن اعتقد ان المسألة عندهم فكرية اكثر من الموهبة فجزء من انفصال الجنوب عن شمال السودان وجزء من القلاقل الجهوية فرق النكات لعبت فيها دوراً كبيراً لأنه ومثلا احد البنوك لديه رحلة ترفيهية للعاملين به فيقوم باستدعاء هذه الفرقة او تلك في حين ان من بين العاملين فيه من هم من ابناء الجنوب او الشمال او الشرق او الغرب.. فاذا جاءت نكتة تتحدث عن هؤلاء او اولئك هي في النهاية نوع من السخرية وبالتالي تحمل مايقلل من القدر والتعبير عن السذاجة ما يجعلها تؤثر في الانسان الذي قد يضحك معهم ولكن في غرارة نفسه توجد ضغينة وانا درست طالبات من جنوب السودان بجامعة الاحفاد وكن يعبرن لي صراحة في اكثر من مرة بان فرق النكات تستهدفهن رغما عن ان اولاد النكات يغلفوها بقولهم: (واحد اخونا او واحد بلدياتنا في القبيلة الفلانية او القبيلة العلانية وهذا من اساسه تغليف لفكرة خاطئة في ظرف خاطيء جدا جدا .. ظرف خاطيء للغاية.. فنحن في مرحلة نحس فيها بانه بدأت تظهر بوادر التململ.. وفي لحظة التململ من الاطراف تأتي النكات في الوسط ساخرة من الاطراف وهذا لأن الفكر الموجود في اذهان هؤلاء الشباب والعقلية الثقافية الخاصة بهم غير مستوعبة لخطورة ما يطرحونه على المتلقي ولكن في نفس الوقت نجد ان المجتمع ايضا شجعهم بالتعاقد معهم على تقديم العروض للجمهور في الاحتفائيات الخاصة والعامة.. وهم وجدوا في ذلك فرصة طيبة واصبحوا يقولون في النكات.. لعلمكم فأنا كنت من مؤلفي النكات والى الان ولكنها تكون نكتة صحيحة ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بالاجناس أو القبلية وحينما يحكي هؤلاء الشباب النكتة ويضحك لها الناس لايظهر انه تأثر بها احتراما لمشاعر الاخرين.. ويتواصل مع هذا الفرح ولكن قلبه يدمي في داخله لأنه لديه احساس في النهاية أن المسألة فيها سخرية.. فالنكات تحمل مفارقات.. لذلك كان لها تأثير كبير جدا يستقله المغرضين بالاشارة اليهم بأن الناس في الخرطوم يضحكون فيكم.
ومضي في ذات الاطار قائلا: كان في الماضي تحكي نكات ومنلوجات جميلة جدا وكان المجتمع السوداني يتابعها ويضحك فيها في فترة كنا فيها مقبلين على الحرية والاستقلال فبلبل كان يحور اغاني احمد المصطفي وعثمان حسين في قالب كوميدى مثلا (حياتي.. حياتي) يقول: (حماتي .. حماتي) وهكذا كان يطرح النكات دون ان يشير ولو عن طريق الخطاء الى قبيلة او اي جنس ولكن للاسف الشديد بعض الجامعات الان فقدت دورها الاجتماعي باستضافتها لفرق النكات.. التي تحس انها اصبحت تقدم كنوع من الترف اكثر من النوع الثقافي نوع من التجارة اكثر منها المسائل الفكرية.
وبما انك نائب الامين العام لمجلس المهن الموسيقية والمسرحية هل منحت اعضاء فرق النكات قيد مزاولة المهنة؟ قال: هؤلاء الشباب مشكلة كبيرة جدا للجنة القيد بمجلس المهن الموسيقية والمسرحية الان لذلك يدور حولها لغط شديد ونحن بصدد التوجيه فيها وهذا السؤال أخي سراج النعيم سؤال جيد جدا.. فنحن نفكر في عقد اجتماع مع فرق النكات ولكن هي تقول انها مقبولة اجتماعيا.. فنحن ننكت في الكثير من الجهات الرسمية والشعبية.. فهل انت تعتقد ان الجنوب انفصل من الشمال دون تهيئة قطعا لا فقد تمت التهيئة الاجتماعية والثقافية والفكرية وهذه التهيئة لعب فيها شباب النكات دورا كبيرا لأنني ببساطة يمكن ان اقول للجنوب هذا يضحك فيك والى آخره.
فيما قال الدكتور الفنان عبد القادر سالم الامين العام لمجلس المهن الموسيقية والمسرحية: هذه الجلسة فرصة لفتح ملف الدراما والمسرح السوداني.. وما تطرق له الاستاذ محمد شريف على يجب ان يكون بداية للاستمرارية في هذا الخط فحقيقة هنالك معلومات أوردها لم أكن أعلم بها وفي تقديري هذه الجلسة الهادئة الجميلة ولدت تلك الافكار الهادفة والتي تصب في مصلحة الدراما عموما والمسرح على وجه الخصوص.
والتقط منه قفاز الحديث الاستاذ مبارك البلال قاطعا وعدا بأن يتم فتح ملف الدراما والمسرح السوداني من خلال سلسلة (صالون الدار) مؤكدا دعوته للمتخصصين والمهتمين بشأن الدراما والمسرح السوداني لعكس ارائهم بكل جرأة حتي نجد من خلالها حلا جذريا لكل الاشكاليات التي تعترض طريقهم في الاستمرارية على مدي العام.
بينما شن الاستاذ محمد شريف علي هجوما كاسحا على حملة الدرجات العلمية الاستاذية والدكتوراة في الدراما مؤكدا أنهم وحدهم الذين افسدوا المسرح الذي حملوا فيه هذه الدرجات العلمية بدون انتاج وليتهم يكتفون بذلك انما يتصدون للمسائل بلا اخراج وبلا تمثيل وبلا تأليف.[/JUSTIFY]
الخرطوم : سراج النعيم – النيلين