بين هيفاء وهبي وندى القلعة!!

[JUSTIFY]كلَّما رأيتُ صورة هيفاء وهبي في صحافتنا السياسيَّة وأحياناً في الصفحة الأولى وكلَّما رأيتُ غيرها من الممثلات اللبنانيَّات والمصريَّات وغيرهنَّ من «البيضاوات» ألحَّ عليَّ سؤال استنكاري: هل فكَّرت صحافتُنا وهي تستخدم هؤلاء الممثلات الأجنبيات في تسويق بضاعتها… هل فكَّرت في الآثار الاجتماعيَّة والنفسيَّة بل والعنصريَّة المدمِّرة التي ينطوي عليها تصرُّفها هذا؟!
سؤال آخر: هل تتفضَّل وتتكرَّم الصحافة المصريَّة واللبنانيَّة بنشر صور مطرباتنا ومذيعاتنا السودانيَّات أم أنَّه حُب من طرف واحد يعكس حالة الهزيمة النفسيَّة والشعور بالنقص الذي يسيطر على بعض نُخبنا؟!
هل يعلم القائمون بأمر صحافتنا أنهم يبيعون مبادئ سامية بثمن بخس حين يروِّجون للون الأبيض على حساب الأسود الذي ينتسب إليه وطنُهم السودان اسماً ومعنى؟!
هل يعلمون أنَّهم يُسهمون في صرعة تبييض البشرة التي يسمُّونها (تأدُّباً) بالتفتيح والتي اجتاحت ولا تزال نساءنا في الريف والحضر بل والتي أقنعت كثيراً من شبابنا بأن يبحثوا عن (البياض) كشرط لشريكات حياتهم؟!

هل يعلمون أنَّهم ربما يكونون قد أسهموا في ارتفاع نسبة العنوسة وأهم من ذلك في تكريس عقدة النقص لدى الكثيرين ممن ترسَّخ لديهم جرَّاء عوامل كثيرة من بينها هذا التهافُت على الاحتفاء باللون الأبيض كرمز للجمال والأناقة التي يرَونها يومياً متمثلة في هيفاء وهبي وسميَّة الخشاب وشاكيرا وغيرهنَّ من اللائي بتنا نتابع أخبار حَمْلهنَّ وطلاقهنَّ وزواجهنَّ بل وأخبار أزواجهنَّ وأخواتهن؟!
الأمرُ أكبر من أن يُناقَش من خلال هذه الأسطر القليلة وأرجو أن يُناقَش بعُمق بعيداً عن الغضب ممَّن طرحه بهذه الصراحة بالرغم من أنني لم أتناول الجانب الشرعي من إبراز مفاتن هؤلاء الممثلات.
لعلَّ أكثر ما يُؤلم أنَّ هذه الصَّرعة انتقلت إلى فضائياتنا التي بلغ الأمر ببعضها البحث عن البياض بتوظيف مذيعات لبنانيات وشاميات عديل!!
أخــي الرئيس… هل تعلم ما يحدث للاجئين السوريين؟

خلال عملنا في اللجنة العُليا لإغاثة الشعب السوري طُرحت مُشكلة اللاجئين السوريين الذين قدموا بالمئات إلى السودان أفراداً وأُسراً واليوم تلقيتُ رسالة استغاثة من أحد الإخوة السوريين الذين شرَّدهم نظام البعث الطاغوتي من أرض الشام التي بارك الله فيها للعالمين وتفرَّقوا أيدي سبأ بين الدول العربيَّة والأوربيَّة ونزح عشرات الآلاف منهم إلى تركيا ومثلهم إلى الأردن ولبنان ومصر.
لن أتعرَّض إلى مأساة الأخ إبراهيم العبود الشخصيَّة لكنِّي أكتبُ اليوم عن المشكلة الهامَّة التي يعاني منها كلُّ اللاجئين السوريين الذين لاذوا بالسودان.
من أسفٍ فإنَّ السُّودان هو الدولة الوحيدة التي تفرض رسوماً وغرامات على اللاجئين السوريين في إدارة شؤون الأجانب.
في مصر تقوم المنظَّمات الإسلاميَّة بتوفير كل احتياجات اللاجئين أمَّا هُنا فقد انقطعت السبل بالإخوة السوريين وكل الذين أتى بهم حظُّهم إلى السودان لا يجدون وسيلة للانتقال إلى بلد آخر بسبب تذاكر السفر فقد شكا إبراهيم من عجزه عن توفير التذكرة إلى الجزائر التي تتوفَّر فيها فرص عمل أفضل كان من الممكن أن تُعينه وأسرته ومن يعول في سوريا المنكوبة.
أرجو من الأخ الرئيس أن يُصدر توجيهاته لوزارة الداخلية بإعفاء اللاجئين السوريين من الرسوم والغرامات فهذا أقل ما ينبغي أن يُوفَّر لهؤلاء الإخوة الذين اضطرَّتهم الظروف القاهرة لمغادرة وطنهم الغالي أما المنظمات فإني والله أشعر بالخزي أن تعجز عن تقديم العون لهؤلاء المكروبين إلى حين انجلاء الأزمة التي تعاني منها دولتُهم المباركة.
إني لأدعو المنظَّمات أن تتحرَّك مجدَّداً كما فعلت في مناسبات كثيرة قدَّمت فيها الإغاثة لمسلمي الروهينغا والصومال ولإندونيسيا فكيف تعجز عن إغاثة من يعيشون بين ظهرانينا وداخل بلادنا؟!

ترزية الفتوى!!

عجبتُ من خطيب الجمعة بمسجد النور وهو يُنكر الأخبار المتواترة عن التنصير والإحصائيات التي أوردها من لا يشك أحدٌ في صدقهم فقد قال الرجل لا تصدِّقوا هذه الروايات فليس هناك تنصير!! يقول هذا بالرغم من أنَّ بعض الصحف أوردت أسماء وصور من تمَّ تنصيرُهم ممَّن تحوَّلوا إلى قساوسة ينصِّرون أبناء وبنات السودان!!
قلتُ لبعض من تحدثوا معي بعد الصلاة مستنكرين قول الرجل (إنها الدغمسة التي بلغ من تبرُّجها أن تطلَّ من منابر الجمعة) لكن أودُّ أن أسأل: هل تراه كان سيقول ما قال لو كان يصلي في مسجد آخر غير (النور)؟! أكثر ما يُؤلمني بعض الخطباء الذين (يفصِّلون) الخطبة وفقاً للمسجد الذي يؤدُّون فيه الصلاة ويؤمُّون فيه المصلين!!
خطيب مسجد النور شكَّك كذلك في وجود الكنائس وقال إنها مهجورة وليته لو علم أنَّ جنوب كردفان حيث مملكة تقلي الإسلاميَّة في جبال النوبة أُقيمت فيها خلال الفترة الانتقاليَّة حوالى (400) كنيسة!!
لستُ أدري هل كان إمام الجمعة الراتب د. عصام البشير سيشعر بأي حرج أو خوف إن هو تحدَّث حول هذه القضيَّة؟!

الطيب مصطفى
صحيفة الإنتباهة[/JUSTIFY]

Exit mobile version