ارعَ بي قيدك أيها الرجل!!

[JUSTIFY]قرأتُ بتمعُّن الحوار الذي أُجري مع السفير الأمريكي بالخرطوم جوزيف إستانفورد خلال زيارته لمشيخة الطريقة القادريَّة الكباشيَّة بمنطقة الكباشي وبقدر ما دهشت للأسلوب الغريب الذي اتّبعه الرجل في ممارسة عمله في السودان عجبتُ من إجاباته على أسئلة محاوره وهو يتحدَّث عن إعجابه (بقِيم التسامُح وكرامة الإنسان والطُّرق السلميَّة لإيجاد حل لكل القضايا السياسيَّة في المجتمع) والتي قال إن الطُّرق الصوفيَّة تبشِّر بها ممَّا يزيد من احترامهم لها.

لكن هل نسي السفير وهو يتحدَّث عن قِيم التسامُح ما فعلته دولتُه الظالمة ولا تزال بالعالم الإسلامي؟! هل نسي دورها في دعم عدوِّنا الإستراتيجي المتمثل في إسرائيل؟! هل نسي ما فعلته أمريكا في العراق وأفغانستان من (نشر قِيم التسامُح الصاروخيَّة) التي فتكت بهذه الشعوب المسلمة؟!
إذا كان السفير الأمريكي أضاف إلى مهمَّته في السودان إحداث اختراق في الصفّ المسلم من خلال التغلغُل في الطرق الصوفيَّة التي تضمُّ الملايين من أفراد الشعب السوداني باعتبارها تمثل الإسلام غير السياسي الذي يسعَون إلى اختراقه فليتذكَّر الرجل أن الشاب الذي استُشهد خلال التظاهرات الاحتجاجيَّة أمام السفارة الأمريكيَّة بالخرطوم على الفيلم الأمريكي المسيء للرسول الكريم صلَّى الله عليه وسلَّم (عبد المجيد العطا) من أتباع الشيخ الصايم ديمة ولعلَّك تعلم تعلُّق المتصوِّفة بصورة عامَّة بالرسول الخاتم والعشق غير المحدود الذي يكنُّونه له والمتمثل في أذكارهم ومدائحهم.
نسي هذا الرجل في غمرة فرحه بالزيارات المتتالية التي قام بها لعدد من مشايخ الطرق الصوفيَّة أنَّ السياسة جزء من الدين وأن الرسول الكريم كان رئيساً للدولة وكذلك كان خلفاؤه الراشدون ممَّن نشروا الدين الذي نتفيّأ ظلاله اليوم كما نسي أن اثنين من أبناء الطريقة الكباشيَّة التي زارها كانا رئيسَي اتحادات طلابيَّة جامعيَّة وهما عثمان البشير الكباشي والمسلمي البشير الكباشي الذي يُدير مكتب قناة الجزيرة بالخرطوم ولا أظنُّك نسيتَ قناة الجزيرة التي قصفت طائراتُكم المتسامحة المتيَّمة بشعارات حُرِّيَّة الصحافة والتعبير، مكاتبَها في كابول وبغداد!!

ليس من حقك أيها الرجل أن تتحدَّث عن الإسلام فأنتَ لستَ مسلماً بل أنتَ ودولتك تعاديان الإسلام والمسلمين وليس من حقك أن تقول (التيارات المتطرِّفة لا تمثل الإسلام الحقيقي) ذلك أنَّ تعريفك للإسلام (المتطرِّف) تعريف ضال ومضلِّل يشمل الإسلام السياسي الذي يقاوم احتلالكم وحلفاءكم لدار الإسلام خاصة المسجد الأقصى الوارد ذكرُه في قرآن يُتلى إلى يوم القيامة… المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم ومنطلَق مِعْراجه إلى السماء.. هل تظنُّ أنَّ المتصوِّفة ينسَون المسجد الأقصى الذي لولا دولتُكم الظالمة لما كان حتى اليوم في أيدي الصهاينة؟!

أودُّ أن أسأل السفير ببراءة شديدة: هل تظنُّ أنَّ مشايخ الطرق الصوفيَّة وأتباعَها لا يعلمون انحيازكم لدولة جنوب السودان ودعمَكم لمشروعها الاحتلالي المسمَّى بمشروع السُّودان الجديد؟! هل تظنُّون أنَّهم لا يعلمون أنَّكم أسهمتم بدعمكم للحركة الشعبية (لتحرير السودان) في احتلال الأراضي السودانيَّة في جنوب كردفان والنيل الأزرق؟! هل تظنُّون أنَّهم يجهلون المؤتمر الذي ترعاه دولتُكم لأوباش الجبهة الثوريَّة السودانيَّة واحتضانكم لعرمان ومن قبله الهالك قرنق؟! هل تظنُّون أنَّهم لا يُدركون عقوباتكم المفروضة على السودان وعطاياكم المفتوحة على دولة جنوب السودان؟! وهل تظنُّون أنَّهم لا يفهمون معنى الآية: (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)..

صدِّقني إنني أرفض ما حدث لسفيركم في ليبيا والذي لم يستفزّ الشعب الليبي كما تفعلون اليوم في السُّودان وأنتم تحشرون أنفكم في عمق المجتمع السوداني كما أرفض ما حدث لدبلوماسيكم غرانفيل في قلب الخرطوم وهو يتلاعب بشرف الفتيات السودانيَّات لكني أعلم تماماً أنَّ تصرفاتكم هذه وأنتم تجوسون خلال ديارنا في عمل لا علاقة له بمهامكم الدبلوماسيَّة يستفزُّ كثيراً من الشباب المتعطِّش للنَّيل من أمريكا ومجرَّد نصيحة أن تعمل حسابك وتُوقف استفزازك وتتصرَّف بحكمة يحتاج إليها كثيراً العمل الدبلوماسي.

الطيب مصطفى
صحيفة الأنتباهة[/JUSTIFY]

Exit mobile version