جلسنا إليه للتعرف على تجربته الفنية أكثر ، وعرضنا عليه في طاولة الحوار كل الاتهامات وعلامات الاستفهام التي تدور حوله للإجابة عليها، فتحدث بكل أريحية ودافع عن نفسه وقال «…» خلونا نشوف الحوار..
صلاح ولي ده منو؟– أنا صلاح محمد عبد الرحمن من أبناء مدينة الدويم منطقة «عريك»، ولقب ولي ده اكتسبته من ممارستي لكرة القدم، والتي كنت ماهراً فيها جداً وبدون أي غرور، أنا فاقد للرياضة.. بدأت الغناء عبر مشاركتي في الدورات المدرسية، ومن ثم انتقلت للعاصمة الخرطوم وواصلت نشاطي الفني فيها وتعرفت على شعراء وملحنين ممتازين ساعدوني كثيراً.
طيب يا صلاح.. حكايتك شنو مع «النطيط» في الحفلات ده؟– أنا ما «قرد» عشان انطط وكل الحكاية دي شيء رباني لا اصطنعها أبداً، فأثناء ما أغني لا أشعر بنفسي واتفاعل مع الأغنيات، وهي مسألة لا شعورية والنطيط ده بجي مع الإحساس، والأهم من كل ذلك إنني لا اعتبر ذلك نطيطاً بقدر ما هو عمل مسرحي، وما يهمني كلام الناس في ذلك بقدر ما يهمني أنا داير شنو.
كويس أنت بالحركات دي داير شنو؟– اود توصيل رسالتي الفنية بالصورة الجميلة والمختلفة، بجانب الكلمة واللحن الجميل مثل الأجيال الفنية العظيمة التي سبقتنا.
ولكن يقال إنك تأثرت بطريقة اداء الفنان الكبير الراحل خضر بشير؟– أبداً لم اتأثر به ولكنني أحبه جداً جداً، واستمتع كثيراً بأغنياته، فهو من أساطير الأغنية السودانية، ولكن كما قلت لك سابقاً هذه الأشياء لا اصطنعها فهي ربانية.
هل صحيح بأن الأسر التي تتعاقد معك لإقامة الحفلات الخاصة بتجهز ليك «السلم» عشان تطلع فيهو؟– والله ما عارف أقول ليك شنو، ولكن هذا صحيح والناس بجيبوا لي «سلم» عشان اطلع فيهو أثناء الغناء، ولكن هذه الأشياء لا تضايقني على الاطلاق فأنا أصلاً جاي عشان أسعد الناس ولست مضحكة.
طيب يا ولي.. لو ما لقيت «سلم» بتطلع في شنو؟– أنا ما بتوقف بطلع في أقرب حاجة قدامي عربية ولا حيطة ولا شجرة القريب بس.
ولكنك وجدت الكثير من النقد اللاذع في النطيط ده؟-أولاً التحية لكل النقاد الذين اتقبل نقدهم لي بكل صدر رحب، فمع النقد هناك أقلام أشادت بتجربتي وأثنت علي في مقدمتهم شيخ النقاد الأستاذ ميرغني البكري، فلا يمكن أن يتفق علي الجميع.
ولكن صلاح ولي متهم مثل عدد من المطربين الشباب بترويج ما يسمى بالأغاني الهابطة؟– أبداً.. أبداً عمري ما غنيت أغنية هابطة نهائي، والفنان الراحل محمود عبد العزيز قال لي: «أصلك ما تغني أغنية هابطة كان تبطل الغناء ذاتو»، وهذه وصيته لي وأعمل بها والحمد لله.
بالمناسبة دي.. شكل علاقتك مع محمود عبد العزيز كانت كيف؟– الراحل الاسطورة محمود عبد العزيز كان يمثل لي الأخ الأكبر، واستفدت منه كثيراً والأهم من كل ذلك أنا لست الشخص الذي يتحدث عن فنان بقامة وحجم محمود عبد العزيز- رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
ولكن يقال إنك وعدد من الأصوات الغنائية الشابة سافرتم في رحلة علاج محمود عبد العزيز قبل الوفاة الى الأردن بحثاً عن الكسب الإعلامي؟– لا تعليق لدي.. فالله أعلم بمقصدي وراء ذلك.. ولكن أقول لك إن كاميرا الأستاذ هيثم كابو وله التحية من هنا لم تلتقط لي صورة إلا في رحلة العودة في الطائرة مع الجثمان.
صلاح ولي استهلك ترديد أغنيات الغير، ولا يمتلك رصيداً فنياً خاصاً به؟– نعم تغنيت بأغنيات كبار الفنانين، ولكن الحمد لله أنا أملك ما يقارب العشرين عملاً خاصاً بي لمجموعة من الشعراء.
يقال إن أبناء جيلك من الفنانين الشباب شوهو الأغنية عبر أعمال ضعيفة وركيكة للغاية؟
– نعم هذا الكلام صحيح جداً، ولكنه لا يسري عليهم جميعاً، فهناك فنانون شباب جادون في طرحهم، ولكن الأغلبية تردد الكلمة الهايفة وأغنياتهم مثل «لوح الثلج» تذوب سريعاً وعمرها قصير جداً.
يعلل بعض الفنانين الشباب عدم حضورهم لاتحاد المهن الموسيقية بأنهم لا يستفيدون منه شيئاً ولا يقدم لهم اية إضافة؟– هذا كلام خاطيء ويمثل عيباً كبيراً، فالاتحاد هو بيتنا الكبير الأول والأخير، وقادة الاتحاد دايرين حضور الشباب، ولكنهم يرفضون ذلك، والواحد فيهم عايز يغني من البيت للحفلة، بالإضافة الى أن بعضهم لديهم آراء سالبة في قادة الاتحاد من الأساتذة الكبار، وهذا عيب كبير وعلينا أن نحترم التجارب التي سبقتنا، وأنا شخصياً استفدت كثيراً من وجودي الدائم في الاتحاد، وبصراحة شديدة يا أستاذ عبد الرحمن الفنانون الشباب هم سبب رئيسي في تلاشي عملية تواصل الأجيال، والأهم من كل ذلك أن كبار الفنانين يوجدون في الاتحاد أمثال محمد الأمين، وابو عركي البخيت، وعبد القادر سالم، وغيرهم، وحتى فنان افريقيا الأول الراحل محمد وردي إلى أن مات كان بجي الاتحاد.. فالفنانون الشباب قدام الأسماء الكبيرة دي بمثلوا شنو.. ولا اي حاجة.
قلت إن الفنانين الشباب هم سبب رئيسي في انعدام عملية تواصل الأجيال.. ولكنهم يقولون إن كبار الفنانين يحاربونهم؟.الكلام البقولوهو ده عيب كبير، فالفنانون الكبار لا يحاربوننا إطلاقاً بل بالعكس تماماً يرحبون بنا كثيراً ويقدمون لنا ما في استطاعتهم من مساعدات.
صلاح ولي تنكر لمدينة الدويم ولم يقدم لها شيئاً؟– أبداً لم أتنكر لها ومن هنا ابعث بالتحايا لكل أهلي في ولاية النيل الأبيض، وبالاخص في مدينة الدويم.
الأطفال ديل بحبوك كده ليه؟– دي نعمة من الله، خاصة وأن الأطفال لا يجاملون مطلقاً في مشاعرهم وأحاسيسهم وأنا أحبهم جداً واستعد لتقديم عدد من الأعمال الخاصة بهم.
صلاح نطيت للسيد والي ولاية البحر الأحمر الدكتور ايلا في الكرسي أثناء مشاركتك في إحياء حفل مهرجان السياحة بالولاية.. الكلام ده كيف؟– ضحك وقال: أولاً أبعث بكل التحايا الصادقة والعطرة لابن الشرق البار الدكتور ايلا ووزير ثقافته الأستاذ الصادق المليك، على مجهوداتهم الكبيرة والجبارة في تنمية وإعمار مدينة بورتسودان، وبصراحة لم أشعر بنفسي وأنا أصعد لكرسي السيد الوالي الذي انخلع في باديء الأمر، ولكنه ضحك كثيراً ولم يزعل مني، وأنا افتخر به كثيراً وبكل أبناء البحر الأحمر.
الطرائف البتواجهك في الحفلات بالنطيط ده؟– الطرائف كثيرة جداً آخرها حاجة كبيرة مشلخة قالت لي: «يا ولدي شفتك في التلفزيون بتغني وبتنطط كده خفت تكسر لي شاشة التلفزيون بنطيطك ده».. وكثيراً ما أجد المزاح من قبل الجمهور الذي يعتقد بعضهم بأنني أفعل ذلك جراء تعاطي البنقو.. ويقولون لي: «يا قوون سجارتك قوية» وأنا والله ما بشرب اي مخدر، وبضحك وبقول ليهم ده مزاج رباني.
صلاح ولي وقفزات خارج أسوار الحوارلست محارباً إعلامياً وليست لدي اي عداوات مع أحد في الوسط الفني وشهرتي دي جبتها بأيدي وتوفيق من الله سبحانه وتعالى.
الإشاعات المسيئة لشخصي اتعامل معها بالقانون واتجه لمقاضاة مروجيها متى ما وجدت.
أغنية ما حسيتها أنا في الأول وما لامست مشاعري وحركتها ما بغنيها، حتى ولو كاتبها اسحق الحلنقي.
أسعى لدخول تجربة الدراما والمسرح خاصة بعد العديد من العروض التي قدمت لي في هذا المجال.
الفنانون الشباب لو أصبحوا جادين في طرحهم الغنائي بامكانهم أن يشكلوا إضافة للأغنية السودانية.
الكلمة الغنائية السودانية هي الأجمل في كل العالم وعلينا الافتخار بها.
لدي مجموعة من الأعمال الجديدة وأتمنى أن تنال رضا الجمهور.
استمع للعملاق محمد وردي، وعثمان حسين، وابراهيم عوض، وأم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، وأعشق محمود عبد العزيز.
جزيل الشكر والاحترام والتقدير لعروس الصحافة السودانية «آخر لحظة» على هذه الإطلالة التي اعتبرها وساماً على صدري.
التوقيع.. صلاح وليصحيفة آخر لحظة