> كيف دخلت إلى سوق التجارة؟
– والدي كان يملك دكاناً بعمارة الإمارات بالسوق العربي.. وتوفي في العام 1954م وكان عمري وقتها «6» سنوات ويكبرني أخواي (عز الدين والسيد).. واستلم الدكان من بعده أخي عز الدين، وبعد «5» سنوات كسر السوق العربي نقل الدكان الى السجانة..
كنت آخذ بعض الأشياء الصغيرة وأقوم ببيعها في السوق.. وعمري لم يتعدَّ «15» سنة، اتجهت إلى مدينة الحواتة.. وعملت (تشاشي) في سوق الجوالات والدجاج.. فتعليمي البسيط والذي لم يتعدَّ سنتين بالخلوة جعل طموحاتي وقتها بسيطة.. (بيع الشوالات).
> ولكنك أصبحت تاجراً مشهوراً بالحواتة.. كيف؟
– استفدتُ من علاقات أخي بالشركات التجارية بالخرطوم.. وكنتُ آخذ بضاعة بكمبيالات من شركات بيطار ومن عثمان صالح بكمبيالات وأسدِّد لهم بعد ستة أشهر، وكنتُ أبيع هذه البضاعة بسعرها من الشركة (دون أرباح) مستفيداً من الكاش والمدة الطويلة للكمبيالة، وأقوم بتدوير الكاش في سوق المحاصيل، وحين يأتي وقت السداد تكون قيمة الكمبيالة حققت أرباحاً تعادلها تماماً..
> وكيف خرج الأقباط من السوق لتسيطر عليه وحدك؟
– البيع بسعر الخرطوم في الحواتة أخرج الأقباط من السوق.
> هل استسلموا لك وتركوا السوق بكل سهولة؟
– لا.. اشتكوا إلى الشركات المورِّدة في الخرطوم واتهموها بأنها تبيع لي بسعر أقل منهم.. أو أنني أقلِّد في البضائع.
زارني مندوب من تلك الشركات.. وتأكد بنفسه وعندما سألني لماذا أبيع دون أرباح قلت له.. عليه أن يسألني عن سداد كمبيالاته فقط.. ولا دخل له بالسعر الذي أبيع به..
> وماذا فعل التجار الأقباط والأغاريق بعد ذلك؟
– عرضوا عليَّ ممتلكاتكم من دكاكين ومخازن ومنازل لشرائها لأنني الشخص الوحيد الذي يملك المال الذي يمكن أن تُباع به.. فقبلتها بـ «20» ألف جنيه فقالوا لي : (نتشاور) فقلت لهم إذا كان لكم شورة فأنا لي شورة أيضاً، وعندما أتوا ليعلنوا لي موافقتهم بـ «20» قلت لهم بـ «18».. فذهبوا واتوا مرة أخرى للموافقة بـ «18» فاشتريتها منهم بـ «14» بعتها بـ «100» مليون وما زال البعض منها باقٍ هناك.
> ما قصة (النعمة ولد.. الحواتة بلد)..
– عندما أدخل سوق المحاصيل.. كنت أشتري كل الوارد في ذلك اليوم، الأمر الذي يُفرح العتَّالة لأن دخلهم سيكون مرتفعاً وكسبهم كبيراً، وكانوا وهم يحملون الجوالات يترنَّمون (النعمة ولد.. الحواتة بلد).. وأصبحت تلك المقولة شعاري في الانتخابات النيابية فيما بعد.
> هل ترشَّحت للبرلمان؟
– نعم.. مستقل عبر الدائرة «109» الرهد والحواتة.. ونافسني فيها عن الحزب الشيوعي أحمد قزاز، وعن حزب الأمة الشريف الدسيس..
> وفي البرلمان سألني عون الشريف وبدر الدين سليمان عن شهاداتي فقلت لهم إنني لا أملك سوى شهادة (لا إله إلا الله)..
> أبناؤك.. هل نالوا قسطًا من التعليم أم ساروا على طريقك؟
– كل أبنائي تخرجوا في الجامعات وابنتي تحمل درجة الدكتوراه في أمراض الدم وأستاذة بجامعة النيل.
حوار: عماد الحلاوي
صحيفة الانتباهة