المواطنون بلغت أرواحهم الحلقوم نسبة للغلاء الفاحش الذي تمر به البلاد، ويتجرع كأس عذابه العباد بينما الحكومة تتفرج من بعيد لبعيد ولا تحرك ساكنا !!
لا أدري ان كان اي مسؤول في حكومة الإنقاذ يدري ان الطماطم قد بلغ سعره اثني عشر جنيها ؟!
امام عيني اشترت إحدى النساء عدد ثلاث ( طماطمايات) بأربعة جنيهات أي ان (الطمطومة) الواحدة تساوي أكثر من جنيه !!
كثير من الأسر تخلت عن الطماطم باعتباره رفاهية ودلع فارغ، واستعاضت عنه بعلبة الصلصلة ذات المواد الحافظة وقامت بإلغاء صحن السلطة الخضراء الملونة بالطماطم الحمراء من مائدتها غير العامرة !!
الأمر المخيف ان ازدحاما على بعض أفران العاصمة بات ظاهرة ملاحظة وأخشى ان يكون ملمح لبداية أزمة في رغيف الخبز، وهذه طامة كبرى ارجو ان يكون ظني في غير محله،(الشعب ماناقص والله) !!
الحديث من بعض الخبراء عن احتمالات انهيار الاقتصاد في البلاد وبلدان مجاورة في غضون شهرين امر ليس مقلقا فحسب ولكنه ينبيء بكارثة جديدة تزيد كوارث السودان وترهق انسانه المرهق أصلا ..!!
اذا قيل للشعب اربط الأحزمة تجده ملبيا النداء فورا، وهو في الأساس رابطها ولكنه يشد وثاقها أكثر وأكثر عل الحكومة ترضى ولكن !!
الشعب دون ان يوجهه احد اتجه لثقافة (البدائل) في كل شيء في حياته رغم ان في ذلك اضرارا به وبصحته للحد البعيد، ورغم ان بعض السلع والمواد لا يمكن تبديلها؛ الا بها اذ ان ما يعتقد انه بدائلها؛ نفسه غير متوفر ولا يجده المواطن بسهولة، وان وجده لا يجده بسعر مناسب وفي متناول يده المغلولة قسرا الى مابعد عنقه بقليل ..!!
لو قلنا ان بديل الطماطم الصلصة المعلبة فهل سعرها في متناول اليد للجميع من محدودي الدخل ؟!
واذا قلنا ان بديل السكر هو البلح فهل يعلم السادة الحكام كم وصلت ملوة البلح في الأسواق خاصة في هذا الشهر الكريم ؟!
واذا قلنا بديل رغيف الخبز هو العصيدة فهل سعر الدقيق الذي تصنع منه العصيدة مقبول ومعقول بحيث يقدر عليه كل مواطن بسيط ؟!
كل الدول من حولنا يتعرض اقتصادها لهزة وهزات نتيجة ظروف محددة سواء كانت حروبا او ثورات وتحولات او غيره ولكن الراجح ان معظم تلك الدول يجتمع خبراء الاقتصاد فيها لتدارك الأمر وإنقاذ مايمكن انقاذه، ووضع الحلول والبدائل لشعوبها، وكشف الموقف بكل شفافية ووضوح، حتى يكون الشعب في كامل اطار الصورة، وليس خارج بروازها ومطلوب منه فقط اطاعة الأوامر بشد الأحزمة على بطنه الخاوية !!
المطلوب من الحكومة فقط ( الشفافية) ليعرف المواطن ويكون في مقياس ريختر الاقتصادي الذي يوضح للجميع حجم الهزات الاقتصادية التي تمر بها البلاد وتوابعها، وليقتنع المواطن ان الأمر يتطلب معاونته وصبره ومساندته فضلا، وليس امراً من احد، وانما من منطلق وطنيته وحبه للوطن !!
و
يامواطن ماهيتك كم وسعر الطماطم بقى بكم ؟!!
نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/8/11
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]