«…» لا خيار له إلا أن ينتحر

[JUSTIFY]>.. (روما مدينة مفتوحة).. الفيلم هذا الذي يعيش منذ أربعين سنة كل ما فيه هو أن المخرج أطلق عددًا من المصورين في المدينة يصورون كل شيء والمخرج يحصل على أضخم عمل سينمائي عالمي.
>.. والخرطوم مدينة مفتوحة – والكاميرا فيها الأشياء الصغيرة التي تلتقطها هي
> .. المخابرات ترسل تحياتها لأجنبي في الخرطوم ــ وتحدِّثه أن الضيافة ثلاثة أيام – وأن مهمته الاستخبارية تمتد لأسبوعين.
> .. وكفاية
> مثلها لقاء (اللفة) الذي يصبح أسبوعيًا ويقوده أحد قادة خليل إبراهيم (تحت غطاء جماعة السيسي) تحدِّثه الخرطوم وترجوه أن يأتي بجديد
> وأن الهجوم ذا المحاور الثلاثة ــ الذي يحدِّث عنه ــ والذي يجب أن يتم قبل الخريف يصبح شيئًا مملاً.
> .. وإن الاستعانة ببعض تجار ليبيا ربما يسوقه إلى بركة من الطين..
> وإن المجموعات التي تتخفَّى الآن تحت أزياء عمال (والذين ــ كما يقول للمجتمعين ــ أكمل تدريبهم بصورة احترافية يعمل نصفهم في الجانب الآخر.
> وممتع أن الألف الذين تعيدهم إسرائيل سراً إلى السودان الشهر الماضي يرفع نصفهم التمام في الحوش الذي يقع في بداية شارع إفريقيا.
> مثلها الجهة التي تبلِّغ عن هجوم اليرموك قبل أربعة أيام من حدوثه.
> .. والملل يكاد يقترح على السيد صاحب الڤيلا الرائعة ــ وصديق سفارة الجنوب أن يبتكر أساليب جديدة.
>.. وبعض المعارضة يستعين بالخبرة الأجنبية.
> . والفتاة التي تستضيف عمر سليمان العام الماضي (وعمر يهبط الخرطوم وهو يحمل أمامه شوارب كثيفة ويمشي في جلباب صعيدي ــ ويلتقي ببعضهم للتنسيق لعمل ما ــ) الفتاة هذه تهرب حين تحاصَر أمام مطعم شهير في شارع إفريقيا.
> وتطير إلى لبنان
> وترسل (مندوبة) عنها إلى الخرطوم قبل فترة قريبة.
>.. والخرطوم تكاد تحملها حلاوة النكتة إلى أن تستضيف الفتاة الحلوة هذه
>… و… و…

(2)

> .. والخرطوم تعرف أن الجنوب يصل إلى أن
.. جيش سلفا كير ــ مثل الماء ــ يجفّ إن هو تمدَّد ــ وأنه عاجز تماماً إن هو بقي مكانه.
>.. وما لا تقوله الخرطوم هو أن (المناوبة) الفرنسية هي الآن من نصيب الخرطوم.
> والمناوبة الفرنسية تقليد كان يتبع في القرن الأسبق بين الفرسان في فرنسا الذين يدخلون في منازلة بالرصاص.
> وفي المنازلة أحد المتبارزين يختار أن يقف (ساكناً) بينما الآخر يطلق عليه النار من مسافة محددة.
> .. فإن هو لم يقتله أصبح من حق الآخر أن يتقدم إلى أي مسافة ثم يطلق النار
> أو يكتفي بإرسال رسالة إلى الآخر في أي يوم يطلب منه أن ينتحر
> والآخر لا خيار له إلا أن ينتحر.
> المناوبة الآن – تجعل الخرطوم تطلق الثوار الجنوبيين بعد أن فشلت رصاصة جوبا
>.. وتطلق الإنذار للخلايا في بعض مدن السودان تنذرها بأنه (إن انفجر إطار عربة فإن فئراناً لا تنتهي سوف تفاجأ بأن جحورها المعروفة قد أُغلقت بالبارود)
> روما مدينة مفتوحة .. فيلم ممتاز.
> الخرطوم مدينة مفتوحة.
> وفيلم يسجل مشاهد الخرطوم يستطيع أن يحصل على أرفع الجوائز..
> ومثل كل الأعمال السينمائية الجيدة ــ الكوميديا هناك ــ فالكاميرا تستطيع أن تسجل مشهدًا لسفيرنا في مصر وهو يحتج بعنف على استضافة مصر للمنظمات المسلحة.. ثم الكاميرا تسجل مشهدًا لوزير سوداني وهو بين صفوف معرض الكتاب يقول لوزير مصري
: لا – لا نحن لا نعترض على استضافتكم للمسلحين الذين يعادون الخرطوم
> والكاميرا تستطيع أن تسجل معرضاً وندوات عالمية يشهدها أربعون من علماء العالم يقدمون بحوثًا عن الإبل السودانية في جامعة السودان أبريل القادم.
>.. وسوق عالمية ضخمة للإبل السودانية تقام هناك.
> لكن (بعضهم) يسعى في إيقاف العمل هذا..
> وفي زوايا جامعة السودان نكات صغيرة عن بعثات تفتح لها الصين أذرعها ــ لكن مدير الجامعة يرفض بحجة (المحافظة على الطلاب)!
> والكوميديا الأعظم تفجِّر الضحك والكاميرا تنقل مشهد وزير المالية وهو يعلن أن كل حاجات المواطن متوفرة.. ورخييييصة!!!
> الخرطوم مدينة مفتوحة.

صحيفة الإنتباهة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version