[JUSTIFY]
تتحدث مدينة 24 القرشي بمحلية المناقل في الأيام الثلاثة الماضية عن قصة الطفل يقظان يوسف محمد حمد النيل الذي يدرس بالصف الثامن بقرية الحفائر، وهو من أسرة شديدة الفقر، ووالده عامل بسيط، يعول أسرة مكونة من (7) أطفال هو أكبرهم، وهذا الطفل أرسلته والدته إلى صيدلية بمدينة 24 القرشي ليجلب لها دواء، وأعطته مبلغ (17) جنيها، لا تملك غيرها، وشددت عليه ألا يشتري “سندة” سندوتش طعمية لإفطاره قبل أن يشتري الدواء، حتى لا تنقص قيمته وبينما هو في سوق المدينة عثر على كيس به أكثر من (8) آلاف جنيه، علاوة على ثلاثة جوازات مؤشرة، وعقودات عمل، فما كان من الطفل يقظان في لفتة تستحق الإشادة والاحتفاء إلا أن طاف سوق المدينة يسأل عن صاحب هذا الكيس، حتى وجده في حالة مُبكية، وعندما سلمه الكيس بمحتوياته كاملة، بكى صاحبه بعد أن خرّ لله ساجداً، وأصر أن يستصحب الطفل معه إلى سوق (البهائم) بالمدينة، ليشتري له هدية (عنزتين)، وقد رفض الطفل في موقف أكثر نبلاً أن يقبل الهدية؛ لأنه يعدّ ما قام به سلوك عادي لا يستحق مقابلا، ولكن تحت إلحاح الرجل وبعض الحاضرين قبل الهدية على مضض.
وقال الأستاذ أحمد محمد نور الله بمكتب التعليم بالمنطقة إنه يعرف أن أسرة هذا الطفل تعيش في فقر مدقع، وبالكاد تجد قوت يومها، ولكنها تربت على الأمانة والأخلاق السمحة والفاضلة، مبيناً أن هذا التلميذ متميز جداً في دراسته، وشامة بين زملائه في كل شيء، وقال إن إدارة التعليم بالوحدة الإدارية ستكرمه، وستكرم هذا السلوك من خلاله على حد تعبيره.
المضحك المبكي في قصة هذا الطفل بحسب رواية بعض الحاضرين أنه عاد لمنزله دون أن يشتري الدواء لوالدته لأن سعره أكثر من المبلغ الذي يحمله، وعاد من دون أن يتناول إفطاره البسيط، عاد ومعه (العنزتان).
صحيفة المشهد الآن
أسامة يوسف
[/JUSTIFY]