وهي كذلك أول مجلة أطفال في العالمين العربي والإفريقي في زمان لم يكن فيه الناس في العالمين (العربي والإفريقي) على دراية بأمر الثقافة ناهيك عن تعريف الأطفال بالمعرفة.
٭ بدايات تأسيسها:
شهدت أروقة بخت الرضا في عام »1948م« بدايات التفكير في إنشاء وحدة خاصة تُعنى بتأليف كتب الأطفال، فكان الأستاذان د. أحمد الطيب أحمد وجمال محمد أحمد من الذين تحمسوا لهذا الغرض.
ولم يكتب للاثنين أن يتصل جهدهما نحو تأسيس هذا المسعى.. فالتقط القفاز الأستاذ عوض ساتي الذي سهر الليالي حتى كان شهر فبراير من عام »1949م« شهر إصدار هذه المجلة الرائدة في أدب الأطفال.
شخصيات المجلة
يعتبر العم »تنقو« أو عمك تنقو أكثر شخصيات المجلة شهرةً لما اتصف به من مواقف طريفة ومضحكة.
ومن ضمن تلك المواقف ما يجعله عرضة للسخرية والضحك، وهو الشخصية التي برع في رسمها الفنان شرحبيل أحمد.
كذلك قصة العدد التي كان يتناوب في كتابتها كل من د. أحمد الطيب أحمد حتى وفاته في فبراير »1962م«، والأستاذ عبد القادر محمد إبراهيم والأستاذ عوض حاج حامد.
وفي جانب الابواب الثابتة فقد كانت الأستاذتان عائشة موسى وفتحية كنونة من الكاتبات النسائيات بها.
وبالمجلة صفحتان خصصتا لأصدقاء المجلة، فكان منهم التلاميذ بالمرحلة الأولية »الابتدائية« في جميع أرجاء البلاد.. فكان طبيعياً أن يكون بهاتين الصفحتين أصدقاء للمجلة بكل من الجنينة، أروما، كوستي، حلفا، أم كدادة، شندي والقضارف. وهي بجميع هذه المدن والقرى لم يكن سعرها في زماننا يزيد عن خمسة قروش »شلن«.
وربطت المجلة بين البيت والمدرسة، وذلك عبر موادها التي كانت من الإحكام والدقة ما جعل بعضاً من قرائها التلاميذ يجيدون معرفة مواضع الهمزات، الهمزة على الواو والياء والألف والنبرة وهم في السنة الثالثة من مرحلة التعليم الأساسي.
وذلك لأن قارئ الصبيان حين يقرأ قصة العدد كان يقرأ قصة تكون قد حشدت بقاعدة إملائية واحدة، وهو ما برع فيه كتاب قصة العدد.
وفي جانب تنمية مهارات العقل خصص بصفحات المجلة باب للتسلية، وهو لإعمال العقل وشحذ التفكير نحو آفاق المعرفة. ومن ذلك جدول الأرقام التي يكون بعضها مفقوداً ويطلب من القارئ الطفل وضع أرقام أفقية ورأسية ليصل في نهايتها لرقم محدد، وهو ما يعني جدول الضرب الحسابي المعروف.
غلاف العدد
روعي في تصحيح غلاف العدد البساطة والتلقائية الإستيعابية للأطفال، فكان لا يخرج عن صورة واضحة التفاصيل لا لبس فيها ولا غموض. ومن ذلك صورة لعمك تنقو أو شخصية لها مادة بالمجلة.
ممات المجلة
بدأت حالة الممات السريري للمجلة في عام »1988م« عام كوارث البلاد والعباد في عهد الفوضى الحزبية. فكانت وفاتها في بدايات عام »1990م« لتشيَّع إلى مثواها مأسوفاً على أيامها الزهرات النضرات.
فكرة المجلة ووصدورها
يعتبر المرحوم عوض ساتي هو المؤسس الحقيقي لها، وذلك بمعهد التربية بخت الرضا. فكانت واحدة من ضمن أفكار معهد التربية بخت الرضا، فكانت حين صدورها توزع على الطلاب بالمدارس الأولية دعماً لمشروع تحسين القراءة لديهم. وظلت تؤدي هذه الرسالة طوال خمسين عاماً متصلة.
شخصية عمك تنقو
تعتبر شخصية عمك تنقو من الشخصيات الرئيسة بالمجلة، إن لم تكن هي الشخصية الرئيسة. وهي الشخصية التي كانت حقيقية تسعى بين الناس. إذا تمكن الأستاذ عوض ساتي وبمعهد التربية بخت الرضا من التقاط اسم (تنقو) من بين طلاب المعهد في عام 1948م، فكانت شخصية (تنقو) لسنوات محل احتفاء قراء الصبيان بها.
من هو عمك تنقو؟
هو الاستاذ القامة والمعلم الأريب الأديب (تنقو) طالب العلم النابه بمعهد بخت الرضا المولود بالجنينة في عام 1928م، وكان قد ألحق بكتَّاب »مدرسة« الجنينة حتى وصل لمرحلة التخرج فيها، ثم التحق ببخت الرضا في عام 1944م ليزامل كلاً من الاستاذ الفكي عبد الرحمن المسرحي المعروف وحاج الشيخ وراق. وتلقى تنقو العلم على أيدي الأساتذة إدريس محمد جماع وعوض ساتي والبروفيسور عبد الله الطيب. ونسي الناس أو لم يعرفوا اسمه الحقيقي، فاسمه (عثمان محمد أحمد تنقو)، وظل حتى الآن علماً من أعلام السودان العتيقة العريقة باسمه الموسوم (تنقو).
العازة مرافقة تنقو
وهي شخصية حقيقية كذلك مثلها مثل محمد عثمان (تنقو)، وقد كانت طباخة بالداخليات الشمالية لبخت الرضا.
أول من رسم عمك تنقو
يعتبر الأستاذ إسماعيل ود الشيخ أول من رسم شخصية عمك تنقو، وتلاه الأستاذ شرحبيل أحمد.
أخيراً
عمك تنقو عقد الرأي
يمشي أمريكا يلاقي كلاي
في الجولة الأولى كلاي عفاهو
وفي الجولة الثانية كفتو رماهو
صلاح الدين عبد الحفيظ مالك
صحيفة الانتباهة