ليبيا: ترقب في الكفرة وتقارير عن اشتباكات في بنغازي

[ALIGN=JUSTIFY]بدا أمس أن حالة التمرد والاضطرابات التي تشهدها منذ نحو خمسة أيام مدينة الكفرة بجنوب ليبيا، في طريقها إلى الانتشار في مدن ليبية أخرى رغم حالة التعتيم الاعلامي والرسمي التي مازالت السلطات الليبية تفرضها على هذه الأحداث التي شهدت اشتباكات دامية بين سكان الكفرة من قبائل التبو وقوات الأمن الليبية.
وقالت رسالة نشرها الموقع الالكتروني للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، وهي تنظيم معارض لسياسات ونظام حكم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، إن مجموعة من شباب بنغازي العاطلين عن العمل والمستائين من الوضع في ليبيا وتضامنا مع مواطني مدينة الكفرة، اصطدموا بقوات أمنية في منطقتي السلماني والمجوري وبعض الأحياء الأخرى.
وأوضحت الرسالة أن الاستعدادات تجري حاليا للقيام بمظاهرات مماثلة للمظاهرات التي سبق أن شهدتها مدينة بنغازي مؤخرا والتي تعتبر ثاني أكبر وأهم المدن الليبية.
ولم يتسن لـ«الشرق الأوسط» أمس التحقق من مدى صحة هذه الرسالة التي رفض مسؤولون ليبيون تأكيد فحواها أو نفيها.
وأكد سكان محليون في مدينة الكفرة التي تقع على بعد نحو 1900 كيلومتر جنوب العاصمة الليبية طرابلس، أن حالة التوتر والترقب لا تزال تسيطر على المدينة التي تعاني نقصا حادا في المواد الغذائية ومياه الشرب وتفتقد إلى الكهرباء والبنزين.
وقال أحد السكان لـ«الشرق الأوسط» إن التعزيزات الأمنية المرسلة من العاصمة طرابلس تتواصل على حدود المدينة، فيما يشهد مطارها العسكري حالة نشاط غير اعتيادية بعد وصول طائرتين مروحيتين مزودتين بالمدافع الرشاشة المسماة محليا بالبومة.
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم تعريفه، أن السكان يشعرون بقلق شديد ومخاوف من احتمال إقدام السلطات الليبية على الانتقام من السكان الذين قاموا في وقت سابق برفع علم تشاد على استراحة تابعة للعقيد القذافي في المدينة.
ولاحظت «الشرق الأوسط» أمس أن شبكة الاتصالات الخاصة بالهواتف الجوالة قد قطعت تماما عن المدينة التي تخضع منذ أيام لحصار أمني شديد.
ورغم ذلك فقد استمرت السلطات الليبية في ترديد روايات مغايرة تماما لما يقوله السكان المحليون، حيث نقلت صحيفة «ليبيا اليوم» الالكترونية المستقلة عن أحد أفراد قبيلة زوية ثاني أكبر قبيلة في المدينة، أن الصراع الدائر بداخلها هو صراع قبلي بين قبيلة زوية والتبو، مشيرا إلى أن أفرادا من قبائل التبو قاموا في وقت سابق برفع العلم التشادي فوق بعض أحياء المدينة، مما أدى إلى تأجيج النزاع بين القبيلتين.
واكد المصدر نفسه أن قوات الأمن تطوق المدينة، موضحا أن الدولة الليبية كانت قد قامت بتسليح قبائل التبو في فترات سابقة بالسلاح لأغراض مجهولة.
ولفت إلى أن قبيلة زوية تقوم باستعمال أسلحة خفيفة كانت قد خزنتها أثناء الحرب الليبية التشادية، قبل أن تقوم السلطات بسحب السلاح منها أثناء حملة واسعة عقب انتهاء الحرب مع تشاد.
خالد محمود :الشرق الاوسط [/ALIGN]
Exit mobile version