بين الحين والآخر يحلو لي وصغيري لؤي، ان نضحك على عقول ضيوفنا بممارسة خدعة ذكية، بزعمنا أننا نستطيع قراءة أفكار بعضنا البعض، واطلب من لؤي مغادرة الغرفة والذهاب بعيدا عنها، ويتبعه أحد الضيوف حتى يطمئن تماما الى انه لا يسمع او يرى ما يدور في الغرفة، ثم اطلب من الضيوف تحديد شيء ما موجود في الغرفة همسا، بحيث لا يكون واردا أن يسمع به لؤي الذي سأستدعيه، وسينجح في معرفة الشيء الذي تم تحديده،..لنفترض ان الضيوف اختاروا مزهرية متعددة الألوان لامتحان قدرة لؤي على قراءة أفكاري، وعندما يدخل علينا لؤي اسأله: هل اختاروا منفضة السجائر؟ فيقول لا..الكرسي؟ لا..نظارتي؟ لا..اللوحة التي على الحائط؟ لا،.. كوب الشاي؟ لا..جلباب عمو احمد؟ لا..المزهرية؟ نعم!! وبين مصدق ومكذب يعيد الضيوف التجربة وينجح لؤي في
الامتحان مرة تلو الأخرى، وتعلو الدهشة وجوه الضيوف، لأنهم متأكدون تماما من ان لؤي لم يسمع اسم الشيء الذي تم تحديده، وحتى اذا خرجت انا من الغرفة واتفقوا على اختيار شيء ما في حضور لؤي، وعدت اليها فإنني كنت استطيع معرفة الشيء الذي تم الاتفاق عليه من خلف ظهري! ما لا ينتبه إليه الضيوف هو أن طرح الأسئلة حق حصري لي ولولدي ولم يفكر أي منهم قط في وضعنا أمام التحدي بأن يتولى هو طرح الأسئلة، ذلك ان الانبهار والعجب من قدراتنا الخارقة يشل تفكيرهم، وتتركز جهودهم على تحديد شيء ما ثانوي ووجوده غير محسوس حيث نجلس على أمل أن ذلك سيجعلنا نفشل في قراءة أفكار بعضنا البعض، وننجح انا ولؤي في قراءة افكار بعضنا البعض لان الآخرين لا يعرفون الحيلة التي اتفقنا عليها قبل خداعهم، ويكون الاتفاق بيننا أن الشيء المراد معرفته يأتي مباشرة بعد السؤال عن شيء لونه ابيض، وفي الحالة السابقة فان جلباب عمو احمد ابيض، وبالتالي فالشيء الذي سأسأله عنه بعد الجلباب مباشرة (المزهرية) هو الشيء الذي تم تحديده! وفي مسعاي لتكوين النفس فقد قررت اللجوء الى حيلة سحرية جديدة ستدر علي الملايين، والمطلوب شركاء ذوو ثقافة واسعة لنتوجه جميعا الى لندن وأجلس أنا على الكرسي المرتفع قبالة جورج قرداحي ونجرده وتلفزيون ام بي سي من الملايين، وكلما هناك هو أنني وبمجرد جلوسي على كرسي برنامج «من سيربح المليون« ويبادر قرداحي بطرح سؤال واعطائي الخيارات الأربعة يتشاور الشركاء ويرسلون إليّ إشارة لا تستطيع حتى المخابرات الأمريكية فك رموزها، فاجيب على كل سؤال بثقة كاملة ليعلن قرداحي إفلاسه خلال خمس دقائق، وفي المرة التالية يدخل احد الشركاء المنافسة، وأكون انا بين الجمهور ليحمل الشريك المليون،.. والشيفرة السرية التي سنستخدمها في غاية التعقيد: فاذا كانت الإجابة الصحيحة هي رقم ثلاثة، يقوم احد الشركاء بالكح أي السعال ثلاث مرات: أح أح أح،.. أما إذا كانت الإجابة الصحيحة هي الخيار رقم واحد فانه يكح بطريقة واثقة: أحححح، ولتنجح الخطة لابد من ضمان عدم وجود أي شخص في الستوديو يعاني من نزلة برد او حساسية تحمله على الكحة، وافضل طريقة لطرد مثل هذا الشخص من الستوديو اثناء البرنامج هو ابلاغ سكتلنديارد والسي آي إيه وإف بي آي، بأنه من طالبان، فلا يبقى في الستوديو إلآ الاصحاء وبالتالي لا تصدر كحة الا من إعضاء مجلس ادارة «شركة ابوالجعافر لهزّ المنابر«.. الحيلة هذه استخدمها ضابط في الجيش البريطاني وفاز بمليون استرليني في مسابقة تلفزيونية وسحبوا منه الجائزة… وطردوه من الخدمة.
زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com