كلب الست

كلب الست
أحدثكم اليوم عن «كلب الست»، وقد لا يعلم بعض القراء ان «الست» تعني أم كلثوم و… بس، يعني أم الجعافر وزوجتك وزوجة أبوك ليسوا «ستات»، وأم كلثوم تحتكر لقب كوكب الشرق، والاتجاهات الأخرى، فليس من حق اي ناقد ان يسمي مطربة أخرى كوكب الشمال، أو كوكب الجنوب الغربي، ومشكلة العرب مع الألقاب عويصة، وذات مرة كنت ضيفا على الفضائية السعودية وسألوني عن اللقب الأثير إلى قلبي فقلت: أتمنى ان يسميني أحد النقاد «مشير او فريق الكتاب العربيقيين»، وأوضحت له ان طه حسين عاش ومات وهو «عميد» الأدب العربي وأنني طموح وأريد ان اسبقه برتبة أو اثنتين على الأقل ولن أقبل بأقل من مشير أو «بالميت» فريق!! وأنا عربيقي بحكم انني أصلا افريقي متأثر ومتشبع بالثقافة العربية واستخدم اللغة العربية أداة للتعبير، أما داخل السودان فإن انتمائي أكثر وضوحا، وهو عرنوبي أي نوبي مستعرب «بالعافية» وبدواعي أكل العيش، وطلبا للسلامة لأنه ياما ضربونا في المدرسة المتوسطة بـ «جريمة» استخدام «الرطانة»، أي اللغة النوبية، وكلمة رطانة نفسها تنم عن استعلاء بغيض لأنها تعني البرطمة بكلام غير مفهوم.
أعود الى كلب ام كلثوم وكان اسمه فوكس، وذات يوم هجم فوكس على مواطن جربوع اسمه اسماعيل، شاء حظه العاثر أن يمر قرب بيت الست في وقت كان فيه فوكس في حالة نرفزة لأنهم قدموا له «ستيك» يومين متتاليين، وأصيب اسماعيل بجروح بالغة، ولكن تم نقل الكلب الى قسم الطوارئ بالمستشفى خوفا من ان يكون لحم ودم اسماعيل قد تسبب في اصابته بمرض ما، وأكل اسماعيل علقة ما اكلهاش حرامي في مولد! وفي هذا كتب الشاعر المصري الصعلوك أحمد فؤاد نجم قصيدة كلب الست: في الزمالك من سنين/ وفي حمى النيل القديم/ قصر من عصر اليمين/ ملك واحدة م الحريم/ قُصْره يعني هي كلمة/ لها كلمة في الحكومة/ بس ربك لأجل حكمة/ قام حرمها م الأمومة والأمومة طبع ثابت جوه حوا من زمان/ تعمل ايه الست جابت فوكس رمي وله ودان/ فوكس ده عقبال أملتك عندو دستة خدامين/ يعني مش موجود في عيلتك شخص زيه يا اسماعين/ واسماعين ده يبقى واحد م الجماعة الغلبانين/ اللي داخو في المدارس والمعاهد من سنين/ حبّ يعمل واد فكاكة ويمشي حبه في الزمالك/ والقيامة والفتاكة يرمو طبعا ع المهالك/ عم سُمعه (اسماعيل) من قيامته حب يعمل فيها فلة/ بعد ما قلوظ بجامته اشترى حتة مجلة/ قول مشى بيقرا في حكاية من حكايات الغرام/ واندماجه في القراية خلى مشيه مش تمام/ مرة يحدف ع اليمين خطوتين ويروح شمال/ لمحه فوكس م الحديد قال ده صيد سهل وحلال/ هب نط في كرشه دوغري/ جاب بيجامته لحد ديلها/ واسماعين بدال ما يجري/ قال يا رجلي رجلي مالها/ بص شاف الدم سايح من عاليها ومن واطيها/ ويا للي رايح ويا للي جاي المجلة مش لاقيها/ حَبة واتلموا الظنايا اللي هما البوابين/ (قرايب ابو الجعافر) والهكاية والراوية قال لهم ده كلب مين/ كلب مين ما كلب مينشي سمعة لبخ حبيتن/ قال له واحد فيهم امشي اللي جابك «أندو» مين؟
ثم يستخدم نجم مقطعا من اغنية معروفة لأم كلثوم مخاطبا سمعة الذي هو اسماعين الذي هو اسماعيل: انت فين والكلب فين/ ما انت كده يا اسماعين/ هو كلب الست يا بني وانت تطلع ابن مين؟…. وفي تلك الظروف الحساسة من تاريخ الأمة العربية الفتية، كان لابد للشاعر نجم ان يكسب رضا الكلب فوكس، وخاصة انه رأى الشرطة تنهال على اسماعيل ضربا وتجرجره بتهمة تلويث أسنان فوكس، فهتف: هيص يا كلب الست هيص/ لك مقامك في البوليس/ بكرة تتألف وزارة/ وللكلاب ياخدوك رئيس!!
[EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]
Exit mobile version