الحريات بين منبر السلام العادل وميثاق الفجر الإسلامي

[JUSTIFY]عقب صدور ميثاق الفجر الإسلامي في نسخته الأولى وانعقاد الاجتماع الأول في دار جبهة الدستور الإسلامي أعلنَّا من داخل الاجتماع أنَّ ذلك اللقاء كان تمهيداً وأنَّ اجتماعاً آخر سيلتئم بعد حوالى الأسبوعين للتوقيع النهائي على الميثاق كما أعلنَّا أن بعض القوى والأحزاب السياسيَّة تعكف على دراسة الأمر الذي نوقن أنه سيُحدث دُوِيَّاً هائلاً داخل السُّودان وخارجه.
حقَّ لبعض الصحف والصحفيين أن يُدلوا بآرائهم حول الميثاق وينقدوه فقد فهموا أن تلك الصيغة التي قرأوها نهائيَّة بالرغم من أنَّنا أشرنا إلى أن التوقيع سيتم في وقت لاحق وكان موضوع الحرِّيَّات أكثر ما تحدَّث عنه النقَّاد والشائنون.
أقول إن هناك لجنة تعكف الآن على صياغة بعض النقاط الخلافيَّة ستفرغ من عملها خلال اليومَين القادمَين إن شاء الله وهناك اجتماعات تنعقد ولجان تقوم بالمهام المحدَّدة لها فأرجو ألا تستعجلوا.

مما تقرَّر خلال الاجتماعات مع القوى والأحزاب السياسيَّة التي انضمَّت للميثاق أن هذا العمل لن يندرج تحت جبهة الدستور الإسلامي باعتبار أن تلك الأحزاب لم تكن في يوم من الأيام تحت جبهة الدستور الإسلامي وإنما سيكون تحت اسم (تحالف القوى الإسلامية والوطنية).
بالنسبة للميثاق فإنني لا أريد استباق لجنة الصياغة التي تضم أسماء قانونيَّة لامعة من بينها الأستاذ أمين بناني والأخ بروف ناصر السيد الأكاديمي والسياسي المعروف الذي ترأس جبهة الدستور الإسلامي ويرأس لجنة الصياغة في الوقت الحاضر.
أقول للمشفقين إن التحالف الجديد لن يضيق بالحريات فقد ظللنا نحن في منبر السلام العادل نشكو من قهر السلطان الذي لطالما أسكت من أصواتنا وكسر من أقلامنا وحرمنا من التواصل مع الجماهير وحصرنا داخل دُورنا بالرغم من أنَّ المؤتمر الوطني والولاة جميعاً بل والحكومة ظلَّت تدعو القوى والأحزاب السياسية للاستعداد للانتخابات ومنازلة الحزب الحاكم بعيداً عن استخدام السلاح واتخاذ البندقية بديلاً من بطاقة الاقتراع لتحديد الأوزان بين جماهير الشعب.

كذلك ظللنا ننافح من داخل لجنة الدستور عن الحريات وندعو إلى تهيئة المناخ لجميع القوى السياسيَّة حتى تتنافس ديمقراطيَّاً لكسب أصوات الجماهير.
بالطبع لن نقف ضد استفتاء الشعب حول الدستور فهو صاحب الكلمة الأخيرة ونحن مطمئنون أن السودان لن يختار غير الإسلام.. كيف يختار غير الإسلام وقد خلُص للإسلام بعد أن أذهب الله عنه أذى الجنوب وأزاحه كما أزاح بني قريظة وبني النضير وبني قينقاع مما جعل مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم تمتلئ إسلاماً وهل يفيض الإناء على ما حوله إلا عندما يمتلئ؟!
لن نُقصي الآخر فقد كان المنافقون وهم أكثر أذى للإسلام من الكفار (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ).. كانوا يعيثون في المدينة فساداً وإفساداً وكانوا واليهود يكيدون للإسلام ولرسول الإسلام وكان القرآن يتنزل لا لكي يكتم أنفاسَهم إنما لكي يخلد ما يقولون في حق الله وحق رسوله آيات بينات يُتعبَّد بها إلى يوم القيامة (إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ)، (يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ )، (وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ )، (لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ).
إن تجربة مصر وتونس ودول الربيع العربي جعلت أكثر الإسلاميين تشدُّداً (الجماعة الإسلامية والسلفيين) يقبلون دستوراً يُتيح الحُرِّيَّات ولا يُقصي أحداً فكيف بنا نحن وقد اخترنا الوسطية منهجاً نتحاكم إليه؟

في الاجتماع الأول قلتُ إن ميثاق الفجر الإسلامي سيُحيل السودان إلى منطقة ضغط عالٍ بعد أن أحالته نيفاشا إلى منطقة ضغط منخفض وقزَّمته حتى أصبح هيناً ليناً مستسلماً ضعيفاً هزيلاً تستضعفه دُويلة الجنوب الجديدة وتطمع في أن تحتله وتُقيم فيه فجرها الكاذب الذي يطمس هُوِيَّته ويخرِّبه ويُعيد هيكلته ويفعل به ما فعله الأوباش في زنجبار وما فعله الصليبيون في الأندلس.
الفجر الجديد وتحالف القوى الإسلامية والوطنية سيُنهي احتكار المعارضة العلمانيَّة الممثلة في قوى الإجماع الوطني بقيادة أبو عيسى.. سيُنهي احتكارها لموقع المعارضة فإذا سقط هذا النظام المتهالك فإنَّ السودان أكرم وأعزّ وأقوى من أن يحكمه علمانيون يمكِّنون الأعداء والخَوَنَة والعملاء من أمثال عرمان وعقار والحلو من تنصيب دولة الجنوب وحركتها الشعبية على رقابنا ومن نحر ديننا وثقافتنا ولغتنا وهُوِيَّتنا ومن احتلال أرضنا وضمِّها إلى دُويلة الجنوب.

الطيب مصطفى
صحيفة الانتباهة [/JUSTIFY]

Exit mobile version