الهندي عز الدين : فرض هيبة الدولة بالجيش والشرطة والأمن .. هو الواجب – الآن – والمفروض

كيف تملك قبيلة مئات السيارات (المسلحة)، من ذوات الدفع الرباعي (تاتشرات)، ويتسنى لها غزو مناطق وديار القبائل الأخرى، والفتك بأرواح مئات الضحايا من النساء والرجال في شمال دارفور، بينما تقف السلطات المركزية وحكومة الولاية تتفرج على شلالات الدماء والدموع؟!!
{ إن فوضى (تجييش) القبائل، وتدليل قياداتها، وتصعيد أبنائها في المناصب الدستورية بنفوذ زعماء (العشائر) و(النظّار) و(الشيوخ)، هو الذي أنتج هذه (المذابح) البشعة المستمرة من (السريف) إلى بطون (مسيرية) جنوب كردفان!!
{ وما الفرق بين ما يحدث في شمال دارفور و(القطاع الغربي) في جنوب كردفان، وما سفحه الجزار “شارون”، والمدعو “إيلي حبيقة” الكتائبي اللبناني، من دماء الأبرياء الفلسطينيين في “صبرا” و”شاتيلا” عام 1982؟!
{ لا فرق في البشاعة ولون الدماء وسقوط مئات الأرامل واليتامى، سوى أن (القتلة) و(المقتولين) في السودان مسلمون!!
{ ماذا تفعل الحكومة.. أين القوات النظامية التي يفترض أنها الحارس (الشرعي) الوحيد لكل الأراضي، والديار؟! لا (عزوة) لقبيلة على أخرى، ولا سطوة لزعيم (قبلي) على آخر، ولا حظوة لهذا على ذاك، إلاّ بمقدار الولاء للوطن، الوفاء للتراب، واحترام القوانين والأعراف وحفظ الأمن والسلام.
{ هؤلاء المعتدون، مهما كان مقدار تاريخ تحالفهم مع السلطة الحاكمة، فإنهم إنما كانوا يؤدون واجبات وطنية، يحمون أرضهم وعرضهم في مواجهة (حركات التمرد) الباغية، ولا يقدمون خدمة لحكومة أو رئيس، وكل هذا لا يبيح لهم أخذ القانون بـ (تاتشراتهم)، ولا فرض الحلول بمدافعهم الرشاشة، وهذا ما يجب أن يدينه أبناؤهم (المتنفذون) هنا في “الخرطوم” قبل الدستوريين من محاسيبهم في الولايات.
{ يجب أن تفرض الدولة هيبتها، وأن تنزع (سلاح القبائل) عاجلاً وغير آجل، ومن أبى فإنه (خارج) و(متمرد)، لا فرق بينه و”عبد الواحد” و”مناوي” و”عرمان” و”عقار” و”الحلو”.
{ لا ينبغي أن تكون هناك (مجاملة) في فرض سلطة الدولة واحترام القانون، ولا كبير عليه، مهما تكابر، أو تحامى بكبار الخرطوم.
{ الأفضل مئة مرة أن تقاتل الحكومة في كل جبهات (الحدود)، من أن ينفرط عقد الأمن داخل المدن والحواضر.
{ بالله عليكم كيف يهرب (المساجين) وتُنهب وتخطف السيارات على مدخل “نيالا”، حاضرة جنوب درافور، أثناء زيارة وزيري (الدفاع) و(الداخلية) لها للاطمئنان على الأوضاع الأمنية وترتيبات (حسم التمرد)؟!!
{ قبل وبعد مؤتمرات الصلح، ينبغي أن تعرف قيادات هذه العشائر (المتفلتة) قوة الدولة وهيبتها بياناً بالعمل، لا كلاماً أملس في الملتقيات، وقبل سنوات أصدر الفريق أول “إبراهيم سليمان” والي شمال دارفور ورئيس (آلية بسط الأمن وهيبة الدولة) في الإقليم، قراراً قضى بحبس الشيخ “موسى هلال” زعيم قبيلة (المحاميد) في سجن بورتسودان.. وقد كان!!
{ ولكن الفريق أول – نفسه – وقف متفرجاً عندما غزت قوات (حركة تحرير السودان) مدينة “الفاشر” وحرقت الطائرات واختطفت اللواء “البشرى” قائد سلاح الجو، وظل الفريق “سليمان” يجرُد (السبحة) ويتأمل في قطيع (الغزلان) المنطلق في باحة منزل (الوالي)، أحد معالم تلك الدار الحكومية من زمن الفريق إلى زمن “عثمان كبر”!!
{ وقال الحاكم ورئيس آلية بسط الأمن وهيبة الدولة غداة (حادث الغزو) في حوار صحفي لجريدة (الرأي العام): (لم أكن مستهدفاً.. كنت أؤدي أورادي كالمعتاد) أو كما قال!!
{ فرض هيبة الدولة بالجيش والشرطة والأمن.. هو الواجب – الآن – والمفروض.. لا (رزيقات).. لا (مسيرية) ولا (شايقية).. ولا (بديرية).. ولا (جعليين).. وكما قال “إبراهيم العبادي” – رحمه الله: (جعلي ودنقلاوي وشايقي إيه فايداني.. غير خلقت خلاف خلت أخوي عاداني..).
{ (يكفي النيل أبونا.. والجنس سوداني).

صحيفة المجهر السياسي

Exit mobile version