التواضع والكبر

التواضع والكبر
اليوم حديثنا شيق لأنه يلمس صفتين مهمتان غاية الأهمية لأنهما مؤثرتان على مجريات تعاملاتنا وتعاطينا مع الآخرين ومحددتان لمصيرنا في الآخرة النجاة أو الهلاك,التواضع والكبر سمات شخصية لابد لنا من التعرف على تأثير كل صفة من هذه الصفات على حيواتناالخاصة والعامة,
قال ابن القيم رحمه الله: “التواضع يتولد من بين العلم بالله سبحانه وتعالى ومعرفة أسمائه وصفاته ونعوت جلاله وتعظيمه ومحبته واجلاله, ومن معرفته بنفسه وتفاصيلها,وعيوب عملها وآفاتها,وهو خلق يبعث على مشاهدة بالغ التقصير من العبد في مقابلة نعم الرب ,فيحصل الانكسار في القلب يجعل صاحبه لا يرى له على أحد فضلا.قال تعالى (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين)وقال تعالى (يأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأت الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون في الله لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم)وقال (واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين)وقال (ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا ان الله لايحب كل مختال فخور)وقال تعالى (وعباد الرحمن الذين يمشون في الأرض مرحا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)وقال (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان الله أوحى الي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد>وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وعن أسامة بن مالك رضي الله عنه قال: كانت الأمة من اماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت>لذلك من أراد الرفعة الحقيقية فعليه بالتواضع,قال ابن مسعود رضي الله عنه
وهو بطر الحق وغمط الناس ,قال تعالى (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وان يروا كل آية لا يؤمنوا بها وان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين) وقال تعال (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين)وقال (ان الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم ان في صدورهم الا كبر ماهم ببالغيه فاستعذ بالله انه هو السميع البصير)وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : والعياذبالله,وقال مسروق رحمه الله: “كفى بالمرء علما أن يخشى الله,وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعلمه”وكفى المتكبرين خزيا وندامة أن يكون زعيمهم ورائدهم ابليس لعنه الله فانه أول المستكبرين, قال تعالى (واذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا الا ابليس أبى واستكبر وكان من الكافرين)اللهم اجعلنا من الموطئين أكنافا ونعوذ بك من الكبر والغرور , اللهم آمين.

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]

Exit mobile version