وعلاقات حسن الجوار والتعايش السلمى، والامتناع عن تأييد أية دولة لمتمردى الدولة الأخرى.
وأكد مبعوث الجامعة العربية ـ فى حوار مع وكالة السودان للأنباء أذاعته يوم السبت ـ حرص الجامعة على الحل الإفريقى للقضايا العالقة بين الخرطوم وجوبا وألا ينتقل الملف إلى مجلس الأمن الدولى.
وقال “إن انتقال الملف إلى مجلس الأمن لن يكون أمر يسيرا بسبب تباين مواقف الدول داخله، وبالتالى الحل ليس بالمجلس بقدر ما هو بيد الطرفين والقوى الداعمة لهما فى النطاقين الأفريقى والعربى”.
وأضاف أن الحوار والمباحثات هو السبيل الأنسب لتلافى التوتر الحالى فى الأوضاع بين البلدين .. معربا عن أمله فى ألا تتصاعد الأوضاع والعودة إلى مربع الحرب. وأكد حليمة حرص الجامعة العربية على تحسين أجواء العلاقات والمباحثات بين الخرطوم وجوبا فيما يتعلق بالقضايا العالقة خاصة تنفيذ اتفاق النفط والترتيبات
الأمنية باعتبار أن الترتيبات الأمنية لا يمكن أن تترك دون تنفيذ، وأعرب عن اعتقاده بأن التوصل لحلول بشأنها أمر ممكن.
وأشار السفير إلى أن هناك بعض القضايا التى لم يتم التوصل إلى اتفاق أو مواقف جوهرية بشأنها مثل مشكلة آبيى والحدود المتنازع عليها ومسألة فك الارتباط ما بين جنوب السودان والحركة الشعبية (قطاع الشمال).
وأعرب عن أمله أن يحدث تقدم فى كل منها لتحقيق الأمن والاستقرار، ولفت إلى دور الجامعة العربية فى دعم الأوضاع الإنسانية بولايتى جنوب كردفان والنيل الأزرق .
وجدد السفير صلاح حليمة مبعوث الجامعة العربية لدى السودان حرص الجامعة على تحقيق السلام فى دارفور، منوها فى هذا الصدد بأن الجامعة نفذت العديد من المشروعات التنموية فى دارفور بتكلفة تجاوزت الـ (30) مليون دولار، مشيرا إلى إسهاماتها الإيجابية فى مرحلة التعافى المبكر تمهيدا لمرحلة التنمية وإعادة
البناء والإعمار فى الإقليم.
وأكد حليمة أن الأوضاع فى ولايات دارفور تشهد تطورا ملحوظا فى المسارات الأمنية والإنسانية والسياسية، مناشدا الدول والمجتمع الدولى حث الحركات الرافضة للسلام وغير الموقعة على وثيقة الدوحة على الانضمام إليها.
وقال “إن الدول والمنظمات لا تتحدث بصوت واحد ولغة واحدة فيما يتعلق بمسيرة السلام فى دارفور، ودعاها لاتخاذ موقف واحد تجاه تشجيع الحركات المسلحة على الانضمام إلى مسيرة السلام والاحتكام لصوت العقل ونبذ العنف” .
وأضاف السفير أن الجامعة العربية كان لها دور متميز جدا فى المحور الإنسانى فى دارفور منذ البداية خاصة فى مرحلة الإغاثة العاجلة، ولكن دورها تعاظم بشكل اكبر فيما يتعلق بمرحلة التعافى المبكر والذى يهدف إلى تشجيع النازحين واللاجئين على العودة طوعا إلى أماكن تواجدهم الأصلية .
وأوضح السفير صلاح حليمة مبعوث الجامعة العربية لدى السودان أن الجامعة انتهجت فى ذلك إقامة مشروعات خاصة بقرى أو مجمعات سكنية تتوافر فيها خدمات أساسية لتوفير سبل كسب العيش بجانب مشروعات خاصة ببناء القدرات.. مشيرا إلى دور بعض الدول فى إنشاء مثل هذه القرى منها قطر والإمارات وليبيا والسعودية ومصر.
وحول ترتيبات انعقاد مؤتمر المانحين لإعمار دارفور المقرر بالدوحة يومى 7 و8 أبريل القادم، قال السفير حليمة “إنها تجرى بصورة جيدة” .. معربا عن أمله فى إسهامات إيجابية من الدول والمجتمع الدولى بدون شروط مسبقة أو أى قيود من جانب الدول التى تشارك فى المؤتمر، وأن يكون إسهامها فاعلا من منطلق أن التنمية هى تنمية إنسانية.
وقال حليمة إن الجامعة العربية كانت أول من بادر لإيجاد تسوية سياسية لمشكلة دارفور، فى إطار المبادرة العربية الأفريقية التى أدارتها دولة قطر والوسيط الأممى المشترك ووصلت فى النهاية إلى توقيع وثيقة الدوحة لسلام دارفور، مجددا دعم الجامعة للوثيقة.
وأشار إلى إيفاء الحكومة السودانية بكثير من الالتزامات التى وردت فى وثيقة الدوحة بجانب إنشاء هياكل السلطة الإقليمية لدارفور.
اليوم السابع