{ قبل أن أهبط من السيارة إلى داخل الفندق، همست في آذان بعض زملائي بأنه فندق (غير محترم) ولا يليق برؤساء تحرير الصحف السودانية، وما دمنا سندفع من (النثرية) الراقدة في جيوبنا فمن الأفضل أن (نتصرف) وننتقل إلى فندق آخر حتى ولو كان بضعف السعر.
{ وقد كان، انقسمت مجموعتنا إلى اثنيتن في (مفاصلة الفنادق)، فآخرون فضلوا (الثلاث نجمات)، بينما اختارت مجموعتنا فندقاً من فصيلة (الخمس نجمات).. أو أقل قليلاً ربما (أربع نجمات ونص)!!
{ رسالتي الأساسية من وراء اختيار مكان الإقامة في أي بلد، والاهتمام (بالمظهر) و(المخبر)، ليس (ترفعاً) ولا (بوباراً)، بل هو احترام واجب لمهنة الصحافة، فلا يمكن أن يصرخ البعض منا كل يوم (نحن نمثل السلطة الرابعة)، بينما تنام هذه (السلطة) في (نجمتين)، خاصة وأن معظم قيادات الصحافة والإعلام في الدول العربية يهتمون جداً بمقر الإقامة ومظهر الضيف، لينتهوا إلى تحديد مكانته (الإعلامية) أو (السياسية) في بلده!!
{ هذه (الدولارات) مخصصة لهذه الرحلة، وأنا أمثل السودان، ولا أريد أن (أمثّل به)، فلماذا أوفرها؟! و(إن شاء الله ما حدش حوش).. كما يقول أشقاؤنا المصريون.
{ مناسبة هذا الحديث عن (الفنادق) أنني اكتشفت (أمس الأول) فقط أن السيد مساعد رئيس الجمهورية السيد “جعفر السيد محمد عثمان الميرغني” يقيم في فندق (ثلاثة نجوم) أو (نجمتين ونص) في الخرطوم!! صحيح أنه بعيد عن فنادق (السوق العربي)، رغم أن فيه الأفخم عن ذوات (الأربع نجمات)، إلاّ أن القضية مثيرة للدهشة ومدعاة للقلق. وعلمنا أن السيد “جعفر” كان يقيم بعد توليه المنصب (السيادي) بالفندق رفيع الفخامة (برج الفاتح) أو (كورنثيا) – بعد مقتل العقيد القذافي وسقوط نظامه البربري – وهو للأمانة والتأريخ فندق لا مثيل له في كثير من العواصم العربية والأفريقية، باستثناء بعض فنادق (الخليج).
{ ويبدو أن مصاريف الإقامة في الفندق باهظ الأسعار، قد أرهقت الرئاسة، وبعدها غادر نجل (مولانا) خارج السودان في (إجازة احتجاجية) لأسباب أخرى، بعضها نعلمه، وبعضها لا نعلمه!!
{ الغريب أن (مولانا) الحسيب النسيب يملك من القصور والفيلات والبيوت ما يمكنه أن يستوعب جميع (مساعدي) رؤساء الدول العربية والافريقية!!
{ وتهيئة جناح رئاسي في (دار أبو جلابية) – مقر إقامة مولانا بالخرطوم بحري – كاف لتجاوز فكرة بيوت الحكومة ومنازل (حي المطار).
{ كيف يقيم مساعد الرئيس في فندق (بجناح) مجاور لجناح حارس مرمى المريخ والمنتخب المصري المثير للجدل “عصام الحضري”. (بالمناسبة الحضري يرتب للهروب نهائياً من المريخ بعد تنحي السيد جمال الوالي عن الرئاسة.. والمعلومة دي ما عارفاها لا إدارة المريخ ولا إعلامو)!!
{ وكيف يقيم مساعد الرئيس الآخر العقيد “عبد الرحمن الصادق” في شقة بالخرطوم (2).. وسراي والده الإمام حدادي مدادي بالملازمين، وقد كان السيد “الصادق” يقيم في “ود نوباوي” والملازمين عندما كان رئيساً لوزراء السودان مترفعاً عن السكن (الحكومي)، كما فعل في (الإنقاذ) “إبراهيم أحمد عمر”، و”نافع علي نافع” و”عيسى بشري”، و”مصطفى عثمان” و”الطيب سيخة” والشهيد “إبراهيم شمس الدين” و”عبد الرحيم حمدي” والدكتور “عبد الوهاب عثمان” وغيرهم.
{ سيدي وزير رئاسة الجمهورية الفريق أول “بكري حسن صالح”.. أرجو التدخل لمعالجة الأمر و(تسكين) مساعدي الرئيس بما يليق (بسيادة) السودان.. مع خالص تحياتي.
صحيفة المجهر السياسي