ونصت السياسات الجديدة للموسم الشتوى على تخفيض تكلفة التمويل التشغيلي بنسبة (70%) تتحملها وزارة المالية، بينما يتحمل المزارع الـ (30%) فقط، والاستمرار فى تخفيض تكلفة التمويل الرأسمالي بنسبة (50%) تتحملها وزارة المالية، ودعم جوال السماد بمبلغ (20) جنيهاً بزيادة (100%) عن العام السابق ويتم توفيرالسماد بواسطة البنك الزراعى، تبلغ كمية سماد اليوريا (90) الف طن وسماد السيوبر فوسفيت (45) الف طن، ودعم الجازولين بمبلغ واحد جنيه للجالون كما فى العام السابق بجانب استمرار البنك الزراعى بتمويل المساحة المقترحة لانتاج التقاوى لموسم 2009م-2010م والبالغة (88) ألف فدان بمبلغ (8) ملايين جنيه، علماً بأن المساحة المقترحة لزراعة القمح تبلغ (1.3) ملايين فدان، ولكن ارتفاع اسعار السماد من البنوك للمزارعين مقارنة بأسعاره العالمية دفع المزارعين الى التلويح بالتوقف عن الزراعة الأمر الذى ادى الى تدخل الحكومة بخفض اسعار السماد من (177) جنيهاً الى (90) جنيهاً للجوال بغرض تشجيع المزارعين على الاقبال لزراعة القمح، الا انه ما زالت هنالك بعض الصعوبات التى تواجه زراعة القمح من بينها عدم توافر تقاوٍ كافية لزراعة المساحات المستهدفة، وعدم توافر التمويل والجازولين، وقطوعات الكهرباء خاصة بالمشاريع المروية الولائية التى تعتمد على الري بالطلمبات الى جانب انخفاض اسعارالقمح فى الاسواق العالمية بنسبة تصل الى (40%).
ويؤكد المهندس عبدالرحيم علي حمد وزير الدولة بوزارة الزراعة والغابات انه تم توفير التمويل العيني للتقاوى المحسنة عبر البنك الزراعى لهذا الموسم التى تبلغ (40) الف طن تكفى لزراعة (800) الف فدان أي حوالى (70%) من المساحة المستهدفة للموسم الشتوى الجديد بـينما لم تتجاوز الـ (10%) فى الموسم السابق، كما يتولى البنك الزراعى توفير تمويل المبيدات وخاصة للحشائش بالتعاون مع الاجهزة المختصة.
واشار الوزير الى انه ستتم زراعة نحو (300) الف فدان قمح بالولاية الشمالية، و(150) الف فدان بنهر النيل، و(90) ألف فدان بالنيل الابيض، (450) ألف فدان بمشروع الجزيرة ، و(10) الآف فدان بمشروع حلفا الزراعي و(4) الآف فدان قمح بمشروع السوكى الزراعى، و(20) الف فدان بمشروع الرهد الزراعى، و(100) الف فدان بولاية الخرطوم، و(8) الآف فدان بمشروع جبل مرة الزراعى، لتبلغ المساحات المستهدف زراعتها نحو (1.13) مليون فدان قمح.
ونوه الوزير الى انه تم وضع الترتيبات اللازمة لتأمين احتياجات الموسم الشتوي القادم من مدخلات الانتاج من السماد، ودعم الجازولين بمبلغ واحد جنيه للجالون حيث تقدر الكمية المطلوبة من الجازولين بـ (17.9) ملايين جالون جازولين الى جانب توفير(38755) بالة خيش لحصاد محصول القمح ووضع الترتيبات اللازمة لتوفير الاحتياجات المطلوبة من الآليات والمعدات الزراعية لمساحة القمح المستهدفة من جرارات ومحاريث ودساكٍ وبذور وتقاوٍ محسنة.
وتوقع الوزير ان يسهم قرار تخفيض اسعارالقمح فى تشجيع المزارعين للإقبال على زراعة محصول القمح وانجاح الموسم الشتوي مبيناً فى هذا الصدد ان استخدام السماد يزيد الانتاجية بنسبة (30%) وعدمه يخفض الانتاجية بنسبة (40%) لذلك نتوقع ان يقبل المزارعون على زراعة القمح.
واشار الوزير الى بدء زراعة القمح فى مشاريع الجزيرة وحلفا والرهد ونهر النيل والشمالية الامر الذى يعزز من التوقعات بزراعة المساحات المستهدفة التى تفوق المليون فدان.
لكن غريق كمبال نائب رئيس اتحاد مزارعي السودان أكد اكتمال تحضيرات (600) ألف فدان قمح حتى الآن، متوقعاً ان يشجع خفض اسعار السماد المزارعين على زراعة القمح خاصة وان السماد يزيد الانتاجة ويخفض التكلفة .
وأضاف فى حديثه لـ (الرأي العام): اذا لم تزرع المساحات المستهدفة بالقمح فان الـ (600) الف فدان التى تم تحضيرها ستزرع.
وقلل غريق من تأثير انخفاض أسعار القمح فى الاسواق العالمية على الاستعدادات للموسم الشتوى والتوسع فى زراعة القمح واصفاً انخفاض اسعار القمح بأنه غير مبرر خاصة وان الانتاج الجديد لم يدخل حتى الآن متوقعاً ان ترتفع الاسعار مع بداية الحصاد فى مارس من العام القادم.
وعضد احمد البدوى وزير الزراعة بالولاية الشمالية من القول بأن انخفاض اسعار القمح عالمياً لن يؤثر الاقبال على زراعته واصفاً الانخفاض فى الاسعار بأنه غير مبرر ومحاولة لهزيمة المزارعين والتأثير عليهم، وتابع: السعر من الناحية الاقتصادية مجزٍ تماماً للمزارعين السودانيين حتى اذا انخفضت الاسعار الى (100) للجوال مقارنة بـ (120) جنيهاً العام الماضى.
ونفى البدوى فى حديثه لـ (الرأي العام ) وجود صعوبات تواجه زراعة القمح بالشمالية هذا الموسم سواء توفير المدخلات او التقاوى او الجازولين، لكنه عاد وقال ان وزارته وفرت تقاوٍ تعادل (50%) من المساحة المستهدفة والبالغة (300) الف فدان قمح، بينما سيوفر المزارعون التقاوى لبقية المساحة مبيناً انه سيتم توزيع الجازولين على ثلاث جرعات للمزارعين بداية بالجرعة الاولى التى تقدربـ (8) جوالين للفدان تكفي لريه مرتين، بينما ستقوم لجنة فنية باجراء مسح للمساحات المزروعة للتأكد من ان المزارعين الذين تسلموا الجازولين قاموا بتوظيفه فى الزراعة ولم يتم تسريبه للسوق تمهيداً للبدء فى صرف الجرعات المتبقية من الجازولين.
سنهوري عيسى :الراي العام [/ALIGN]