تصور كيف يكون الحال عندما يكون رئيس الجمهورية من ناس ديل ..!!

[JUSTIFY]قبل «25» عامًا تقريبًا، كنت أستمع إلى محاضرة قيِّمة يتحدَّث فيها العلامة البروفيسور علي شمو الخبير الإعلامي المعروف في محاضرة بجامعة أم درمان الإسلامية مرة، ومرة أخرى من خلال التلفزيون كانت مبثوثة من إحدى دول الخليج، والمحاضرتان تتحدثان عن الغزو الفكري والاستلاب الثقافي، وتأثيرات القنوات الفضائية…

كان حديث البروفيسور شمو يدفع بتطمينات كبيرة ويقلل من فرط تأثير هذه القنوات على مستقبل الشباب…. الآن بعد عقدين ونيف من الزمان نشاهد من بين الجيل الحالي شباب «دايش» يُساق كالقطيع، ويتصرف تصرُّف الذي ألغى عقله ووضعه جانبًا، يقضي جل وقته في مقاهي الإنترنت، والبحث عن المواقع الإباحية، ومشاهدة الأفلام الموجهة لإلغاء العقول والإثارة وتهيئة العواطف وتجهيزها للتفاعل مع ما هو آتٍ، شباب يفعل كل ما هو غريب، ويتصرف دون أدنى مسؤولية، ونتيجة لذلك انفجرت قضايا اجتماعية غاية في الخطورة، ولست بحاجة هنا إلى التذكير بانتشار ظاهرة المخدرات في أوساط شباب الجامعات، والزواج العرفي، و«الحواتة» الذين بدوا لنا كجزيرة معزولة لا نعرف عنها شيئًا ولا نجد تفسيرًا منطقيًا لتصرفاتها…

مؤسساتنا التربوية كلها من البيت والمدارس إلى الجامعات والأحزاب ونحوها تخلت عن دورها التربوي وأوكلته للقنوات الفضائية، فكانت النتيجة الحتمية هذا النوع من الجيل ولا أقول إن كل أبناء هذا الجيل مسخ مشوه… الخطر القادم أن هذا الجيل بعد «20» عامًا سيكون منه رئيس الجمهورية ومساعدوه ومستشاروه وزراء الحكومة ورئيس برلمانها، وقادة المعارضة والأحزاب.. نعم هذا الجيل الحالي هو الذي سيتربع على مؤسسات الحكم ومؤسسات التخطيط لمستقبل البلاد وهو الذي يتولى رعاية الجيل القادم ورسم رؤى مستقبله، هذا الجيل من مدمني المخدرات، ومشاهدة المواقع الإباحية وبعض المثليين، ودعاة الزواج العرفي، و«الدائشين» من الذين ألغوا عقولهم اختياريًا سيكون الكثيرون منهم هم قادة البلاد والمخططون لمستقبلها.. هذه هي الحقيقة التي لا مراء فيها ولا جدال.. تصور كيف يكون الحال عندما يكون رئيس الجمهورية من ناس ديل… واآآآآآآ أسفاي، ثم واآآآآآآأسفاي….

صحيفة الإنتباهة
أحمد يوسف التاي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version