وكذلك ما يثير الشفقة على مسؤولي بلادي الذين أصبح بعضهم (ملطشة)؛ خاصة عندما يتعلق الأمر بزياراتهم الخارجية لدول العالم الأول فنجد أخبارا عن امتناع (سادة) تلك الدول عن مقابلتهم مما يجعل المرء يرثى لحال ذلك المسؤول الذي تكبد مشاق السفر ووعثائه ثم عاد (بخفي حنين) دون أن يستقبله أحد، ولا حتى من باب (لاقيني وما تغديني) أي قابلني بشكل جيد وليس مهما أن تقوم بكرم ضيافتي وتقديم وجبة الغداء!!
في الآونة الأخيرة؛ وخاصة في مسارات علاقة السودان بالولايات المتحدة الأمريكية أصبحت الأمور تسير على نسق وسياسة ( نحييك مابتحيينا) كما تغنت البلابل، ولم يعد المسؤول السوداني يسكت عن حقه في ذلك و( يقطعها في مصارينه) بل صار يرد الصاع صاعين على طريقة (مابنمشي لي ناس مابجونا) وإن جاؤونا فلن نستقبلهم إذ أنهم تجاهلونا في بلادهم عندما زرناهم في وقت سابق!!
هكذا أصبحت تدار السياسة الخارجية على ما أظن إلا أن حديث المصدر الذي تحدث لصحيفة (الشرق الأوسط) استوقفني كثيرا؛ حيث قال ذلك المصدر ردا على عدم تعامل الأمريكان بشكل جيد مع المسؤولين السودانيين وعدم مقابلتهم في واشنطون (إن الخرطوم تريد إرسال رسالة للرئيس أوباما فحواها عدم جدوى وجود مبعوثين إلى السودان؛ ما دامت هي تضع البشير في قائمة المحظور مقابلتهم. وأضافت المصادر أن «الخرطوم تؤكد أن البشير هو من يقبض بكل الملفات، وبكل الأمور ولا دخول إلى السودان إلا عبر بوابته)!!
جاءت تلك التصريحات للمسؤول الذي لم يذكر اسمه عقب ما أسمته المصادر (فشل مبعوث الرئيس الأميركي إلى الخرطوم برينسون ليمان في لقاء أي مسؤول سوداني، في خطوة تعكس رغبة السودان في الرد على واشنطن التي تفادى مسؤولوها مقابلة الرئيس البشير بحجة ملاحقته من قبل المحكمة الجنائية الدولية في جرائم حرب!!
ورغم حديث الأستاذ العبيد مروح، وشبه نفيه لتعمد المسؤولين السودانيين عدم لقاء المبعوث الأمريكي برينسون ليمان وانشغالهم بأمور سيادية أخرى فحسب. إلا أن المشهد يظل هزليا إذ أن مثل هذه اللقاءات من المفترض انها تخضع لمعايير برتوكولية محددة ومصالح دول وليس (مجاملات) بعض الأصدقاء ليكون الأمر (زعلان منك ومابقابلك في الخرطوم عشان طنشتني في واشنطون لمن جيتكم اليوم داك)!!
ورسالة المصادر التي أرادت أن تبعث بها للرئيس الأمريكي اوباما وفحواها المتلخصة في أن الرئيس البشير ممسك بكل الملفات، ومتحكم في كل الأمور بالبلاد، أمر مفروغ منه باعتبار أن وظيفة سيادته هي (رئيس الجمهورية) ولكن أظن أن المصدر أو ربما الزميل الصحفي قد زاد الأمر (حبة محلبية) عندما قال (ولا دخول إلى السودان إلا عبر بوابته) وبما أن الضمير يرجع للرئيس البشير وليس السودان فيمكن أن نقول لقائل العبارة أيا كان (ما تبالغ شديد) !!
و
دستور يا خواجة !!
نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/7/31
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]