وفي سابقة تعد الأولى من نوعها، افتتح في شرق الصين مقهى جديدا، يتيح لرواده التعبير عن حزنهم بالبكاء، مع تقديم أفضل المشروبات للزبائن الذين يأتون للبكاء.
ويوفر المقهى للزبائن، المناديل، وزيت النعناع لتخفيف آلامهم، كما يقدم البصل والفلفل الأحمر لمساعدة الذين يرغبون في ذرف الدموع.
ويعزف المقهى الموسيقي الحزينة تجاوباً مع مشاعر الرواد، ولإضفاء جو من الحزن على المكان، ويذكر أنه حقق نجاحاً كبيراً منذ إنشائه، ويجتذب أعداداً كبيرة من الزوار والمكتئبين يومياً.
ألا يوافقني البعض في أننا في حاجة ماسة لمثل هذا المقهى… ونحن شعب (مغبون) ودواخله مليئة بالأوجاع… نتنهد عجزا ونشكو عوزا… وثمة آلاف الأسباب التي تستدعي البكاء في كل لحظة… والكثير الذي تعاني أغواره ألما قديما (وقاعد على الهبشة) ومن منا لا يبكي في يومه فالبكاء ليس ضروريا أن يكون التعبير عنه دموعا فهنالك بكاء بالصمت وبكاء بالشكوى وبكاء بالعجز والظروف أصبحت سياطها تضرب قسوةً على الظهر دون رحمة ودون شفقة وهي التي سرقت ملامح الوجوه ونهبت شبابها ورونقها وجعلت الابتسامة تعتذر غيابا… فكم آهة وكم أنين تحبسه الضلوع سرا وتبوح به العيون جهرا.. أن صمتت الكلمات صبرا أو أفصح الحال غصبا وعنوة… لكنه زمن البكاء.
والصين دولة صديقة لها كثير من الاستثمارات في السودان ومشروع مقاهي البكاء بالتأكيد سيكون الاستثمار الأنجح على الإطلاق… فهي فتحت في قطرها وجغرافيتها مقهى واحدا ونحن نحتاج إلى عشرات المقاهي في العاصمة القومية والولايات فالبكاء حالة تفريغ لشحنات متراكمة ونحن دواخلنا فيها جميع أنواع الشحنات قديمها وحديثها… والبكاء حالة وقاية من أمراض مستعصية ونحن لا نريد أن نكون ضحيتها.. نعلم أنه طلب غريب ولكننا في حاجة للدموع… التي لا تحتاج إلى (فلفل حار) وبصل ولا غيره من (مدرات) الدموع نحن فقط نحتاج إلى مقهى ولا بأس من الموسيقى التي تضفي حزنا إضافيا على المكان… أما المناديل أيضا لا نحتاجها فدموعنا عندما تنهمر تذوب جميع (مناديل الورق)… ومِن الآن فصاعدا أعزائنا وأخوتنا ورفاق دربنا في الصين نحن لا نحتاج مزيدا من ضخ البترول ولا جديدا في الاستثمارات الحديثة الأخرى جميعها لم تفيدنا بشيء نحن نريد مثل هذه المقاهي… فقط ننتظر التنفيذ!!.
صحيفة المشهد الآن
صباح محمد الحسن