لكن الأدهى أن تطلع انت نفسك (عندك قرين)، ناهيك عن شريحتك البتشبه شريحة زول تاني ما عارف إنو في زول تاني بيشبهو..!
ذات نهار كادت الملابس تذوب على الأجساد من فرط الحرارة، كنت أقف على ساق واحدة في إنتظار المواصلات بسوق سعد قشرة، فيما إنشغل باطن قدمي الآخر بمسح العرق من (الجزمة) اليسرى التي كانت أضيق قليلاً من اليمنى..!
من شدة سخانة اليوم داك، كانت بائعات التسالي والفول قد أخفين رؤوسهن بين صدورهن ووضعن بقايا كرتونة بائسة أعلى الرقبة، لعلّ أشعة الشمس تطفش بعيداً عنهن، فيما جلست بعض طالبات مدارس الشعب في (لستك لوري)، زرعه صاحبه إتقاء شر السيارات الضالة من إلتهام (ركن بيتو).
وأنا في إنتظار أية وسيلة مواصلات تقلني من هذا الجحيم، توقفت أمامي حافلة لم يكن فيها مكان لنسمة هواء، أو قدرة للتفريق بين الذكر والأنثى من الركّاب.
أشحت ببصري منها بعيداً وأنا قنعان، قبل أن يمد أحد ركاب المقاعد الأخيرة يده من الشباك المكسور (وجدان قزازو)، ويمسك بكتفي وهو يصرخ:
ــ وين يا طارق إنت ياخي؟!
ثم فاجأني الرجل الذي كان يتحدث بسرعة 120 كيلومتراً في الثانية، انه عاد قبل يومين من ليبيا وان الجماعة (قاعدين يسلّمو عليك)..!
حين إهتزت حافلة الركاب إيذاناً بالرحيل، دسّ الرجل في جيبي خطاباً وهو يقول:
ــ الجواب ده لازم توديهو لي جماعة فيصل في السلمة، ضروري جداً يا طارق.
مع آخر كلمة قالها الرجل، كانت الحافلة قد غابت في كومة من دخان أسود سال من مؤخرتها.
أخرجت الجواب الذي كان مبتلاً من العرق ونظرت فيه، ثمّ لاحقت ببصري حافلة الركاب وأنا أشتم في سري ذلك الراكب (العوير) الذي هيأت له السخانة الشديدة بأنني (طارق صاحبو).
بعد أن قذفت بالخطاب بعيداً في ركن غرفتي بين كومة من الأوراق، نسيت الأمر تماماً حتى كان ذلك اليوم الذي فتحت فيه الرسالة بمساعدة من (فأر أوراق) مخضرم أكل نصفه، لأجد ان محتوى الخطاب، ورقة طلاق بعثه (زول إسمو فيصل) لزوجته..!
وبما أنه بطرفي الآن ورقة طلاق، وليس لديّ زوجة تستحق الطلاق، فمن يأنس في نفسه الكفاءة يمكنه إستلاف الورقة مني.
يطلق بيها ويجيب الورقة راجعة، علّ وعسى.!
آخر الحكي – صحيفة حكايات
[email]wagddi@hotmail.com[/email]