أنت جنوبي عار عليك ألا تموت,عار عليك إلا يسفك دمك وتزهق روحك ويتناثر جسدك بسبب أو دون سبب, فما يهم هو موتك ورقص من يقتلك على جثتك ليرضي أسيادة ويطرب قادته بنوح أمك وعويل زوجتك وأنين أطفالك ويغتسل بدموع أهلك وذويك وكل من سيفتقدك, لانك مصنف في قائمة المخربين والمفسدين الذين يقلقون سكينة الوطن ويرعبون الأسياد في مخادعهم..
أنت جنوبي تحمل حلمك بين ثناياك وتتوق لأن تتحرر وتستعيد دولتك وتتخلص من القيود التي تكبلك إذن لا تنطق ببنت شفة ولا تحاول أن تقاوم من يعترضك فقط أذعن لهم وهبهم روحك وجسدك وإن سفكوا دمك فلا تبتئس وهدر دمك واجب كما تقول سياستهم التي تحاول أن تثبطك وتحبطك وتثنيك عن مواصلة مشوارك وحلمك الغض النحيل..
لانك جنوبي فأنت مرمى هدف القناصة وأنت متنفسهم وأنت حقل تجارب لأفعال العدائية ونزعتهم الوحشية وسياستهم الدموية التي تجد فيك غاية وهدف وضالة لتشبع من دمك وجسدك نهمها الوحشي الهمجي اللأنساني,وفيك يجد القاتل راحة ولذة لن يجدها في أي إنسان آخر,ولا فرق عنده بين طفل وشاب, وامرأة ورجل وشيخ مسن فما يهم هو أن تجري في أوردتك دماؤك الجنوبية..
أنت جنوبي تبحث عن هوية, عن وطن, عن ثروة , إذن سر في طريقك ولكن بصمت فالعالم لا يسمعك لا يفقه لغتك ولا يهمه حلمك لا يكترث بدمائك التي تسيل وبأرواح أخوانك التي تزهق وبمنازلك التي تهدم وبربيعات أطفالك التي تتهاوى..
أنت اخترت أن تموت واخترت أن تقف في وجه آلة الحرب فلتتحمل كل هذا,أنت كما يقولون صوت نشاز يجب أن يخرس,وجسد متعفن يجب أن يسحق,وناكر للجميل ورافض للنعمة ويجب أن تؤدب فالوحدة أتتك بالخير الوفير والنعيم المقيم وأنت اليوم تتنكر لذلك وتحارب أسياد نعمتك..
هم لا يحفلون بك ستقتل أنت وغيرك ولن تهتز لهم “شعرة” ولن يتحرك فيهم ضمير ولن يصحوا فيهم إنسان, هم يريدون أن يبيدون كل جنوبي, يريدون أن يلجموا أفواهكم ويفقئوا أعينكم حتى لا تقلق ثورتكم سكونهم وتقض مضاجعهم وتبطل كل ألاعيبهم..
فهـد علي البرشاء – كاتب يمني جنوبي.