[ALIGN=JUSTIFY]حوار/ مصطفى أبو العزائم النقب الغربي/ آخر لحظة / إتصال هاتفي -جزء أول من الحوار: وعندما تحادثت مع الطرف الآخر عرفني بأنه سوداني يبلغ من العمر (32) سنة وهو من مدينة نيالا في دارفور، وأنه يعاني من الأسر منذ أربعة أعوام ونصف وإنه سعى منذ وقت طويل ليحصل على رقم هاتفي الجوال، معبراً عن رغبته في أن اكتب عن قضيته وأتبناه افي الصحيفة مثلما فعلنا في قضية مصور قناة الجزيرة الأشهر الأستاذ سامي الحاج الذي كان معتقلاً في سجن غوانتنامو الرهيب حتى تم إطلاق سراحه.. وكان محدثي يظن بي خيراً ويرى أن ما اكتبه يؤثر كثيراً على الرأي العام في السودان، وأسأل الله أن يجعلني عند حسن ظنه. فهمت الأمر من خلال المحادثة التي إستمرت إلى ما بعد السادسة والنصف بخمس دقائق، وأستاذنت محدثي الأسير السوداني في السجون الإسرائيلية الطيب حسن سليمان إبراهيم في أن أنقل تفاصيل ما جرى من حديث بيني وبينه إلى قراء ( آخر لحظة) كما هو إذ أنني كنت أدون ما نتبادله من حديث في الورق أمامي، وقد رحب مشكوراً بذلك.. وهاهو الحوار: عليكم السلام.. مرحباً وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. يا أستاذ أنت لا تعرفني وأرجو ألا تفاجأ أو تندهش ، أنا أتحدث إليك الآن من سجن النقب الغربي في إسرائيل، واسمي الطيب حسن سليمان إبراهيم، أنا من أبناء مدينة نيالا عمري (32) سنة وتم سجني منذ أربع سنوات ونصف. كيف إستطعت أن تتحدث إلي وأنت في السجن، وكيف حصلت على رقم هاتفي ؟ لدينا في السجن تلفون يتحدث من خلاله السجناء والأسرى مع أهلهم، أما عن حصولي على رقم هاتفك فقد عرفته من بعض أقاربي في السودان بعضهم يعيش داخل السودان وبعضهم خارجه. عفواً يا أخ الطيب.. أنا لا أستطيع إستيعاب إنك مسجون وتتحدث إلي بالتلفون. أنا أسير أكثر من كوني مسجون رغم أنني أعاني مرارة السجن منذ أربعة أعوام ونصف، أنا لم يصدر بحقي أي حكم بالسجن. إذن ما هي القصة؟ هل أبدأ لك من البداية؟ يستحسن ذلك.. قبل بداية القصة كان يجب علي أن أخبرك بأنني سعيت للحصول على تلفونك وأنا داخل الأراضي المحتلة لأنني أعرف أثر ما تكتبه وأعرف أثر صحيفتك ، لأنني أبحث عن وسيلة أخاطب بها المجتمع الدولي للبحث لي عن مخرج حتى أعود إلى وطني.. أنا مسجون منذ أربعة أعوام ونصف ظلماً، وأنا أعرف الدور الذي لعبته صحيفتكم في تبني حملة لأطلاق سراح سامي الحاج والمعتقلين السودانيين في غوانتنامو. طيب.. كيف تم إعتقالك.. هل ( تسللت) إلى إسرائيل ودخلتها طوعاً؟ هذه قصة طويلة.. نسمعها ولو بإختصار كان لدي إتصالات مع الإسرائيليين في البداية لأنني كنت أعمل في مجال السياحة بشبه جزيرة سينا المصرية.. وحدث أن طلب مني بعض الإسرائيليين أن أعمل على ترغيب بعض السودانيين الذين لجأوا لمصر للدخول إلى إسرائيل خاصة عندما عرفوا أنني من دارفور. هل إتفقت معهم؟ أنا عايزك تعرف ( حاجة مهمة جداً) هي إني خرجت من السودان أبحث عن العمل وأنا خارج دائرة العمل السياسي وليس لدي إي إتجاهات أو إنتماءات سياسية أو فكرية. هل معنى هذا إنك رفضت العرض الإسرائيلي؟ سبق أن ذكرت لكن أنه كانت لهم إتصالات مباشرة معي، وقد وثقت فيهم ودخلت إسرائيل بحثاً عن عمل أفضل.. ثم حدث ما حدث. غداً نواصل [/ALIGN]