اوباما يفضل أسلوبا يتسم بالفعالية والتروي

?m=02&d=20081106&t=2&i=6688736&w=450&r=2008 11 06T084628Z 01 ACAE4A50ODJ00 RTROPTP 0 OEGWD US ELEX SG6[ALIGN=JUSTIFY]شيكاجو (رويترز) – سيجلب باراك اوباما أسلوبا أكثر حذرا وترويا الى البيت الابيض يختلف عن ميل الرئيس جورج بوش الى الاعتماد بدرجة أكبر على غريزته.

وسطر المرشح الديمقراطي صفحة في التاريخ يوم الثلاثاء عندما أصبح أول رئيس اسود منتخب للولايات المتحدة الامريكية وقد نجح في هذا على الرغم من جهود منافسه الجمهوري جون مكين تسليط الضوء على افتقار السيرة المهنية لاوباما الى خبرة تنفيذية.

لكن حتى منتقدي سناتور ايلينوي (47 عاما) يعزون اليه الفضل في ادارة حملة شديدة الفعالية اتسمت بالنظام والتنظيم الجيد وشحذتها معركته الطويلة ضد هيلاري كلينتون من أجل الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة. وتوفر العملية السياسية فهما للطريقة التي سيحكم بها اوباما حين يتولى سدة الرئاسة في 20 يناير كانون الثاني وسط أزمة اقتصادية وحربين في العراق وافغانستان.

ومن بين الصفات التي ضخم مساعدوه من شأنها باعجاب خلال الحملة سلوكه الهاديء الذي دفع فريق العاملين معه الى أن يطلقوا عليه اسم “اوباما بلا دراما.”

ويقول أعضاء بفريقه انهم نادرا ان لم يكن أبدا ما سمعوه يرفع صوته غير أن له أساليب في اظهار عدم رضاه عن قرار ما.

وقال ديفيد اكسيلرود كبير واضعي الاستراتيجيات بحملة اوباما “أسلوبه في الادارة هو اختيار أشخاص يثق بهم ومنحهم الكثير من السلطات وتحميلهم المسؤولية… يريد أن يعلم ما هي الخطط لتنفيذ هذه الاهداف ومحاسبة المرء على هذا.”

واكسيلرود الذي يشتهر ببراعته في صياغة الرسائل السياسية واحد من حفنة من كبار المساعدين الذين وضع اوباما ثقته فيهم.

ومن بين أعضاء هذه الدائرة من المساعدين ديفيد بلاوف مدير حملة اوباما شديد التنظيم الذي راقب انفاق الحملة بحماس وفاليري جاريت وهي محامية وسيدة أعمال منغمسة في الحياة السياسية في شيكاجو.

وعند حاجته للمشورة بشأن العلاقات مع الصحافة يلجأ اوباما لروبرت جيبز الجنوبي قوي الشكيمة الذي يتسم بأسلوب مهذب والذي فرض سيطرة محكمة على وصول وسائل الاعلام للمرشح.

ومن المرجح أن يلعب كثيرون من هؤلاء المستشارين أدوارا بارزة في ادارة اوباما. ويقال ان جيبز سيصبح السكرتير الصحفي للبيت الابيض فيما يبحث اكسيلرود شغل منصب أحد كبار المستشارين لكنه لم يقرر بعد ما اذا كان سينتقل الى واشنطن.

ويشترك اوباما مع بوش الجمهوري الذي تولى الرئاسة لولايتين في صفتين هما دقة المواعيد والالتزام بالحفاظ على اللياقة البدنية. ويذهب سناتور ايلينوي الى صالة الالعاب الرياضية كل صباح حتى في اكثر اللحظات انشغالا من الحملة. وينظر الى ثبات اوباما على أنه أفاد في تحويل دفة الانتخابات لصالحه حين تفجرت الازمة المالية في منتصف سبتمبر ايلول.

واتسم رد فعل مكين بايماءات مبالغ فيها مثل التعهد بتعليق حملته لمساعدة الكونجرس على التفاوض من أجل الأموال اللازمة لخطة للانقاذ المالي ونادى باقالة رئيس لجنة السندات والصرف.

على النقيض أجرى اوباما مكالمات جماعية سرا مع خبراء مثل بول فولكر رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي السابق ووزير الخزانة السابق لورانس سومرز والمستثمر وورين بافيت بينما كان يتابع أحداث السوق على جهاز البلاكبيري الخاص به.

وركز حديثه في الايام القليلة الاولى من الازمة على القاء اللوم على ادارة بوش لاسلوبها الفضفاض في التنظيم ومحاولة الربط بين مكين وسياسات بوش. وجازف باحتمال أن يجسده مكين في صورة الشخص المتردد بأن ألغى خططا لكشف النقاب عن اقتراحه الخاص بسوق العقارات وفضل الوقوف وراء دعوة وزير الخزانة هنري بولسون لوضع خطة للانقاذ قيمتها 700 مليار دولار.

ويتسم منهج اوباما في السياسة الخارجية بقدر مشابه من الحذر.

ولتقييم قضايا مثل الازمة النووية الايرانية يتحدث اوباما مع أشخاص مثل جيمس ستاينبرج المساعد السابق للرئيس بيل كلينتون ودينيس روس المفاوض السابق بعملية السلام بالشرق الاوسط وعضو مجلس الشيوخ السابق سام نان الذي يعتبر واحدا من أفضل خبراء السياسة الخارجية بالحزب الديمقراطي.

كما يطلب المساعدة من اعضاء بفريق العاملين معه مثل مارك ليبيرت جندي الاحتياط بالبحرية الذي خدم لسبعة اشهر في العراق.

ويداعب البعض سؤال بشأن ما اذا كان اوباما سيحكم من المنظور الوسطي الذي أكده خلال الحملة او ما اذا كانت الاغلبية الديمقراطية بالكونجرس التي اكتسبت قوة قد تجعله يميل نحو سياسات اكثر ليبرالية.

ووصف ليو ريبوفو استاذ التاريخ بجامعة جورج واشنطن اوباما بأنه سياسي “عميق التفكير ومتأمل” وقال ان منهجه في الحكم واعد.

لكنه استطرد قائلا ان وعود اوباما النبيلة بمحاولة تجاوز الانقسامات السياسية في الغالب ستصطدم بحقائق قاسية.

وتابع أن “اوباما سيجد مثل كل من في البيت الابيض أنه يواجه معارضة قوية وربما حتى شرسة وبالتالي سيكون عليه أن يقرر كيف يتصرف حين يواجه معارضة لا تلين.”[/ALIGN]

Exit mobile version