إسحق احمد فضل الله .. بالقاضية أو بقطع الأنفاس

[JUSTIFY]والحيرة تجعل السفارات تصرخ بأن عبد الناصر كان هو الوحيد الذي لا يشعر بوجود معركة هائلة تدور حول.. خلافته.
> السوفيت.. وفي زيارة لعبد الناصر إلى موسكو كانوا يدخلون حمام عبد الناصر ويحصلون على قطرة من بوله.. والقطرة تقول إن عبد الناصر يموت وموسكو تطلق الحرب بحثاً عن خليفة و…
> والسفارات في الخرطوم تصرخ بأن الفرق الآن هو أن البشير يبتعد وهو «نصيح».. وأن معركة الخلافة ليست سرية وأن البديل هو علي عثمان إن هو نجح في نيفاشا يديرها الآن وأن القيادة الجماعية هي الرئيس الحقيقي إن جاء الوطني برئيس آخر.. وأن الجماعية هذه ما يجعلها بعيدةً جداً هو أن نزاعاً مؤلماً ينطلق الآن.. وأن الجماعية هذه ما يجعلها قريبة جداً هو أن الإسلاميين يخرجون على الناس بأغرب الأشياء.

> والمجاهدون ينغمسون في نزاع يبلغ الطلاق مع الدولة الشهرين الماضيين.. لكن المجاهدين هؤلاء هم ذاتهم من ينطلقون أمس إلى هجليج.. كتائب تشبه أيام التسعينات «وقالوا إنهم ينتظرون خروج أبي محجن من السجن»
> والمشهد يصبح نموذجاً لما يمكن أن يأتي به نزاع الإسلاميين.

«2»
> لكن نزاع جهات أخرى تمتد ظلاله طويلة.. وميدان الخليفة أيام المولد.. وميدان بورتسودان أيام رأس السنة وميدان المطار أيام جنازة محمود عبد العزيز تصبح وجوهاً للحوار
> وفي ميدان المولد تحمحم خيول أنصار السنة من هنا وخيول الصوفية من هناك والاشتباك يقترب.
> والأيام ذاتها كانت العيون في بورتسودان تجد أن حشداً هناك من الشباب يجمع لأول مرة.
> والحشد ما فيه هو أنه حشد من أطراف السودان.. وأنه يتميز بأنه شيء يجعل حلقك يقفز ويهبط وأن أموالاً كثيفة بذلتها جهة ما لجلب الحشد هذا.. ولصنع المشهد هذا.. المشهد الذي يحمل العري المرسوم.

> و.. لماذا؟!
> مثلها العيون التي تتبع جنازة محمود عبد العزيز وجنون شباب يحطمون المطار.. تجد أن الكثير ممن حطموا المطار لم يسمع أحدهم أغنية لمحمود عبدالعزيز.. ولا هو.. رآه يوماً… و…
> وإن الجهة التي تحشد شباب احتفال بورتسودان هي ما يحشد شباب جنازة محمود عبد العزيز.

«3»
> لكن مسرحاً آخر يجذب العيون
> والسودان الذي يسجل نجاحاً جيداً في ترميم الجسور مع الجيران يُفاجأ بشيء في إريتريا

> وصفحات كتاب الأحداث تقود السودان إلى شيء يشبه عام «1995م»
> منتصف التسعينيات حين تقدم الخرطوم استقبالاً جيداً للرئيس الإيراني تفاجأ بإعلام طهران الرسمي يقول إن السودان يبايع الثورة الشيعية.
> والخرطوم التي لا هي تستطيع أن تعلن رفضاً عنيفاً ولا هي تستطيع السكوت تقوم بشيء نصفه بأن «الخرطوم احتفظت بالمغني الإيراني على شاشة التلفزيون .. لكن دون صوت».
> وإريتريا وإيران كلاهما يحشر الخرطوم في زاوية الآن تضطرها إلى رد مماثل..
> والخرطوم تجد أن إسرائيل وإيران كلٌّ منهما ينصب سوقاً سياسية «حارة» في اليمن الجنوبي وإريتريا.

> وأن كليهما يصوِّب مدفعيته شمالاً وشرقًا «إلى الخليج والسعودية»
> وأن السودان لا يرغب في أن يكون طرفاً في المعركة هذه.
> ولا هو يرغب في أن يكون طرفاً في معركة إريتريا.

> ولا هو يرغب في أن يكون طرفاً في مشاحنات إريتريا/ إثيوبيا/
> ولا هو يرغب في «يرموك» ليس مستعداً لها.
> ولا… ولا…
> ومعارك داخلية إذن وأخرى هناك كلها تطارد السودان.. والسودان يريد أن يكسب المعركة «بقطع أنفاس العدو».
> ونقص ما يمكن أن يقال.

صحيفة الإنتباهة [/JUSTIFY]

Exit mobile version