يقول بروفيسور محمد أحمد حسن الطيب المدير العام لهيئة الطاقة الذرية السودانية إن مشروع الاستفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية قد كونت له لجنة قومية، وأعدت وثيقة تهدف للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بغرض الاستفادة منها في توليد الطاقة الكهربائية بحلول العام 2015م للحاجة الملحة لتلك الطاقة وذلك لعدم كفاية الموارد المائية وتغطيتها لكل الاحتياجات الضرورية بالسودان. وقال إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبلت بتنفيذ المشروع عبر التمويل المشترك بينها والسودان مشيراً الى أن القاعدة العلمية قد أثبتت أن البلد محتاجة للدخول في هذا المجال الحيوي والمهم، وذلك لأن الطاقة النووية معروف عنها أنها طاقة رخيصة وطاقة نظيفة وصديقة للبيئة وأنها ترفع مستوى البلد العلمي. موضحاً أن هذا المجال سلمي تماماً ومعترف به عالمياً ويشير الى أن الطاقة الذرية الآن مستخدمة في أجزاء من المستشفيات بغرض العلاج، وأنه مستخدم أيضاً في أنابيب البترول وفي الصناعة عامة. ويذهب الطيب الى أن الدولة إذا وفرت ميزانية معتبرة لهذا المشروع من الممكن أن نقول إننا بحلول العالم 2015م سيكون لدينا مفاعل للقوة. ويضيف: كان هذا المشروع إنتاجياً وتنموياً وله أثره المباشر على المواطن واستفادة الطلاب منه في برامج التدريب بالجامعات، وقال إن توليد الكهرباء عبر المفاعل النووي أصبح من متطلبات العصر وأن هناك (443) مفاعلاً نووياً في العالم .ويشير الطيب الى أن الطاقة الذرية أيضاً مستخدمة بالسودان في البحوث الزراعية والبحوث البيطرية وفي هيئة الطاقة الذرية السودانية لأغراض البحوث العلمية.
أما معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية فإنها توفر إطاراً أمنياً جماعياً تتعهد ضمنه قرابة (190) دولة بالالتزام بعدم انتشار الأسلحة النووية وهي تشترط ضوابط الوكالة الدولية للطاقة الذرية على قرابة (900) منشأة في (64) دولة طرفاً في المعاهدة.
ويعرِّف العلماء المفاعلات النووية بأنها عبارة عن منشآت ضخمة يتم فيها السيطرة على عملية الانشطار النووي حيث يتم الاحتفاظ بالأجواء المناسبة لاستمرار عملية الانشطار النووي دون وقوع انفجارات أثناء الانشطارات المتسلسلة.
ويذهب العلماء النوويون الى أن المفاعلات النووية تستخدم للأغراض السلمية والأغراض غير السلمية، ويقولون إن الأغراض السلمية تتمثل في المعدات التي تعود الى البشرية بفوائد في حياتهم اليومية كتوليد الطاقة الكهربائية وإزالة الأملاح والمعادن الأخرى من الماء للحصول على الماء النقي، وتحويل عناصر كيمائية معينة الى عناصرأخرى وخلق نظائر عناصر كيمائية ذات فعالية إشعاعية وأغراض أخرى. وأما الأغراض غير السلمية للمفاعلات النووية كإدخالها في الأسلحة والقنابل الذرية.
وجدير بالذكر أن انريكو فيرمي عالم الفيزياء الإيطالي الذي حاز على جائزة نوبل في الفيزياء العام 1938م وغادر إيطاليا بعد. استيلاء الفاشية على سدة الحكم واستقر في الولايات المتحدة الأمريكية من أوائل من اقترحوا بناء مفاعل نووي حيث أشرف مع زميله ليوزيلارد الذي كان يهودياً من مواليد هنغاريا على بناء أول مفاعل نووي في العالم العام 1942م وكان الغرض الرئيسي من هذا المفاعل هو تصنيع الأسلحة النووية. وفي العام 1951م تم وللمرة الأولى إنتاج الطاقة الكهربائية من مفاعل إيداهو في الولايات المتحدة.
وكما يتوقع بعض الخبراء نقصاً في الطاقة الكهربائية في المستقبل البعيد نتيجة ظاهرة إحتباس حراري سببتها الأنشطة البشرية مثل تكرير النفط ومحطات الطاقة وعوادم السيارات وغيرها من الأسباب وهناك اعتقاد سائد أن الطاقة النووية هي السبيل الأمثل لسد هذا النقص في المستقبل.
ويشير خبراء الى أن السلاح النووي عبارة عن سلاح يعتمد في قوته التدميرية على عملية الانشطار النووي ونتيجة لعملية الانشطار هذه تكون قوة انفجار قنبلة نووية صغيرة أكبر بكثير من قوة انفجار أضخم القنابل التقليدية حيث بإمكان قنبلة نووية واحدة تدمير وإلحاق أضرار فادحة بمدينة بكاملها.
وتقول معلومات تاريخية إن أول قنبلة نووية فجرت للاختبار في 16 يوليو 1945م في منطقة تدعى صحراء الأموعوردو تقع في ولاية نيومكسيكو في الولايات المتحدة الأمريكية وسميت القنبلة باسم القنبلة (أ) كان هذا الاختبار بمثابة ثورة في عالم المواد المتفجرة التي كانت قبل اختراع القنبلة النووية تعتمد في قوتها على الاحتراق السريع لمواد كيميائية تؤدي لنشوء طاقة معتمدة فقط على الإلكترونيات الموجودة في المدار الخارجي للذرة على عكس القنبلة النووية التي تستمد طاقتها من نواة الذرة مستندة على عملية الانشطار النووي، وبهذه العملية فإن شكلاً دائرياً صغيراً بحجم كف اليد يمكن أن يسبب انفجاراً تصل قوته الى قوة انفجار يحدثه (20.000) طن من مادة (تي.إن.تي).
يوسف محمد زين :الراي العام [/ALIGN]