سلت روحنا

سلت روحنا
أي دفاع عن أي ضريبة يتعبر من باب السباحة عكس التيار وعلى أحسن الفروض الضريبة شر لابد منه فالمواطن يدفعها طوعا أوكرها للدولة ليجد مقابلها أمناً وخدمات ورفاهية إذا أمكن لذلك يجب أن تقاس بميزان الذهب ويجد المواطن مقابلها أمام عينيه مايحس به ويعيشه حتى يدفعها عن طيب خاطر أما زيادة الضرائب لمقابلة صرف بذخي أو مطلوبات سياسية يمكن أن تعكر مزاج الممول أي دافع الضرائب وتجعله يدفع عن يد وهو صاغر وبالتالي يكون الدفاع عن ذلك النوع من الضرائب أمراً غير مالوف.
العبد لله يريد اليوم أن يدافع بكل ما أوتي من مساحة في هذا العمود عن ضرائب فرضتها وزارة المالية في الأـيام الفائتة في الميزانية التكميلية لهذا العام والتي وضعت خصيصا لمقابلة انفصال الجنوب وذهاب ريع بتروله إليه لا بل حتى ولو كانت هذه الضريبة لمقابلة هيافات لرحبنا بها والاشارة هنا لزيادة الضريبة على شركات الاتصالات بنسبة تصل إلى 30% وفي رواية 10 % وإن شاء تصل 100 % نعم نحن نعلم أنها سوف تقع في رؤوسنا نحن المتكلمين (ان شاء تفرطقها) بالمناسبة قيل أن استعمال الموبايل الكثير يتسبب في سرطان الدماغ (مش ياها الفرطقة) ولكن هذا الأمر لم يروج له كثيراً مثلما حدث للسجاير التي تحدث الناس عن خطورتها بعد قرون من الزمان.
نعم الاتصالات بنية تحتية مثلها مثل الكهرباء وشوارع الاسفلت وقنوات الري والسكك الحديدية لابل هي مقدمة ضرورية لأي نهضة اقتصادية ولكن اسألكم بالله والآن شركات الاتصالات وعلى حسب إفادة الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الماجد عبد القادر أن الشعب السوداني يدفع ستة وثلاثين مليار جنيه في العام لشركات الاتصالات وأن شركة واحدة تسعى لتحويل أربعة مليارات دولار سنويا للخارج وهذه عبارة عن أرباح وعلى حسب عبد الماجد أن هذه الشركات لاتنفق ولا مليم واحد من ارباحها في شراء منتجات سودانية هذا بالإضافة إلى ما ينفقه المواطنون في ثمن أجهزة الموبايل والكهرباء والذي منه… فماهو المرود الاقتصادي الذي تحصلنا عليه فيما أنفقناه على الكلام؟ دعونا نتعامل بطريقة الحساب ولد.
بالطبع المسؤول الأول ليست الشركات إنما المواطن الذي يقدم عليها بطوعه واختياره ولكن الشركات هذه بما تبذله من مجهودات وحيل إعلامية وإغراءات ومكالمات مجانية وحوافز وهمية والذي منه تجعل المواطن يقبل عليها معصوب العينين ليتنا كنا نتكلم بما فيه ثمرة أكاد أجزم أن 90 % من المحادثات التي تتم بين المتصلين عبارة عن ثرثرة وقطيعة ورومانسيات شبابية والذي منه من المؤكد أن هناك من يستعمل الموبايل لمافيه خيره وخير الأمة ولكن هؤلاء بندق في بحر الكلام الفاضي الذي يجري في الأثير الآن.
إن زيادة العبء الضريبي على المكالمات لن يقع في يافوخ الشركات لأنها سوف تزيد تعريفتها أو ربما توقف حوافزها أو ترشد صرفها وهذا بدوره سوف يقلل من الاستخدام العام لأجهزة الاتصالات وبالتالي سوف تقل أرباح هذه الشركات وبالتالي يقل تهريب الدولار للخارج فهذا وحده مكسب حتى ولو فشلت وزارة المالية في زيادة رصيدها من تلك الضريبة الجديدة. فما أجمل هكذا ضريبة.
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]
Exit mobile version