أما الجزء الثاني فهو التهديد بما يسمى بالجهاد الإلكتروني، لم يكن هذا الصنف من الجهاد موجود في عهده صلى الله عليه وسلم ولا في عهد خلفائه ، عهد الرحمة والعدل والمساواة بين الناس ، لا فرق بين أحد منهم ، فكل مواطن له حق مثل الآخرين ،ولكن السيد الوالي استحدثه تماهياً مع مستحدثات العصر وتطور العلوم والتكنلوجيا.
كل هذه الأشياء ظهرت عندما ابتعد الناس عن الدين وتفشى ظلم الحكام المستبدين، فاتخذوا الأعوان ليقهروا بهم الرعية ويكبتوهم ويخيفوهم عن المطالبة بأبسط حقوقهم على ولاة أمرهم ، ولكن لينتظروا من الله هذا الحديث : قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ « [ رواه مسلم ] .
وأعوان الظلمة مذمومون في كل مكان وزمان ، وقد كثرت في كثير من هذه الأمة فيبطشون بالناس بالسياط والعصي في غير حق شرعي …
اوحديث جبير الطويل وماذكر فيه عن الأيمان والجهاد أنه بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله الا الله وادناها اماطة الأذي عن الطريق والحياء شعبة من الأيمان ، ماتركوا شعبة من شعب الأيمان إلا وعملوا بها من اعلاها نزولا بأدناها وهي رفع الأذى عن الطريق.. وبما أن هذا حديث الرسول وأنت تعمل بمجاهداته كنا نتوقع منك أولاً أن تجاهد جيوش البعوض التي تعمل فتكاً باجسام المواطنين وقتلا بالملاريات وان تجاهد في اماطة أكوام الكوش والقازورات التي تملاء طرق ولاية الخرطوم وشوارعها فيتوالد الذباب ناقل الأمراض الذي لا يقل آفته عن القتل العمد .. وبالمناسبة (قالوا الشيطان يعيش في الكوش والقذارة).. وعليك أن تجاهد في أن يجد المواطنون مياه شرب نظيفة وصحية بدلاً من تلك التي تحملها المواسير بفطرياتها وطينها وديدانها المرئية وغير المرئية..وجميعها تعمل علي هلاك المواطن وموته بالأمراض … فهل تساوي الدنيا كلها روحا زهقت بغير حق..؟.. قال النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم : «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ ».. رواه الترمذي.
صحيفة الوطن
د. حرم الرشيد شداد