** المهم غادر مدير مياه الخرطوم موقعه بأمر الوالي، وليس طوعا واختيارا ..عفوا، هناك دليل آخر، بحيث لم تسقط من ذاكرة الناس والصحف تصريح المدير عندما طالبته الصحف بالاستقالة عقب تظاهر أهل بري، حيث رفض يومئذ قائلا بالنص (لا، لن أتولى يوم الزحف)، أو هكذا يفسر فقه شيخ خالد استقالة أي عاجز عن أداء واجبه، ولذلك وضعها – بلا احم او دستور – في قائمة الكبائر قبل شهرين.. وبالتأكيد ليس من العقل ولا المنطق أن يرتد الشيخ خالد عن تلك القناعة الإيمانية – خلال شهرين – ويرتكب إحدى الكبائر التي من شاكلة (التولي يوم الزحف)، عفوا الاستقالة.. ولذلك، يجب على الصحف التي أوردت الخبر بصيغة الاستقالة بأن تعتذر عاجلا للشيخ خالد، لأنها اتهمته بالتولي يوم الزحف، أوعلى والي الخرطوم نفي تلك التهمة عن مديره المخلص، وذلك بنشر (الإقالة)..!!
** وليس هناك ما يعيب.. فالفاروق عمر رضي الله عنه أقال خالد بن الوليد رضي الله عن إمارة جيش المسلمين رغم انتصاراته، وذلك لكي لا تفتن شخصيته الشجاعة وقيادته الرشيدة المسلمين في دينهم بحيث يربطوا أي نصر بشجاعته وقيادته..أي مطلوب من الوالي خطاب جماهيري من شاكلة:(أيها الناس، لقد أقلنا شيخ خالد من منصبه رغم إنجازاته لكي توقنوا بأن مياهكم تستمد صفاءها ونقاءها من قدر السماء، وأن تدفقها بغزارة في مواسيركم أمر رباني)، أو هكذا يجب (تأصيل الإقالة)، بحيث تطال أمثال خالد – بتاع الموية – وما أكثرهم في مفاصل الدولة وسدة المرافق العامة، وبالتأكيد استقالة مؤصلة كهذه لن تغضبهم..أها، كدة قصرت معاكم؟، افتكر ده مخرج لورطة الإقالة في المرحلة القادمة، يلا ادوني منصب مستشار تأصيل، أم هناك فرق بين (التأصيل) و(التفصيل).؟..على كل حال، لك أن تعلم – يا صديق – بأن الهيئة هذه استلمت في هذا العام وحده مبلغا قدره (400 مليار جنيها) لتحسين حال مياه الخرطوم، ومع ذلك تشرب الخرطوم – إن وجدت – كدرا وطينا..ثم لك أن تعلم أن مباني رئاسة مياه محلية الخرطوم – تحت التشييد بالرياض – تكلف الناس والبلد مبلغا قدره (3.5 مليار جنيه)..تخيلوا، مباني رئاسة محلية واحدة تكلف تلك المليارات، بيد أن محطات التنقية تضخ في الشبكات المتهالكة (الطمي والشخير)…!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]