سماء مشرحة الخرطوم ” تُمطِر ” حزناً على أم قتلها ولدها

أكد الطبيب الشرعي وإختصاصي التشريح الأشهر بالسودان البروفيسور ” عقيل النور سوار الذهب ” الذي شرّح المئات من جثامين الموتى المشاهير ، والعامة ، ومجهولي الهوية . أن هنالك قضايا لم تبارح مخيلته رغم تطاول السنين .

وروى بروفيسور عقيل ان قضية العروس التي سقطت جثة هامدة ، وهي في طريقها الى الفندق لقضاء شهر العسل مع عريسها تعد أحد القضايا التي ماتزال عالقة بذهنه وتفاصيل القضية التي احزنته كثيرا ان العروس بدأت تترنح داخل حلبة الرقص ، وشيئاً فشيئاً اخذت في الإتكاء على صويحباتها اللائي عاتبنها بالقول : ” يا زولة ما تخلي الدلع .. مافي داعي للحركات دي ..!

وبعد وقت قصير من إنتهاء مراسم الزفاف والجرتق توجهت متأبطة عريسها الى الفندق لرشف الجرعة الاولى من ايام العسل التي طالما داعبت انسامها مخيلتها .

لكن الاقدار كان لها رأي آخر .. إذ سقطت العروس بكامل زينتها جثة هامدة ، وهي تخطو على درج الفندق ، وسادت الفندق حالة من التوتر ، وتدخلت الشرطة وأحالت الجثة الى المشرحة .

ويقول عقيل عند ملامستي لفروة رأسها أدركت انها لقيت حتفها جراء التسمم بصبغة الشعر ، وعلى الفور خرجت لذويها الذين إحتشدوا في بهو المشرحة وأبلغتهم بسبب الوفاة ، الذي قضى تماماً على شكهم في عريس إبنتهم ، حيث راودتهم شكوك ان يكون الواقف وراء وفاتها .

وأضاف ان من القضايا التي لا انساها حادث طفل لم يتجاوز العامين من عمره ، لقى مصرعه دهساً تحت عجلات سيارة والده ، الذي كان في طريقه للخروج من المنزل ، واذكر ان الاب المكلوب ظل ” يتمردق ” في بلاط المشرحة وهو ينتحب بصوت عالِ في مشهد أدمى القلوب .

ولا أنسى مقتل إحدى الأمهات على يد إبنها المريض نفسياً ، وهطول الأمطار لحظة وصول الجثمان ، ونحن رددنا بصوت واحد .. سبحان الله .

صحيفة حكايات .

Exit mobile version