يَزيدُكَ وَجهُهُ حُسناً إِذا ما زِدتَهُ نَظَرا
ويبحث أيضاً هذا العلم في الشيء القبيح والقبح أيضاً ، تنقلة الحواس فتنقبض منه النفس وتنفر منه ، فينعكس سلوكاً بالضيق والتبرم والملل فيكون دافعاً للفشل والتعاسة ، فتكره النفس كل شيء حولها ..
اذن فالقبح والجمال هما دوافع للسلوك الإنساني والتصرفات اليومية في حياتنا .. وبما أن أول ما يأتي المستثمر تقع عينه على شوارعنا الوسخة والمتسخة المليئة بأكوام الزبالة والقذارة التي تعبث بها الكلاب الضالة والقطط والأكياس المتطايرة ، وأكوام بقايا الطوب والحجارة.. ومع ذلك كله الشوارع مظلمة خالية من الإنارة مما يترتب عليه أن تنفر نفسه ويشمئز ويفكر بالهروب والإبتعاد … حتى وإن عمدتم على أن يكون خط سيره فقط بشارع المطار أو شارع النيل ومروراً بالفلل الرئاسية ، فحتما ًسيذهب إلى قلب العاصمة وقد تُسوِل له نفسه بأن يذهب في رحلة داخل الأحياء للإطمئنان على أمواله التي سيستثمرها في بلدكم ، فيرى وسوف يرى ذلك البؤس والقذارة المنفرة الباعثة للإستفراغ ، وليس الهروب فقط .. فكيف تفاخرون بجذب الإستثمار وعاصمة ولايتكم بهذا الحال المزري المقرف .. فأرجو منكم إنارة الشوارع وتنظيفها وترتيبها و زراعتها بتخصيص مبلغ بسيط وتكليف نفسكم به.. فبهذه النصيحة العلمية قد أكون أسديت لكم معروف مباشر.. أمًّا المواطن فسيستفيد بطريقة غير مباشرة، بالرغم من أنه دفع مرتين لشركة الخرطوم للنظافة ، مرة غير مباشرة من الضرائب التي تؤخذ منه للخزينة العامة.. فأنشأ منها الوالي السابق الشركة ، وتأخذ منه مرة ثانية المحلية مباشرة الرسوم من جيبة الخاص خصماً على ما يوفره ليقتات به أهله وأبناؤه كرسوم نفايات، والتي إن لم يدفعها يتعرض للويل والوقوف أمام المحاكم.
صحيفة الوطن
د. حرم الرشيد شداد