ياشاشة سوداء .. يا داهيه سوداء

[JUSTIFY]أعتقد أن الأزمة في تلفزيون السودان وصلت مرحلة اللا عودة، والعاملون فيه يلوحون بالدخول في إضراب مفتوح من صبيحة الثلاثاء المقبل، ودعوني أقول أولاً إن العاملين بالفضائية السودانية ما وصلوا هذه المرحلة إلا لأنهم لاكوا الصبر ومضغوه دون أن تلتفت الحكومة لمطالبهم العادلة، وأقول الحكومة لأن القضية إن وصلت حد الإضراب في الفضائية الرسمية التي هي بمثابة أمن قومي، فهذا معناه أن المشكلة تعدت مدير الفضائية السيد محمد حاتم، وتعدت بالضرورة السيد وزير الثقافة والإعلام إلى رئاسة الجمهورية مباشرة، وليس من المنطقي ولا العدل أن (تسرق) الحكومة موظفيها وإلا ما معنى أن تتلكأ في صرف مستحقات ومتأخرات العاملين المالية، وهؤلاء لا مهن لهم بديلة وهم يمنحون التلفزيون جل وقتهم، وكل تفكيرهم، ومستحيل أن نطالبهم بالعمل المبدع الخلاق وبيوتهم خالية من الفئران ياسيدي الرئيس.. ورغم أن (الحرقة) وصلت حداً شخصياً لأنها هبشت هؤلاء الموظفين في أكل عيشهم، إلا أني أحييهم لأنهم وفي عز الأزمة لم ينسوا أن يطالبوا بتحسين بنية العمل المتردية بالتلفزيون، لدرجة أن أحد محرري الأخبار حدثني بأنهم يستعملون الكربون في الكتابة لقلة الورق، والعجيب والغريب أكثر أن هذه الأزمة تفجرت بعد احتفالات التلفزيون بخمسينية عيده الذهبي، وهي المناسبة التي حضرها السيد الرئيس والسيد النائب الأول، ولو كنت مكان مدير التلفزيون لأجلت الاحتفال بهذا الزخم والهيلمانة، وحدثت السيد الرئيس عن مطالب أهل التلفزيون، وعن الحالة التي وصل اليها بدلاً من زر الرماد في العيون، ولا أدري أي تكريم للعاملين السابقين فيه والعاملون الآن يشكون لطوب الأرض عسر الحال وسوء المآل، ولعلي وفي عز هذه الأزمة استغرب لموقف السيد وزير الإعلام الدكتور أحمد بلال وهو يقف موقف المتفرج والخاتي يده في مويه باردة، فيا سيدي الوزير لو نفذ العاملون إضرابهم صبيحة الثلاثاء، وخرجت شاشة السودان سوداء بلا لون، عليك أن تقدم استقالتك فوراً، لأن هذه وصمة عار تهز عرش أي وزارة للإعلام مهما كانت انجازاتها، خليك من أنك تجلس على وزارة بلا صوت ولا حراك.

وما يحدث في الفضائية السودانية هو مطالبة بحق لا ألوم أياً من المتظاهرين والمحتجين عليه، ولو كنت مكان محمد حاتم لانحزت لهؤلاء، بل ولحلمت لافتة أطالب فيها بما يطالبون بدلاً من الظهور بمظهر المنحاز للحكومة، حتى لو كانت مجحفة وظالمة في منع العالمين لحقوقهم، ومسؤولية وصول التلفزيون لهذا المستوى المتردي من الأجهزة وبنية العمل، فهل ما حدث من تراجع هو فشل محسوب 100% على محمد حاتم؟ أم أن الدولة لم تلتزم بواجبها تجاه الفضائية الرسمية، وستفوح أيضاً رائحة وزارة المالية في الموضوع!! في العموم الثلاثاء ليس ببعيد، ولابد من حل مرضٍ للمحتجين، وأي تعنت من الجهات المسؤولة تجاه هذه المشكلة تتحمل نتيجته هذه الجهات المسؤولة واللا كمان دايرين الناس تشتغل ببلاش؟.

كلمة عزيزه:

أحفظ لهذا القلم حقه في أنه أول من طالب بإنشاء آلية منفصلة لتلقي شكاوي المستثمرين الذين كثيراً ما يواجهون بعقبات ومصاعب مفتعلة، للأسف بعضها من شاكلة (فتح عينك تأكل ملبن) وهاهو السيد الوزير دكتور مصطفى يوجه بتخصيص نيابة ومحاكم خاصة بالاستثمار، يتم من خلالها حفظ وحماية أموال وآليات المستثمر، أرجو أن تعمل هذه النيابات بقبضة من حديد، لأن مستقبل بلادنا في الاستثمار العربي والوطني.

كلمة أعز:

يجب ألا تمر مرور الكرام وتنتهي بالغاء القبض على شحن الأسلحة المهربة، يجب ألا تمر مرور الكرام هذه الجريمة التي مؤكد لها مخططوها ومنفذوها فهل هي تجارة أسلحة؟ أما أنها تخطيط لغدر قادم.

صحيفة آخر لحظة
أم وضاح

[/JUSTIFY]
Exit mobile version