السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أمي تحيرني كثيرًا؛ فهي عندما تشاهد برنامجاً دينياً أو ما شابه تتأثر به لأقصى حد حتى يصل بها الحال إلى أن يضطرب عقلها فتمتنع عن الكلام ثم تقوم بأعمال وأقوال غريبة فتقول: إن هناك من يأمرها بأشياء وهي تنفِّذ ويحاسبها على كل ذنب اقترفته وهي ترد؛ فتمتنع عن النوم وهي مجتهدة على الرد عن كل سؤال تحدثها به نفسها وتبرر كل أفعالها ثم تبكي بطريقة هستيرية وتتذكر ذنوباً ارتكبتها تحملها أكبر من حجمها؛ مثلاً: أنها قتلت فأراً منذ سنين!! وبعد أن نذهب بها إلى الطبيب تعود لحالتها الطبيعية فتسألنا هل تعيد صلواتها التي كانت في أيام مرضها؟ وهي صلاة طبيعية ولكنها أثناء السجود كل ما تهم بالرفع يأمرها ذلك الصوت أن تستمر إلى أن تتعب فتخل بشرط السجود على سبع واضعة يديها على جبهتها من فرط التعب وهى الآن تصر على أن اسال لتعرف ماذا تفعل؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فأسأل الله تعالى أن يعينكم على بر أمكم والإحسان إليها، وأن يصرف عنها شر كل ذي شر، وأن يعافيها من كل بلاء، وأن يجعل ما أصابها في ميزان حسناتها، والذي أراه أن الوالدة غير مؤاخذة بما يكون منها حال سجودها؛ وليست مأمورة بإعادة تلك الصلوات التي وقعت لها فيها تلك الأحوال؛ لأنها مريضة وقد قال سبحانه ليس على الأعمى حرج ولا على المريض حرج، ثم إن الأمر خارج عن إرادتها وقد قال سبحانه «لا يكلف الله نفساً إلا وسعها» فهي مصابة بوسواس أو مس شيطاني، وعلاجها بأن تقوموا برقيتها وتكثروا من الدعاء لها، والله الموفق والمستعان.
لا يتكلم مع الفتيات إلا للحاجة
السؤال:
ابن عمي شخص ملتزم دينياً، ويصر على عدم التحدث مع من يريد أن يتزوجها إلا في أمور ترتيب الزواج، وما عدا ذلك فهو غير مهم في نظره، ويشترط التحدث في وجود محرم وفشلت 5 خطبات لهذا الإشكال، وعند سؤال الفتيات اللاتي رفضنه قلن إنه جامد ومسيخ ويصر هو على مبادئه أن لايتكلم مع الفتاة التي لاتحل له؛ السؤال هل يجوز لنا أن نقنعه بتغيير طريقته أم نأثم على ذلك؟ وهل يشترط أن تكون زوجته لا تصافح ولا تحادث الشباب؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فابن عمك هذا يحتاط لدينه ويتورع في التعامل مع الفتيات، وما ينبغي أن يُلام على ذلك بل يغبط على الحالة التي هو فيها، لكنه مطالب بأن يتوسط ولا يتشدد؛ بمعنى أن يفهم أنه لا إشكال في أن يتكلم مع مخطوبته في الأمور المباحة التي يجوز للرجل أن يتكلم فيها مع الأجنبية؛ فقد ثبت أن النساء كن يكلمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكلمهن؛ وكذلك الصحابة رضي الله عنهم؛ لكن الممنوع هو ما يحصل من تساهل بعض الناس في هذا الباب؛ حتى إنك لتجد الخاطب يتحدث مع فتاته في أمور ما ينبغي أن تكون إلا بين الزوجين.
ولم أفهم قول السائل عن ابن عمه «جامد ومسيخ» هل المراد أنه يتورع في الكلام مع الفتيات، أم المراد سوى ذلك من فظاظة وغلظة وعدم إحسان في رد السلام وإجابة الكلام؟ فإن كانت الأولى فالعلاج ما ذكرته أولاً من التزام الهدي النبوي الذي هو خير الهدي؛ حيث لا إفراط ولا تفريط، وأما إن كانت الثانية فالواجب عليه أن يعالج نفسه بتمثل أخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي كان أطيب الناس وأحسن الناس وخير الناس.
وأما اشتراطه في فتاته ترك مصافحة الرجال فهذا من حقه؛ إذ المطلوب في المرأة التحفظ في علاقتها بالرجال الأجانب والتزام جانب الحيطة؛ خاصة في زماننا الذي كثر فيه التساهل من الناس وحصل بذلك من الفساد ما لا يعلمه إلا الله، والله ولي التوفيق..
قراءة القرآن للتحصين بدون وضوء
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:
هل تجوز قراءة بعض السور بدون وضوء، مثل آية الكرسي والإخلاص والمعوذتين للتحصين صباحاً ومساءً؟!
وجزاكم الله خيرًا
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فلا حرج على المسلم أن يقرأ القرآن تعبداً أو تحصناً بغير وضوء؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن على كل أحواله، وما كان يمنعه من القرآن شيء إلا الجنابة، لكنه ممنوع من مس المصحف لقوله تعالى «لا يمسه إلا المطهرون» وقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يمس القرآن إلا طاهر والله تعالى أعلم.