– والمفاوضات .. ثم المفاوضات .. ثم المفاوضات من أجل لا شئ بين حكومة السودان وجنوب السودان تصبح مثل لعبة (التشكن)
– وفي لعبة (التشكن) يتسابق المتنافسان بسيارتين، تتجهان نحو بعضهما البعض وبالسرعة القصوي،والفائز في هذه اللعبة هو ذاك الذي يحافظ علي اعصابه حتي النهاية دون جبن او خوف ،ومن ينعطف بسيارته اولاً يخسر…في هذه اللعبة ليس للذكاء أي دور ،مزيد من الجنون فقط يكفي لكسب هذه اللعبة
– ويبدو ان الطرفان (حكومة السودان وجنوب السودان ) لديهما من الجنون ما يكفي لمواصلة هذه اللعبة
– واجمل وصف لهذه الحالة قاله المبعوث الامريكي ليمان .. أن البلدين يمارسان انتحارا سياسيا
– الحكومة السودانية حصلت علي قرض صيني 1.5 مليار دولار … وقرض من صندوق النقد العربي بقيمة 45 مليون دولار وعدة قروض اخري … نظريا الحكومة السودانية امنت موقفها المالي حتي الربع الاخير من هذا العام
– لذلك ترفض فتح الانابيب للنفط الجنوبي قبل تفكيك الجبهة الثورية
– حكومة الجنوب تراهن علي ماذا؟؟؟؟
الضغوط الامريكية – قطاع الشمال -الفجر الجديد – مجلس الأمن
هذه المظاهر فقط .. فحكومة الجنوب حكومتان
-حكومة سلفاكير تسعي للاتفاق مع الشمال وتصدير النفط لانقاذ وضعها الاقتصادي والسياسي المتردي
– وحكومة اخري ضد سلفاكير..تعرقل كل خطط التوصل الي اتفاق سلام مع الشمال
– هذه الحكومة الأخرى وصفها يوما سلفاكير بنفسه عندما قال :رياك مشار عبارة عن دولة داخل دولة
– ورياك مشار هذا بالنسبة بالنسبة لامريكا هو العدو … وبالنسبة لسلفاكير هو العدو وليس البشير
– رياك مشار معروف بتحالفه القوي مع البريطانيين … وزوجته الراحلة البريطانية ايمي كانت حلقة الوصل بينه والبريطانيين
ايمي اغتيلت في كينيا بحادث مدبر من قبل استخبارات الجيش الشعبي بتهمة انتماءها لل MI6 جهاز الاستخبارات البريطاني … وقد اتهمها الراحل جون قرنق شخصيا اثناء خلافه مع رياك مشار بانها جاسوسة بريطانية تسعي لاثارة الاضطرابات في الحركة الشعبية
– لمعرفة الاتجاهات السياسية لدولة الجنوب لابد من معرفة الاسباب الحقيقية وراء ايقاف ضخ النفط عبر الشمال
– وزير مالية جنوب السودان عندما سئل عن مدي تأثر الاقتصاد السوداني بالانفصال وخروج البترول من الميزانية …اجاب ان الاقتصاد السوداني لن يتأثر كثيرا لأن المؤتمر الوطني لديه أموال مخزنة في البنوك الخارجية بما يقارب ال 50 مليار دولار
– اذا فرضية ان الجنوب يريد تدمير الاقتصاد السوداني غير واردة في هذه الحالة لأن الجنوب يدرك ان السودان ربما يعاني من متلازمات ايقاف ضخ النفط لكنه سرعان ما يعود ويتعافي
– السؤال الذي يطرح هنا … ماهي كروت الضغط التي كان يمتلكها السودان وجنوب السودان قبل ايقاف ضخ النفط…وأي الطرفين زادت كروت الضغط لديه بعد ايقاف ضخ النفط
– ربما جنوب السودان يمتلك حق ايقاف ضخ النفط عبر الاراضي السودانية…لكن السودان يملك حق السماح بإستئناف ضخ النفط عبر اراضيه
– فرضية اخري اليس من الاجدر لجنوب السودان بدلا من خنق اقتصاده بوقف ضخ النفط…ان يحاول الاستفادة من عائدات النفط في تقوية جيشه ودعم الجبهة الثورية بصورة فعالة ومؤثرة لاسقاط المؤتمر الوطني …في هذه الحالة موقف الجنوب سيكون اقوي
– قصدنا من هذه الفرضيات ان نقول ان ايقاف ضخ النفط الجنوبي كان لاسباب داخلية بحتة …وحرمان الاقتصاد السوداني من عائدات النفط يأتي في اسفل القائمة
-هذه الاسباب ربما نجملها في نقاط:
* محاولة ابعاد الشركات الصينية من مضمار النفط الجنوبي لصالح شركات امريكية
* الاتجاه جنوبا في العلاقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية
* اضعاف قبيلة النوير (رياك مشار) التي تقطن مناطق انتاج النفط (ولاية الوحدة)
– عملية فك الارتباط مع قطاع الشمال صعبة للغاية …فوجود قطاع الشمال في المنطقة الحدودية في حد ذاته هدف استراتيجي لجنوب السودان
– في برنامج اعترافات للاستاذ خالد ساتي علي فضائية امدرمان …تحدث القيادي فتحي شيلا احد قادة قوات التجمع التي كانت تتخذ من الحدود السودانية الارتريا مستقرا ومنطلقا لها،ان شخصية عربية اتصلت به في ذلك الوقت واخبرته ان وجود قوات التجمع في تلك المنطقة المقصود منه فقط ايجاد عازل امني بين الجبهة الاسلامية في السودان والحكومة الارترية
– وهذا بالضبط الدور الذي يراد لقطاع الشمال ان يؤديه في الحدود بين السودان وجنوب السودان
– حكومة جنوب السودان تدفع بإتجاه تسوية سياسية ونيفاشا ثانية تضمن لها بقاء قوات قطاع الشمال في المنطقة الحدودية …وحكومة السودان ترفض اي وجود لقطاع الشمال في الخارطة السياسية للسودان
– أبيي تهم دينق الور ،لوكا بيونق وادوارد لينو …فحكومة الجنوب سبق وغضت الطرف عن مثلث اليمي الغني بالنفط وتحتله كينيا حاليا
– مع العلم أن مساحة أبيي حوالي 10000 كم …ومثلث اليمي تبلغ مساحته 22635 كم..
[email]Elnouradam11@yahoo.com[/email]