النهب ” يجقلب “… والاستقالة لـ ” حماد “

[JUSTIFY]مخطئ لدرجة الخطأ الفادح من يظن أن حادثة نهب مرتبات العاملين بوزارة الثروة الحيوانية بولاية جنوب دارفور، تدخل في سياغ الحوادث العادية التي تحدث هنا وهناك، ذلك لأن مثلها قد تكرر مرات ومرات في مدينة نيالا حاضرة الولاية والتي وأصبح عدد سكانها ـ نتيجة أسباب وعوامل كثيرة ـ كثيفاً، حيث أشارت نتائج الإحصاء السكاني القومي الأخير الذي تم قبل أربع سنوات أو يزيد قليلاً إلى أن ولاية جنوب دارفور تحتل المرتبة الثانية بعد العاصمة الاتحادية “الخرطوم” من حيث السكان.

وواضح جداً من المعلومات التي جاءت من نيالا أن الجناة استفادوا من ظرف الزمان حيث إن مرتبات العاملين بالدولة بولاية جنوب دارفور قد أزف ميعادها لأنها تصرف هناك ما بين يومي 3 و 10 من أول كل شهر كما أنهم استفادوا من ظرف المكان ـ وللذين لا يعرفون مدينة نيالا فإن وزارة الثروة الحيوانية تقع في مكان قصي من الناحية الجنوبية الشرقية لحي الوادي العريق في حي صغير اسمه “البطري”، حيث إن الجناة يعلمون علم اليقين أن من الصعب ملاحقتهم في حواري حي الوادي خاصة تلك التي تبعد عن قليلاً عن السوق ومركز المدينة حيث تقع الأجزاء الغربية والشمالية.

لذلك وبكل اطمئنان فعل الجناة فعلتهم الإجرامية المتمثلة في نهب مرتبات عاملين سال عرقهم وعانى أطفالهم في انتظار مرتب لا يُسمن ولا يُغني من جوع.. دعونا من كل ذلك فآثار الحادث معروفة ولكن دعونا نسأل سؤالاً مشروعاً من هم الجناة؟ ولماذا تتكرر حوادثهم بذات الطريق “عربة من عربات الدفع الرباعي ثلاثة أو أربعة أو خمسة، ملثمين يوقفون بعربة بعينها وهذا يعني أن هناك معلومات مسبقة عنها ومؤكدة بأن بها حمولة مئات آلاف من الجنيهات ثم تولي المجموعة الأدبار وتبقى حكايتها رهينة في مجالس المدينة إلى أن تقع حادثة أخرى تنسيها الحادثة الأولى.

ودعونا نسأل أيضاً وبكل صراحة من الذي يحمي هذه المجموعات المتفلتة من أين جاءت باللوجستيات التي ترتكب بها جريمتها ومن أين جاء السلاح؟ إننا بحق محتاجون لفتح ملف مسكوت عنه في ظل التداعيات المؤسفة في إقليم دارفور منذ بدايات تمرد العام 2003م وحتى الآن، وهذا الملف المسكوت عنه يعتبره الكثير من المتعاطين لملف أزمة دارفور يمثل حلاً لكل الإفرازات التي أفرزها التمرد، أما أن يظل الملف منسياً أو متناسياً من قبل الجهات المختصة فإن ذلك سيضاعف من نسبة الورم الخبيث مما يجعل الاستئصال تواجهه الجراحات التي يصعب أن تندمل أو تسهم في انتشار هذا الورم.

الملف المسكوت عنه هو الذي جعل النهب “يجقلب” في مساحات واسعة من دارفور وتحديداً في ولاية جنوب دارفور وبكل اطمئنان ذلك لأن بعضاً من الممسكين به ولو من الناحية التاريخية يتمتعون بشيء من الحماية التي تجعلهم محصنين من عقوبات أي جرائر يرتكبونها لأنهم لعبوا في سنوات التمرد الأول أدواراً طباعها الجسارة أقلقت مضاجع المتمردين وأسهمت في تقوية شوكة الدولة في كبريات المدن الدارفورية، وبعد أن انجلى التمرد كان المتوقع تسوية الملف المسكوت عنه “أشخاصاً وأشياء” ولكن ذلك لم يتم، خوفي الكبير أن يهزمه هذا الملف ويتحول أمره من شكر “حماد” إلى استقالته فالنهب يجقلب في أنحاء الولاية والاستقالة مُحمِّدة “حماد”!!!.

صحيفة المشهد الآن
معاوية أبو قرون

[/JUSTIFY]
Exit mobile version