الإيمان والكفر

الإيمان والكفر
نقل الحافظ بن حجر تعريف السلف للإيمان فقال:”قالوا هو إعتقاد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالأركان”،وقال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام حين سأله عن الإيمان هو:{أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره} قال تعالى:[ءامن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير] وقال تعالى:[يأيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا]وقال تعالى:[ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم]وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{الإيمان بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله ،وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان} وفي رواية لمسلم {الإيمان بضع وسبعون }،وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله} .وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار}وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ،وخيارهم خيارهم لنسائهم} وقال الحسن رحمه الله:”ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدقته الأعمال”، إن مقتضى الإيمان القيام بما أوجب الله تعالى من الطاعات ،والإنتهاء عما حرم الله سبحانه وتعالى من المناهي والمخالفات، والإيمان شرط قبول كل الأعمال، والحياة الطيبة في الدنيا والفوز بالجنة في الآخرة حاصل لأهل الإيمان .
الكفر هو تغطية ما حقه الإظهار، والكفران ستر نعمة المنعم بترك أداء شكرها، وأعظم الكفر جحود الوحدانية أو النبوة أو الشريعة، والكفران في جحود النعمة أكثر إستعمالا، والكفر في الدين أكثر، والكفور فيهما جميعا، قال الله تعالى:[ أن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون]وقال تعالى:[من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين]وقال تعالى:[لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاتا ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير] وقال :[ويوم يعرض الذين كفروا على النار أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون] وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{بني الإسلام على خمس، على أن يعبد الله ويكفر بما دونه، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت، وصوم رمضان}وعن أنس رضي الله عنه قال:{خطب أبو طلحة أم سليم فقالت: والله ما مثلك يا أبا طلحة يرد، ولكنك رجل كافر، وأنا امرأة مسلمة، ولا يحل لي أن أتزوج فإن تسلم فذاك مهري، وما أسألك غيره،فأسلم فكان ذلك مهرها} الكفر يحبط العمل ، ويخلد صاحبه في التار، ويورث الذل في الدنيا والهوان في الآخرة، والكافر الذي آثر الكفر على الإيمان ،لا تنفعه موعظة الواعظين، ولا إنذار المنذرين، وتلك هي الطامة الكبرى والمصيبة العظمى، نعوذ بالله من الخذلان ومن مصير أهل النار ،اللهم إنا نعوذ بك من جهنم، اللهم آمين.

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]

Exit mobile version