سؤال يطرح نفسه بإلحاح للإجابة التي ربما لا يستطيع الرد عليها بشكل دقيق وصادق سوى الشيخ الترابي نفسه، أو المقربين له ، خاصة إذا استصحبنا الحالة غير المستقرة بشكل كامل في مصر عقب ثورة الواحد والعشرين من يناير المنصرم وحتى اليوم !!
قد يقول قائل إن تلبية دعوة( الإخوان) في مصر هي الغرض الأساسي من هذه الزيارة للشيخ حسن، وهي الأولى من نوعها بعد قرابة العقدين من الزمان؛ لم يطأ فيها الرجل أرض الكنانة بقدمه نسبة لاتهامه في محاولة اغتيال الرئيس السابق لمصر محمد حسني مبارك، وكراهية عدد كبير من المصريين له وقتها، بحسبان انه تجرأ وكاد أن يقتل ( الريس) ويغتال ( الفرعون) الذي هد عرشه ذات شعبه الذي منع الشيخ الترابي من الدخول لمصر بسببه من قبل!
هل سيكون لهذه الزيارة أي آثار إيجابية تنعكس على مسار العلاقات بين البلدين على المستويين الشعبي والرسمي ؟!
هذا هو المحك الرئيسي والثمرة الحقيقية التي يترقبها البعض من هذه الزيارة، بينما يرى البعض الآخر بأنه لن يكون لهذه الزيارة أي آثار إيجابية على المستوى الرسمي لأنها ليست زيارة رسمية لمسؤول حكومي إنما هي زيارة رئيس حزب وتأتي في إطار حزبي ضيق مهما اشتملت زيارة الشيخ حسن من أسماء لشخصيات مصرية خارج الإطار الحزبي، كالالتقاء بالشخصيات المرشحة لرئاسة جمهورية مصر او الالتقاء بمسؤولي المراكز البحثية ومعاهد الدراسات وغيرها .!!
ولكن أي مصلحة – ولو ضيقة- التي سيجنيها حزب المؤتمر الشعبي من لقائه مع حزب الإخوان في مصر أكثر من تبادل الرؤى وتوضيح المواقف لكل منهما واستراتيجيتهما للعمل في ظل مصر الجديدة في إطار الحزب ؟!
يرى البعض انه لن تكون هنالك أي فائدة من هذه المقابلات واللقاءات التي ستمتد أسبوعا بكامله للشيخ ووفده في ربوع قاهرة المعز سوى التصريحات والتصريحات المتبادلة دون رقيب ولا حسيب ودون ( رجل أمن ) يقتاد الشيخ لسجن كوبر بعد الانتهاء من تصريحاته !
القراء والمتابعون والإعلاميون موعودون بالكثير المثير من التصريحات النارية والأحاديث المثيرة للجدل، والفتاوى التي تثير زوابع من الآراء مع وضد وأشياء أخرى كثيرة !!
ولكن ربما الأمر الأكثر إثارة حال حدوثه في هذه الزيارة الأسبوعية للشيخ حسن هو إمكانية نجاح المساعي التي رشح الحديث عن قيامها في القاهرة بواسطة بعض المصادر المصرية للترتيب للقاء يجمع بين نائب الرئيس علي عثمان محمد طه والشيخ حسن الترابي؛ وذلك لإحداث اختراق في جدار الحوار الصلب الذي لم يستطع أي منهما إكمال أو مجرد الشروع فيه داخل العاصمة السودانية الخرطوم !
فهل تكون مصر- رغم تدهور حالها وعدم استقرارها سياسيا- رسول سلام يصلح الحال ويعيد المياه إلى مجاريها بين الوطني والشعبي ؟!
هذا وغيره من الأسئلة المهمة ستجيب عليها الزيارة الحالية للشيخ حسن الترابي ووفده رفيع المستوى للقاهرة ..!!
و
غدا لناظره قريب !!
نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/7/22
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]