[JUSTIFY]
ما أجمل أن يكون الإنسان في انتظار موعد خاصة إن كان موعداًَ مشوقاً يبعث الأمل والفرحة، وأرجو أن يكون عمودي موعداً للسلام والجمال … وما دعاني لاختيار هذا العنوان هو وفاءً وتكريماً للفنان الموسيقار العظيم محمد الأمين، بعد ما كُتب عنه من كلام مسيء في حقه بحفله الأخير بمملكة البحرين.. فأحياناً نُسيئ بقصد أو بدون قصد لأشيائنا الجميلة العظيمة التي يجب أن تخلد وتعظم.. فالموسيقارالملحن محمد الأمين لا تقل عبقرية ألحانة عن الملحن الألماني أماديوس موزارت أو الملحن الألماني بتهوفن والألماني باخ، فإن كانوا جميعاً قد لُقبوا بعباقرة الألحان، فهو موتزارت السوداني… وود الأمين كما يحلوا للبعض مناداته أقل ما يوصف به أنه إماماً لأهل الفن، وبديع هذا الزمن، وفخر السودان، وغرة جبين دهرنا المليء بالظلمات والأوجاع… فمن منا من لم يشجه صوت ود الأمين وألحانه، ومن منا لم تمس وجدانه وتحرك كوامن شعوره، ومن منا لم يلامس صوت ود الأمين القوي الشجي لأعماق نفسه، ويسبر أغوارها، فتبعد عن ظلام الهموم… ومن منا لم يسمع لمحمد الأمين ولصوته القوي الذي فاق دوي المدافع وصوت الرصاص في أكتوبر عندما تغنى بـ….
أكتوبر واحد وعشرين يا صحو الشعب الجبار
يالهب الثورة العملاق يا مشعل غضب الأحرار
وأظن أن الشاعر فضل الله محمد الذي لحن محمد الأمين أشعاره قد ذهل من اللحن الذي ألّفه ود الأمين لقصائدة، وخصوصاً أغنية أشوفك بكرة في الموعد، فتسحرك ألحانه فعلاً، وتتصور معه روعة المشهد، فيخفق القلب فرحاً، وتطرب النفس سروراً فتحلق مع ألحانه بعيداً عن ظلام الهموم وأوجاع الحياة اليومية..
فالكل يعلم من هو ود الأمين، وما أنا بكتابتي عنه إلا كواهب السيل قطرة أو البحر درة أو الروض ثمرة، فهو سيل لألحان الجمال وبحر عطاء الحب، وروضة مليئة بثمار الجمال… اسمعوا معي لود الأمين عندما يغني
ولو تعرفني كم بتعب بعيد عنك. . . . وأتألم
أضيع أتمنى. . . لو أقدر وأقول . . يا ريتنى أتعشم
أشوفك بكرة في الموعد
أشوفك بكرة في الموعد.. أمانة الصبر ما طيب
قدر مكتوب . . وكان لازم نحب نعشق . . . ونجرب
وداعاً يا ظلام الهم على أبوابنا ما تعتب
ومرحب يا صباح الحب تعال ما تبتعد . . . قرب تعال ما تبتعد
صحيفة الوطن
د. حرم الرشيد شداد
[/JUSTIFY]